صور متفرقة عبر مختلفة مطارات بلادنا لآلاف من المواطنين وهم يتأهبون لزيارة البقاع المقدسة لأداء خامس أركان الاسلام حج بيت الله لمن إستطاع إليه سبيلا، مشاهد تدمع لها الأعين شوقا ورغبة في ملامسة البيت الحرام والروضة الشريفة وإستنشاق هواء تلك الأرض الطاهرة والمباركة ولا بأس بأن نذكر ونتذكر قصة تلك الرحلة الخالدة لسيدنا إبراهيم الخليل مع زوجته وإبنه إسماعيل عليهما السلام وتركه لزوجته هاجر في الصحراء لوحدهما إستجابة لأمر ربه والتي قالت له مادام الله أمرك بذلك فأذهب لن يضيعنا الله ويستحضرني ما قاله الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لذلك الأنصاري بمسجد منى حول قصد البيت الحرام فقال: «فإنك اذا خرجت من بيتك تؤم البيت الحرام لا تضع ناقتك خفا ولا ترفعه الا كتب الله لك به حسنة محاعنكم خطيئة وأما ركعتاك بعد الطواف كعتق رقبة وما طوافك بالصفا والمروة كعتق سبعين رقبة وما وقوفك عشية عرفة فإن الله تعالى يهبط الى السماء الدنيا فيباهي بكم الملائكة ويقول سبحانه وتعالى «عبادي جاؤني شعتا وغبرا من كل فج عميق يرجون جنتي فلوكانت ذنوبكم كعدد الرمل أو كقطر المطر وزبد البحر لغفرتها، أفيضوا عبادي مغفور لكم وعمن شعفتم ويواصل الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم حديثه بقوله: وما رميك الجمار فلك بكل حصاة رميتها تكفير كبيرة من الموبقات وما نحرك فمدخر لك عندم ربك وما حلاقك لرأسك لك بكل شعرة حلقتها حسنة وتمحي عنك خطيئة وأما طوافك بالبيت بعد ذلك فإنك تطوف ولا ذنب لك، يأتي ملك حتى يضع يديه بين كتفيك فيقول إعمل فيما يستقبل فقد غفر لك ما مضى او كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم التذكير بهذا الحديث الشريف إنما الهدف منه عظمة أداء هذا الركن والفرصة الكبيرة المتاحة لحجاجنا الميامين لإغتنام أداء الحج في جو إيماني وروحاني متميز بعيدا عن مشاغل الدنيا وعن مظاهر التدافع والصخب العارم والفوضى والهرولة نحو الأسواق والمتاجر والتفكير بما يعود به الحاج او الحاجة من شنطن مملؤة بالملابس والذهب وما غلى ثمنه متناسين ما قل حمله وكثر وزنه عند الله الا وهو المغفرة ومسح الذنوب جميعها أخي الحاج أيهما أولى بالتفكير متاع الدنيا الزائل أم الذهاب الى آخره بلا ذنوب.. حج مبرور وذنب مغفور مسبق...