وظفت لغة الصمت في فيلمي لأنها أبلغ من الكلام الجمهورية : سبق لك أن شاركت في الطبعات السابقة لمهرجان وهران السينمائي كإعلامي وناقد سينمائي ، واليوم تشارك في المنافسة الرسمية بفيلم قصير ، حدثنا عن الفيلم ؟ وسيم : صحيح ، كنت أشارك كإعلامي و ناقد سينمائي في جل الطبعات الفنية لمهرجان وهران للفيلم العربي ، واليوم أنا متواجد هنا كمخرج بأول فيلم لي هو « أزهار تيوليت « ، فكرة الفيلم ولدت هنا بوهران سنة 2010 خلال المهرجام عندما التقيت على مجموعة سينمائية منهم سالم داندو من موريطانيا وعوض الهمزاني من السعودية ، اول فيلم لأني التهيت أكثر في العمل الأكاديمي و الإعلامي ، الفيلم هو سيناريو كتبته في المغرب مع صديقي السيناريست المغربي وحيد نور الدين ، الجمهورية : فيلمك السينمائي جاء بأسلوب إخراجي مغاير ، بعد أن وظفت لغة الصمت و تخليت عن الحوار ، فما الهدف من ذلك ؟ وسيم : هذا صحيح ، فبالنسبة لي الصمت يكون أحيانا أكثر بلاغة من الكلام»، وفيه معاني ورسائل انسانية أكثر تأثيرا على المتلقي الذي هو بحاجة إلى أسلوب سينمائي جديد ، قصة الفيلم تعكس مجموعة من التعبيرات الثقافية عن جمال افريقيا بشكل عام لاسيما الصحراء ، وذلك من خلال زوجين يسافران إلى الصحراء الموريطانية ، و يستقران في كوخ وسط الصحراء ، و أنا صراحة لم أرد التركيز على المجتمع التونسي أو الموريطاني ، بل أحببت أن أتكلم عن قصة إنسانية تجمعنا كلنا كبشر لكن دون كلام أو حوار ، بل اخترت الصمت حتى يكون عنوانا لهذا العمل السينمائي القصير الجمهورية : الأفلام التونسية تفرض نفسها في كلتا المنافستين ، سواء تعلق الأمر بالأفلام القصيرة أو الطويلة ، فكيف تقيم مشاركتها كناقد سينمائي و ليس كمخرج ؟ وسيم : السينما التونسية مشاركة بفيلمين قصيرين وفيلمين طويلين ، وهذا أمر مشرف ، لاسيما أن مهرجان وهران يعد من أهم المهرجانات السينمائية بالعالم العربي ، كما أنه يملك إمكانيات ضخمة تؤهله لاحتلال المراتب الأولى على المستور العربي ، أتمنى فعلا يحافظ على تألقه و يضمن استمراريته في ظل ما يعيشه الوطن العربي من أحداث . الجمهورية : يركز المهرجان في هذه الطبعة على الموجة الجديدة ، فما هو انطباعك حول هذا ؟ وسيم : في الحقيقة ، سعدت كثيرا بقرار محافظة المهرجان الذي تبنى في طبعته السابعة « الموجة الجديدة « من المخرجين الشباب ، وهي فرصة لا تعوض للمواهب الشابة التي نادرا ما يسمح لها بالمشاركة في المنافسات الرسمية لجل المهرجانات العربية ، و أنا شخصيا أتصور أنه بعد عشر سنوات سيصبح هؤلاء الشباب مخرجين كبار ..