مهرجان وهران هو "كان" السينمائيين العرب السينما الموريتانية ليست حديثة العهد حتى وإن كانت غير معروفة عالميا، إلا أنها تواجدت في الخمسينيات من القرن الماضي، لتعرف إنطلاقة واعدة بداية من سنة 2000 على يد مجموعة من السينمائيين، يقودهم المخرج عبد الرحمن سيساكو، ويشارك المخرج والمنتج سالم داندو صاحب الفيلم الوثائقي "الكبة" الذي التقينا به في نزل الشيراطون بوهران على هامش فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان الفيلم العربي حيث أختير لعضوية لجنة تحكيم الأفلام القصيرة، فكان معه هذا الحوار. - بداية من هو سالم داندو؟ - سينمائي من موريطانيا، بداياتي كانت مع المسرح حيث تمت بتأسيس نادي المسرح الجامعي وفرقة مسرحية تعرف في موريطانيا بإسم "شنقيط" وفي التسعينيات التحقت بالتلفزيون كمنتج لبعض الحصص والأفلام الوثائقية، وخلال هذه الفترة تعرفت على المخرج الكبير عبد الرحمن سيسكو، الذي عرض علي التمثيل في فيلمه "في انتظار السعادة" ومنه انطلقت في مجال السينما، حيث كانت لي تجارب ومحاولات حتى تمرست في إنتاج أعمال كان لها بصمات في الفضاء السينمائي الموريطاني مثل فيلم "الهروب". - تشارك في المهرجان كمخرج أم كناقد للأعمال السينمائية؟ - لا أنا هنا كعضو في لجنة التحكيم، حتى وإن لم تبرمج الأفلام الموريطانية في هذه التظاهرة، يمكن القول أن آثار السينما الموريطانية وصداها موجودان في هذا المحفل العربي، وقد وجدنا تجاوبا من طرف السينمائيين الجزائريين، وانطباع جيد من قبل الممثلين والمخرجين العرب، وحتى الجمهور الوهراني الذي يملك دوقا وأطلاعا على السينما الموريطانية. - هل هناك مشاريع للتعاون بينكم وبين مخرجين وممثلين من الجزائر؟ - تحتضن موريطانيا كل سنة تظاهرة تعرف بإسم الأسبوع الوطني للفيلم "نلقي فيه الضوء كل سنة عن التجربة السينمائية في الأقطار المغاربية، وستكون الطبعة الخامسة السنة المقبلة نافذة على السينما الجزائرية من خلال عرض أفلام جزائرية واستضافة مخرجين وممثلين عنها حتى نعطي للمهتمين بالسينما في موريطانيا الفرصة للتعرف على الفن السابع في بلادكم. - إذن هل من مشاريع للتعاون في مجال الإنتاج، وهل قمتم بإتصالات مع المخرجين الجزائريين؟ - لا أذيع سرا إذا قلت لكم أننا بصدد إبرام إتفاقيات مع أشقائنا، والخطوة الأولى كانت مع محافظة المهرجان، حيث ننوي فعلا التعاون، وستكون النسخة الخامسة لأسبوع الفيلم الموريطاني إنشاء الله بداية هذا التعاون، ولو أننا لم نؤكد بعد نوعية التعاون، ولكن هذا لا يمنع من القول بأننا على الخط الصحيح ووجودنا في مهرجان وهران كفيل بتجسيد هذه النية، وبخصوص التعاون الشخصي، فلا أخفي أني لا أمانع إذا عرضت علينا الفرص لأننا ندرك قيمة السينما الجزائرية، وأيضا المستوى الرفيع للممثلين والمخرجين ذوي السمعة الكبيرة على المستوى العالمي. - ما هي انطباعاتكم عن مهرجان الفيلم العربي بوهران؟ - المهرجانات التي أحضرها لم تشبع نهمي رغم ما تقدمه من أفلام، ولكن في الحقيقة أن مهرجان وهران الذي أحضره لأول مرة، أكتشف أنه فضاء كبير للفيلم العربي، وأعتبر مهرجان وهران بدون مجاملة "كان السينما العربية". - ما هو حال واقع السينما الموريطانية؟ - السينما المورطانية تعرف قفزة نوعية بعد عودة المخرج الكبير عبد الرحمن سيساكو، خريج المدرسة الروسية والذي يعد الأب الروحي للمخرجين الشباب في موريطانيا، فإسهاماته تركت بصمات من خلال الأفلام "باماكو" لسيساكو و"طاكسي الدمقراطية" لعبد الرحمن أحمد سالم و"رجل، راية وخيمة" لنفس المخرج، والسينما بلدي وأنا" لعصمان ماقانا. كل هذه الأفلام تؤسس لنواة سينمائية نشطة في موريطانيا، ونحن نأمل ترسيخ تقاليد في التعاون مع أصدقائنا الجزائريين لتنطلق بصورة جدية، وكل المخرجين في موريطانيا ينتظرون أن تتمخض هذه الاتصالات عن أعمال في الميدان. ونحن نثق في أشقائنا الجزائريين لكي يربطوننا بجسور التبادل.