تعزيز سيارات الشرطة ببنك معلومات متنقل لرفع البصمات قريبا. جهاز "الأفيس"يقلّص مدة التعرف على الجناة الى نصف ساعة. تطورت الجرائم داخل المجتمع الجزائري في السنوات الأخيرة ،اذ بات المجرمون يعملون على تطوير أساليبهم وتقنياتهم المستعملة تبعًا للتطورات التكنولوجية التي تحصل في العالم ،ما جعل المصالح الأمنية في بلادنا تعمل على مواكبة الحداثة للقضاء على الجرائم بمختلف أنواعها وأشكالها،وذلك من خلال اتباع طرق حديثة واستعمال وسائل متطورة تمكّن من التوصل الى خيط الجريمة و التعرّف على هوية المشتبه فيهم في أسرع وقت ممكن. فضولنا دفعنا الى وضع المحطة الرئيسية لتحقيق الشخصية التابعة لأمن ولاية وهران تحت المجهرهذه الأخيرة التي تعمل على استنطاق مسرح الجريمة،باعتباره مستودعا للأسراروهو الشاهد الوحيد الصامت .تحرّي منظم إن المحطة الرئيسية لتحقيق الشخصية التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية بولاية وهران متخصصة في التعرف على هوية الشخصيات الميّتة (الجثث) أو الحيّة، ومن مهامها التحقيقات الادارية،اجراء تحقيقات على موظفي الشرطة،وكذلك بالنسبة للاطارات التي يتم توظيفها على مستوى الولاية ،فضلا عن التحقيق في هويات الأشخاص خلال الانتخابات وهي تعتمد على العديد من المراحل بما فيها المرحلة الأولى الممثلة في القياسات البشرية والبيومترية، حسبما صرّح به الملازم الأول للشرطة السيد قيطاري داود حيث تتم عملية قياس الأشخاص الذين يتم تقديمهم على مستوى مصالح الأمن في عدة قضايا مختلفة ،الإجرامية منها والعادية ،وذلك من خلال رفع بصماتهم وأخذ صورهم يدويا وآليا. فالطريقة اليدوية تتمثل في تسجيلهم بالبطاقات العٌشرية و النطقية هذه الأخيرة التي تخص هوية الشخص(مكان ازدياده،مهنته،التهم المتابع من أجلها،والمصلحة الأمنية التي قامت بتقديمه،وتاريخ الامتثال) ويتم تصنيفها تصنيفا مرتبا حسب الفئة العمرية التي ينتمي اليهاوالجنس،...الى غير ذلك من العوامل المتبعة في التصنيف، أما العٌشرية فمهمتها البحث بالبصمات آليا من خلال رفع بصمات الأصابع وراحة اليد وترميزها،حيث أوضح مصدرنا أن هنالك 6 أقسام لقراءة البصمة ،فكل بصمة تختلف عن الأخرى من حيث الشكل فهنالك البصمة الحلزونية،وتلك التي تأخذ شكل حرف "أس" ،فيما هنالك شكل آخر يتمثل في حرف"الزاد" باللغة الفرنسية . وفي حالة التأكد بأن الهوية التي قدمها هذا الشخص مزيّفة فإنه يتم إعداد تقرير يبيّن أن هذا الشخص انتحل شخصية ما وتقوم ذات المصالح بإرساله الى وكيل الجمهورية لمتابعته في قضية ثانية تتمثل في انتحال شخصية الغير على غرار القضية الأولى المتورط فيها. "الأفيس" يكشف عن المجرمين خلال دقائق أما المرحلة الثانية فتتمثل في أرشفة القياسات البشرية وذلك من خلال ادخال المعلومات الخاصة بهوية الشخص في بنك معلومات نظام"الأفيس"،ومقارنة بصماته مع تلك المخزنة سابقا،والتي وصل عددها الى مليونين و400 بصمة مسجلة بالمحطة الرئيسية لتحقيق الشخصية على مستوى أمن ولاية وهران ،حيث يعطي هذا الجهاز نتيجة 20 بصمة مشابهة لبصمة الشخص المبحوث، وذلك لمعرفة إذا ما كان متورطا في جرائم أخرى كالقتل، أو السرقة...الى غير ذلك من القضايا،ليتم الانتقال الى فحص بنك المعلومات الخاص براحة اليد ،وفي ذات السياق أكد محدثنا أنه بالنسبة للشخص الذي يكون على قيد الحياة فإن مصالحه ترفع البصمات الخاصة بالأصابع و راحة اليد،أما عن الجثث سواء كانت وفاة صاحبها طبيعية أو بالعنف فيتم رفع بصمات أصابعها فقط،عن طريق جهاز متعدد الخدمات أي أنه يرفع البصمات ويحدد الهويات في وقت واحد.وبالتالي فكلما يتم معاينة مسرح الجريمة يتم تخزين الصور في جهاز خاص بذلك،فيما يتم تخزين البصمات في نظام"الأفيس"،وبعدها يتم المباشرة في عملية المقارنة ،فإذا كانت البصمات المتوفرة ليست للضحية ،فيتم اعتبارها" مجرّمة" بعد مقارنتها بطبيعة الحال مع أهل الضحية ،فإذا كان الشخص معروف على مستوى المصالح الأمنية من خلال بنوك المعلومات،يتم احضار المجرم خلال نصف ساعة على أكثر تقدير . "يا قاتل الروح وين تروح" وفي ذات الشأن أكدّ الملازم الأول للشرطة السيد قيطاري داود بأن المرحلة الثالثة تتمثل في تدخلات الفرق التابعة للمحطة في مختلف المعاينات بما فيها حوادث المرور المميتة أو المادية ،أو معاينة عمليات السرقات والسطو عن طريق الكسر ،فضلا عن فحص السيارات المسترجعة ،بحيث في مثل هذه الحالات يتم رفع بصمات الضحية وعزلها ،لتصبح البصمات الأخرى "مجرّمة"،فعند معاينة سرقة تمت داخل منزل ما فإن البصمات الموجودة يتم مقارنتها مع أهل البيت لتصنّف الباقية على أنها "مٌجرّمة" لتقوم ذات المصالح الأمنية في التحقيق في هوياتها ،حيث سبق وأن عالجت ذات المحطة جريمة قتل تم تسجيلها منذ 5 سنوات بحي الياسمين ،أين قام الجاني بقتل جدته،ومن خلال البصمات التي تركها من خلال العرق الذي كانت تفرزه يداه نتيجة بحثه تحت عامل الضغط داخل غرفة خاله المتزوج الذي يقطن بذات المسكن والتي من المفترض أن لايدخلها الجاني،لتبين أن القاتل هو حفيد الضحية ، الذي نفى زيارته لمسكن جدته تماما ،موضحا بأنه لم يرها منذ شهور عديدة، الا أنه اعترف في الأخير بفعلته وأخبر المصالح الأمنية بالمكان الذي خبأ فيه السكين الذي تم العثور على آثار دم عليه . آثار شعر وأحذية تفتح مستودع الأسرار وفي السياق نفسه أكد مصدرنا أنه في بعض الحالات يكون مسرح الجريمة خالٍ من البصمات ،وكمثال عن ذلك أنه في احدى عمليات السرقة التي تعرض لها أحد المنازل ،شعر السارق بأن الجيران قد تفطنوا لفعلته،ولدى هروبه سقطت قبعته التي كانت عليها بعض آثار الشعر،وقبل القيام بتحليل أدلة الحمض النووي للشعر الذي يعتبر من الأدلة القوية لاسيما وأن الشعرلا يتعرض للتلف مع الوقت، حيث يمكن من خلاله التعرف على هوية الضحية أو المجرم،إلا أن الجاني سهل المهمة واعترف بجريمته.وحسب محدثنا فإن هنالك قضية أخرى تعرضت خلالها احدى المطاعم الناشطة بولاية وهران للسرقة ،ولم يترك الجناة بصماتهم ،حيث قاموا بكسر أجهزة الكاميرا بعد أن وضعوا قفازات،لكن أعوان المحطة الرئيسية لتحقيق الشخصية اكتشفوا بأن هنالك آثار لأحذية رياضية مختلفة الأشكال،ولدى توقيف الفاعلين تبيّن أنهم يرتدون نفس الأحذية التي استعملوها أثناء تأدية جنحتهم.أما عن القضية التي عالجتها ذات المحطة مؤخرا والمتمثلة في السطو على مقر دائرة وهران وسرقة أجهزة إلكترونية وملفات إدارية خاصة بالسكنات وجوازات السفر، إضافة إلى أختام إدارية بعد تسلّل اللصوص ليلا إلى مكاتب الدائرة بطريقة غامضة،فقد قامت مصالح الشرطة العلمية برفع البصمات المتواجدة عبر المكاتب وتم استدعاء الأشخاص المشتبه فيهم،و مقارنتهم لتتبيّن بعدها خيوط الجريمة وتم التعرف على اللصوص. بنك المعلومات :السند الأساسي وفي ذات السياق أكد مصدرنا بأن بنك المعلومات الخاص بالبصمات اليدوية والبيومترية معمّم على المستوى الوطني ويشكل تكاملا بين المصالح الأمنية الناشطة عبر الوطن،حيث تم تسجيل قضية سرقة دراجة خاصة بالسباقات تفوق قيمتها المالية 320 مليون سنتيم ،بولاية مستغانم أين ترك الجاني بصماته بعين المكان ،و قام أعوان أمن إحدى الولايات المجاورة برفع البصمات وتخزينها في بنك المعلومات الخاص بمحطتهم، لكن هذا الأخير لم يفرز حينها عن أية نتيجة لكون الفاعل لم يكن معروفا من قبل،وبعد مضي أشهر قليلة،ألقت مصالح الأمن الحضري الخامس القبض على الجاني بتهمة النصب والاحتيال ،فتم رفع بصماته اليدوية والبيومترية ،وبمجرد ادخالها الى بنك المعلومات تبين أن هذا الشخص متورط في قضية أخرى في تلك الولاية وهو محل بحث من قبل المصالح الأمنية التابعة لها. فيما تتمثل المرحلة الرابعة من التحري في مرحلة إنجاز التقاريرفكل تدخل تقوم به ذات المصلحة ،إلا وتعمل على تحرير تقرير يتضمن وقت الانتقال الى مسرح الجريمة،مجريات الواقعة ،فضلا عن وقت الانتهاء من المهمة،ليتم بعدها تسليمه الى المصلحة المختصة اقليميا ،ففي سرقة المنازل مثلا يتم إعداد تقرير صوري وكتابي يطلق عليه اسم"التقرير التقني المجسم بالصور"،يتم تسليمه في النهاية الى وكيل الجمهورية. الصورة التقريبية لتشخيص المجرمين وما تجدر الاشارة إليه أن ذات المحطة تعتمد في نشاطها على قسم إنجاز الصورة الوصفية التقريبية،فعندما يقوم الضحية بالتبليغ عن الجاني من خلال اعطاء صورة تقريبية ،يتم تشخيصه من طرف المصالح المعنية ،علما أن ذات المحطة ومنذ سنة 2001 ،قامت بتشخيص حالتين اثنتين متورطتين في جريمتا قتل بنسبة100% من بينها حادثة القتل التي وقعت بمجمع"معهد البترول" سابقا الذي تتواجد به حاليا إدارة جامعة وهران ومعهد الصيانة والأمن الصناعي ،حيث تأثر صديق الضحية بوفاة زميله، الأمر الذي جعله يساعد أعوان الأمن في تصوير الجاني من خلال وصفه. ومن بين القضايا التي أثارت جدلا واسعا على مستوى ولاية وهران،قضية المواطن الذي تعرض للقتل داخل فيلته بحي مرافال،أين لم يتم العثور على أي بصمات ،ماعدا السكين،عصا و قبعة ،فاتضح بعد التحقيق أن الجاني هو بنّاء لا يعرفه أي شخص ما عدا الضحية ،ومن خلال الصورة الوصفية التي تم اظهارها لمختلف البنائين الناشطين بولاية ،اتضح أن الجاني يقطن بولاية عين الدفلى ،الأمر الذي جعل المصالح الأمنية تنتقل الى ذات الولاية في مهمة رسمية أين تم إلقاء القبض على الجاني ،الذي اعترف حسب محدثنا قبل التطرق الى وسائل أخرى لتأكيد التهمة عليه. تحديد هوية الجناة بنسبة 90% إن المحطة الرئيسية لتحقيق الشخصية التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية بولاية وهران تدعمت مؤخرا بالعديد من التجهيزات المتطورة للوصول الى الجناة من بينها جهاز"الأفيس"الذي ساهم في تحقيق العديد من النتائج الايجابية بعد نظام" الإبيس" والمتمثلة في المحافظة على الآثار المرفوعة،تسهيل مهام المختصين في مقارنة البصمات من الطريقة اليدوية الى الآلية ،حيث يعمل هذا الجهاز على تقليص عدد المشتبه فيهم من 600حالة الى 20 حالة ،ويتم تحديد هوية الجاني بنسبة 90%. وللعلم فإن قسم "الأفيس" هو عبارة عن وحدة جديدة كانت تنشط على مستوى نيابة مديرية قسم الشرطة العلمية والتقنية ومصلحة تحقيق الشخصية بالجزائر العاصمة ،ليتم تعميمها على مستوى كل المحطات الناشطة على المستوى الوطني ،وما تجدر الاشارة اليه أنه تم تكوين معظم المختصين في مجال تحقيق الشخصية والخبرة في رفع البصمات في أواخر سنة 2012 بالجزائر العاصمة ،وذلك بالتنسيق مع المخبر الوطني للأمن ومختصين في البصمات من مكتب التحقيقات الفيدرالي(أف.بي.أي) .كما أن جهاز "الأفيس" موجود بالمحطة الرئيسية لتحقيق الشخصية وكذلك هو الأمر بالنسبة لأمن دوائرالولاية، وفي نفس السياق أكد الملازم الأول للشرطة السيد قيطاري داود أن تكوين الأعوان والتحاقهم بالمحطة الرئيسية لتحقيق الشخصية يتماشى والمتطلبات ،فقبل تعزيز المصلحة بالتجهيزات فإنه يتم تكوين أعوان الوحدةالرئيسية الذين بدورهم يقومون بتكوين أعوان المحطات الثانوية . الكلام بالأرقام فيما هنالك مشروع ثري تعمل على تحقيقه المديرية العامة للأمن الوطني ،والذي يتمثل في تعزيز سيارات الشرطة ببنك معلومات متنقل يمكّن من رفع بصمات المشتبه فيهم في أي مكان وفي أي وقت،بالاضافة الى تعميم هذا الجهاز عبر قطاعات الأمن الحضرية لتسهيل مهامهم وتخفيف الضغط على المحطة الرئيسية التي تعمل 24ساعة على 24 ،و7 أيام على 7 أيام ،وتعتبر هذه الأخيرة بنك المعلومات السند القوي الذي تعتمد عليه الشرطة العلمية في نشاطها للتوصل الى المجرمين في أقرب وقت ممكن . يجدر الذكر أن مصالح أمن ولاية وهران و على رأسهم رئيس أمن الولاية السيد «نواصري صالح» سهلوا لنا مهمتنا التي لاقت كل الترحاب ،بغية ايصال المعلومة إلى المواطن الشغوف بعمل الشرطة العلمية . وبلغة الأرقام أبرز رئيس خلية الاعلام والاتصال على مستوى أمن ولاية وهران السيد"عبد الرحمن رحماني" أن المحطة الرئيسية لتحقيق الشخصية عالجت خلال السنة الجارية 2013، 70 قضية تتعلق برفع البصمات للكشف عن هوية الجناة،فضلا عن التدخل في معالجة 285 عملية سرقة مختلفة،و11 قضية تتعلق بالضرب والجرح العمدي المفضيين الى الوفاة ،ناهيك عن اكتشاف 53 جثة مجهولة الهوية،و 13 حادث مرور مميت،أما عن القضايا المتعلقة بنشوب الحرائق في المنازل والمحلات فقد تم معالجة 53 قضية،أما عن القضايا المتصلة بالمخدرات فقد عالجت ذات المحطة حسب مصدرنا 28 قضية.