إِنْ كشفت أحداث غرداية عن رافضين لوضع اجتماعي غير مرغوب ،فضلوا أن تتدخل الإرادة السياسية لحلّه ،فقد أظهرت أنّ للمنطقة عّقالا وحكماء مستعدون للتهدئة ووقف النزاعات وضبط النفس متى تطلّب الأمرذلك..وهكذا عهدنا الجزائريين يتمالكون أنفسهم وقت الأزمة حتى لا تتشابك ولا تتعقّد الأمور أكثر.. إنّ الأحداث التي وقعت بمدينة غرداية وفرضت دواعيها وتبعاتها على سنة 2013 ببلادنا ،هي شبيهة بتلك التي انتفض لأجلها بعضٌ من أهل ميزاب في نفس التوقيت من 2012 لمّا زحزحت مشادات ومظاهرات سُكُون المدينة الصحراوية الهادئة هدوء كبارها وشيوخها ..وها هو الرفض يتكرّر بأكثر حدّة وأكبر الخسائر.. إنّ مثل مسببات الأوضاع التى تفجّرت بغرداية ،تستدعي منا اليوم أكثر من أيّ وقت مضى التحلي بالحذر واليقظة لأن ّالإقليم المحيط بنا ليس بخير ولا يرحم وما أكثر الذين يتسنَّحون الفرص للنّيل من الجزائر وزعزعة سكونها وكيانها ، وما أكثر الذين يصطادون من سماحة الجزائر. لقد تاه جيراننا في الحروب القبائلية وتبعات الربيعات العربية التي فتكت بشعوب ودمّرت حضارات ،والجزائر ذاقت الويلات خلال عشرية سوداء حرقت البشر والشجر ..ولاَ لأية زلّة أوانزلاق قد يوقعنا في مطبات قد لا تحمد عواقبها.. إنّ بالجزائر رجال عاهدوها على التفاني في العطاء والإخلاص في الخدمة، يجتهدون اليوم في إصلاح ذات الَبيْن بين الإخوة الفرقاء والهدف الأسمى والأشمل هو الحفاظ على استقرار وأمن البلاد وأظنني أنّ الإباظيين والمالكيين الذين استقبلهم الوزير الأول قبل أيام ووفد المجلس الاسلامي الأعلى إلى المنطقة وكل أبناء غرداية أكثر حرصا على المصالحة وعودة الاستقرار والطمأنينة إلى هذه الرقعة الطيبة من الجزائر.