شهدت ولايات الوطن عموما وولاية وهران خصوصا في السنوات القليلة الأخيرة إنزالا كبيرا من الأفارقة القادمين من مختلف دول القارة السمراء و بالتحديد تلك التي تعاني من حروب أهلية و اضطرابات سياسية وأزمات اقتصادية ومع مرور السنين لوحظ أن عدد هؤلاء الأفارقة قد تضاعف بالمناطق الفوضوية فثمن الكراء في المتناول و الفنادق البسيطة بكل من المدينة الجديدة و احياء الدرب وسيدي الهواري وعدة احياء اخرى من المدينة وفضل عدد منهم ممارسة نشاطات غير شرعية منها تزوير الأوراق النقدية و الوثائق الرسمية والتورط أيضا في قضايا النصب والاحتلال وممارسة الشعوذة و إنشاء ورشات خفية لتقليد الماركات العالمية المعروفة . و لتشريح الظاهرة قررت "الجمهورية" دخول عالم هؤلاء الأفارقة من جنسيات نيجيرية ومالية وكاميرونية وبينينية وغيرها لمعرفة حقائق اكثر عن الواقع الذي يعيشون فيه فوجدنا أن منهم أشخاص بسطاء همهم الوحيد توفير لقمة العيش بممارسة مهن شاقة كحمل الأغراض الثقيلة و العمل في ورشات البناء ، و قد أخذنا حي حاسي بوعمامة المعروف باسم "كوكا" حيث تعتبر اغلب البنانيات المتواجدة به فوضوية وغير شرعية و قد شهد خلال السنوات الثلاث الأخيرة إقبالا كبيرا لهؤلاء الافارقة الذين اعتمدوا على كراء مساكن وغرف تتواجد في مناطق صعبة وتنعدم فيها أدنى ظروف العيش الضامن للكرامة الإنسانية كالماء والكهرباء وهذا بسب الثمن المناسب الذي يتراوح مابين 500 دج الى 700 دج للغرفة الواحدة وخلال تنقلنا الى الحي المعروف بالواد أين يقطن حوالي 600 افريقي من بينهم عائلات وجدنا هناك حركة كبيرة وخلال اقترابنا من أحد الأفارقة للتحاور معه ومعرفة أسباب تواجده بوهران و بحي بوعمامة بالذات فوجئنا بتجمع عدد كبير منهم حولنا خاصة عندما علموا أننا وسيلة إعلامية و حاولوا طرح العديد من انشغالاتهم ومعاناتهم و أنهم يتعرضون لمضايقات يومية من أفراد عصابات يقطنون بالحي حيث طلبوا منهم المغادرة في أقرب وقت . و قد أكد لنا ممثلهم المدعو "تريزور" أن المشكل الكبير الذي يضل مطروح لديهم هو مشكل قلة الأمن بالمنطقة و عدم تأقلم بعض السكان معهم بالإضافة إلى رفض السلطات المعنية تسوية وثائقهم الخاصة بإقامتهم بالولاية بالرغم من أن تواجدهم فوق التراب الجزائري يستند إلى وثائق شرعية وقد قدم لنا المتحدث وثائق يقول أنها دليل ملموس على ما يقول بخصوص إقامته شخصيا . [ حظر تجوال في ساعات الليل ] وبملامح الحزن أكد العديد من هؤلاء الأفارقة أنهم يواجهون يوميا بالحي من 5 إلى 6 حالات اعتداء خاصة في الفترات الليلية من قبل عصابات تكون غالبا حسب تصريح هؤلاء مكونة من 4 الى 6 عناصر مدججين بالأسلحة البيضاء . و أضاف في هذا الشأن أنه لم يعد بإمكان أي فرد منهم السير والتجول بالمنطقة بمفرده في ساعة متأخرة من الليل ويضطرون الى السير على شكل مجموعات حى يتفادوا الأسوأ و أحيانا يضطر البعض منهم خاصة أرباب العائلات إلى الخروج لشراء مستلزماتهم كحليب الاطفال فينتهز المجرمون الفرصة لسرقتهم والاعتداء عليهم وخلال تواجدنا هناك التقينا مع افريقي كان ضحية الاعتداء من قبل شخص من المنطقة طعنه على مستوى الفخذ وعندما استفسرنا عن سبب عدم توجههم الى مصالح الأمن للإبلاغ عن الاعتداءات أكد لنا أن دلك لن يفيد كونه بدون وثائق هوية و بدون إقامة بعنوان واضح و مستقر . وخلال استفسارنا عن الأعمال التي يقوم بها غالبيتهم للحصول على لقمة العيش كان ردهم أنه من الظلم عليهم جميعا أنهم مزوري نقود و وثائق رسمية أو أنهم سحرة و مشعوذين فمنهم نسبة كبيرة من الشرفاء الهاربين من جحيم الحروب و الإبادات الجماعية و الباحثين فقط عن مكان للعيش الكريم بالمال الحلال ، فعدد كبير منهم يعملون في عدة ورشات للبناء اغلبها متواجدة بالمنطقة الشرقية للولاية لمدة 8 ساعات في اليوم ويبدأ عملهم في حدود الساعة 6 صباحا ، حتى النسوة يعملن في ورشات للخياطة وأعمال تنظيف المنازل والمصانع والمحلات من اجل تامين ثمن الأكل والشرب للأطفال ودفع مستحقات الكراء وخلال الساعات التي قضيناها بهذا الحي رفقة الأفارقة وعدد من سكان الحي من بينهم شباب وشيوخ لاحظنا تواجد عدد كبير من أبناء الأفارقة يلعبون في الأزقة و الدروب ولدى استفسارنا عن سبب عدم التحاقهم بمقاعد الدراسة صرح لنا أولياؤهم أن أطفالهم حرموا من الدراسة لأن المؤسسات التربوية لم تمنح لهم هذا الحق بحجة عدم توفر الوثائق الإدارية اللازمة لتسجيلهم. [ إجرام ،مخدرات و اعتداءات يومية] عرف حي بوعمامة وبالضبط حي الواد و دوار" التيارتية "كما يلقبه سكان المنطقة خلال السنتين الأخيرتين تسجيل أحداث اجرامية مروعة راح ضحيتها العديد من الأشخاص اغلبهم شباب وهدا ما صنف حي "كوكا" من أهم المناطق الساخنة بوهران وبالرغم من الكثافة السكانية التي شهدها في بداية الألفية الثانية إلا أن الوضع الأمني بالمنطقة غير مستتب تماما وهذا ما جعل معدل الجريمة يرتفع الى أعلى المستويات ويزداد الوضع سوء مع مرور الوقت دون أن تحرك المصالح المختصة ساكنا فمنذ أشهر قليلة فقط شهد الحي أسوء الحوادث الاجرامية خاصة تلك التي ارتكبت في حق الأفارفة الذين يقطنون بالحي حيث سجلت اعتداءات و اقتحام لمنازلهم المستأجرة من قبل مجموعة إجرامية اعتدت على النساء الافريقيات في ساعة مبكرة من الصباح عندما غادر أزواجهم البيت للعمل وقد تسببوا في إجهاض سيدة حامل نقلت على جناح السرعة الى المستشفى وخلال نفس اليوم قام أحد الاشخاص بسرقة هاتف نقال لرعية إفريقي مع استعمال العنف فحاول هو و بعض من أبناء جلدته استرجاع الهاتف فدخلوا في معركة حامية الوطيس مع عصابة أخرى انتهت بحرق عدد من البيوت القصديرية . ليصل العنف أقصى مداه لما تم قتل رعية إفريقية هذه القضية عالجتها مصالح الشرطة كون ان الجثة عثر عليها بحي اللوز التابع لإقليم الشرطة و كان باعث الجريمة هو سرقة هاتف نقال بحيث اعترض لصوص طريق الضحية وعندما رفض الرضوخ لأمرهم بتسليمه هاتفه وجهوا له طعنة خنجر اردته قتيلا وقد تم القبض على المجرمين في ظرف وجيز . [تباين في الآراء بين السكان حول تواجد الأفارقة بينهم ] اختلفت آراء الشباب من قاطني حي بوعمامة الذين استجوبناهم أثناء تجوالنا بأزقته عن قضية تواجد الافارقة بينهم حيث أكد البعض منهم أن الأفارقة حقا يتعرضون للعنف والاعتداءات يوميا من قبل مجرمين يعترضون طريقهم و يسلبون ممتلكاتهم مؤكدين في نفس الوقت أن هؤلاء الجناة ليسوا من سكان الحي بل يأتون من أحياء مجاورة بغية السرقة أما هم فيس لديهم أي اعتراض من فكرة تواجد الأفارقة بينهم بل تطور الأمر إلى حد تكوين صداقات معهم ، رأي آخر يرى خلاف ذلك تماما و قد أكد متبنوه أن غالبية هؤلاء الأفارقة لا يحترمون الجيران و أنهم متورطين في المتاجرة بالخمور والممنوعات و فتح محلات للدعارة و المجون الأمر الذي يجعلهم يرفضون بقاءهم بالمنطقة وحسب تصريح أحد الشيوخ فانه في مناسبة سابقة كادت تحدث مأساة لولا تدخل السكان وهذا بعد أن تزوجت فتاة من الحي بإفريقي ولكن هذا الزواج لم يدم مدة طويلة بحيث تدخل الجيران و الأهل عجل بتطليقها و لولا ستر الله لحدثت فتنة كبيرة. [مقر أمني جديد عملي قبل نهاية السنة ]
شرعت مديرية الأمن الولائي لوهران في تجسيد مشروع خاص بإنجاز مقر أمن حضري بحي بوعمامة وهذا من أجل ضمان التغطية الأمنية الكاملة و تلبية لمتطلبات السكان الذين طالبوا في عدة مناسبات بإنشاء مصلحة للشرطة تضمن أمنهم ولمعالجة القضايا الاجرامية وحسب عميد الشرطة الاول السيد نواصري صالح فإن المقر الجديد بالحي سيكون عملي فبل قبل نهاية السنة الحالية وسيتم تدعيم هدا المقر بعناصر من مختلف الفرق المختصة في محاربة الجرائم وستكون مدعمة بفرقة للشرطة القضائية.