أصبح حي “بوخضرة 3” ببلدية البوني ولاية عنابة مجمعا للمجرمين بامتياز، وذلك منذ أن سلّم ديوان الترقية والتسيير العقاري السكنات الاجتماعية للمستفيدين، نهاية عام 2011، حيث أن سكان أكبر الأحياء الشعبية جمّعوا في هذا الحي.يضم حي “بوخضرة 3” حوالي ال2000 مسكن، أغلبها يقطنها سكان قدموا من أكبر الأحياء الشعبية بمدينة عنابة على غرار “جبانة ليهود”، “لاسيتي أوزاس”، “بلاص دارم”، “لوري روز”، “طاحونة كاوكي” و«برمة الغاز”، هذا بالإضافة إلى سكان بعض الأحياء الشعبية الصغيرة، وهذا الوضع خلقا تحديا كبيرا لمصالح الأمن باعتبار أن خليطا من مجرمي ومنحرفي عنابة وضعوا في مكان واحد، وهو ما قد يؤدي إلى تدهور الأوضاع الأمنية ب “بوخضرة 3”. ونظرا لهذا التحدي الأمني الذي يواجه مديرية الأمن لولاية عنابة منذ نهاية عام 2011، تاريخ تسليم السكنات، استبقت المديرية الأمر باستحداثها مركزا للأمن الحضري بالحي، وذلك قبل حوالي العام من انتقال السكان إلى حيهم الجديد، لعلمها بصعوبة التحديات الأمنية التي ستواجهها هناك، وهو ما أكده لنا مصدر أمني رفيع، حيث أوضح لنا بأن عمل أفراد الشرطة بالحي المذكور لا ينتهي على مدار ال24 ساعة وذلك من أجل الحفاظ على سلامة المواطنين، خصوصا وأن المنطقة يوجد بها قطب جامعي، وهو ما قد يسيل لعاب المجرمين من أجل تنفيذ الاعتداءت على الطلبة. وحسب المصدر ذاته فإنه وبمجرد تنقل السكان إلى منازلهم ازدادت الاعتداءات الإجرامية بالمنطقة من بينها الاعتداء على طالبة جامعية من قبل بعض المجرمين حاولوا سلبها حقيبتها اليدوية، بالإضافة إلى المعركة التي شهدتها متوسطة “القطب الجامعي”، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بالأسلحة البيضاء وقنابل المولوتوف بين تلاميذ المتوسطة وقع فيها عديد الجرحى، كما لم يسلم أعوان الشرطة من مجرمي المنطقة حيث تعرض شرطي، صيف 2012، لاعتداء بالسلاح الأبيض على مستوى اليد والرقبة كاد يودي بحياته. ولم يقتصر نشاط المجرمين ب “بوخضرة 3” على تنفيذ الاعتداءات على المواطنين وتعاطي المخدارات، بل تعداه للسطو على المنازل، حيث أوقفت مصالح الأمن، مطلع شهر أوت الجاري، شابين في العقد الثاني من عمرهما، وذلك بعد أن تبث تورطهما في قضية السطو على منزل بالحي المذكور، حيث سرقوا منه مجوهرات ومبلغ من المال. ويبقى على مديرية الأمن لولاية عنابة اتخاذ المزيد من الإجراءات الأمنية بالمنطقة من خلال تزويد مركز الأمن الحضري ب “بوخضرة 3” بالمزيد من الإمكانات المادية والبشرية لتتناسب مع عدد المجرمين الذين يتواجدون بالحي.