شنّ مساء أول أمس، 200 شرطي عملية مداهمة فجائية بإقليم مدينة القليعة تعقبا للمنحرفين والأشخاص المشبوهين والتحركات المثيرة للشبهة، والبحث عن الأشخاص المبحوث عنهم من طرف مصالح الأمن والعدالة لتورطهم في قضايا إجرامية مختلفة. وتم إيداع 20 مُجرما الحبس خلال 10 أيام تورطوا في مختلف قضايا الإجرام. انطلقت العملية التي رافقنا فيها قوات الشرطة بالقليعة عند حدود الساعة الرابعة مساء أول أمس، شارك فيها أزيد من 200 عنصر شرطة من مختلف مصالح أمن دائرة القليعة ومصالح الأمن الحضري الأربع بالقليعة، وبتدعيم من عناصر تابعين لأمن دوائر أحمر العين، بواسماعيل، فوكة، ومصالح الأمن الحضري بالشعيبة والحطاطبة وسيدي أعمر وسيدي راشد، إضافة إلى فرقة التدخل السريع وعناصر من المصلحة الولائية للشرطة القضائية لأمن ولاية تيبازة. فبعد تقسيم العناصر إلى عدة مجموعات بالزيّ المدني والرسمي وباستعمال كل الوسائل وتحديد الأماكن المشبوهة، تمت مباشرة العمل من خلال تطويق كل المنافذ المؤدية من وإلى مدينة القليعة واحتلال الميدان بإحكام بوضع نقاط مراقبة فجائية على طول المسالك المُحتمل أن يسلكها المشتبه فيهم. واستهدفت عمليات المراقبة والتحقق من هويات الأشخاص عدة أماكن معروفة باستقطاب المنحرفين لا سيما في الفترات التي تشهد كثافة تنقل المواطنين أي خلال الفترة المسائية أثناء العودة من العمل. ومن بين هذه الأماكن محطات نقل المسافرين، حيث تنقل عناصر الشرطة ووضعوا نقاط مراقبة على مستوى محطتي نقل المسافرين بطريق الجزائر وطريق البليدة، وتفتيش وثائق هوية الأشخاص المشتبه فيهم. وفي الوقت نفسه كانت مجموعات أخرى تقوم بالمهمة نفسها في عدة أحياء شعبية، ونظرا لكثافتها السكانية جعلت منها أحد أوكار تجمع واختباء المنحرفين بعد ارتكابهم أعمالا إجرامية خاصة السرقات، كحي بن عزوز الذي يعدّ واحدا من أكبر الأحياء الشعبية في القليعة يُشبه في تصميمه مدينة القصبة، وهو عبارة عن مجموعة من الأزقة الضيّقة مما يسهّل خروج ودخول واختفاء المجرمين بسهولة. وتم على مستوى الحيّ توقيف عشرات الأشخاص من أجل المراقبة وتحويل عدد منهم إلى مقرات الشرطة للتحقيق في هويتهم. نقطة أخرى، كانت قبل أشهر، نقطة سوداء في مدينة القليعة بعد أن عاث المجرمون فسادا في المدينة وزرعوا الرعب والخوف في نفوس المواطنين، هو إقليم "كركوبة" ذو الكثافة السكانية الكبيرة والمعروف بأنه منطقة تجارية لا سيما فيما يخص بيع الأثاث إضافة إلى المحلات الأخرى التي تقدم مختلف المنتوجات والسلع مما جعل هذا الإقليم منطقة استقطاب للمواطنين، والسرقات واحتلال الرصيف من طرف الباعة الفوضويين والاعتداءات على الأشخاص لم يعد لها وجود في المكان، بفضل تكثيف التواجد الأمني المستمر في المكان إضافة إلى الإطاحة بعشرات المجرمين الذين كانوا يزرعون الرعب والخوف في نفوس المواطنين بعد توقيفهم وإيداعهم الحبس. واليوم يشهد سكان المنطقة بالأمن والاستقرار الذي عاد بعد غيابه لسنوات حيث استحسنوا التواجد المستمر لقوات الشرطة. تركنا الحيّ وتنقلنا إلى حي القارص هو الآخر محلّ عمليات مراقبة وتفتيش مستمرة. وخلال تواجدنا على مستوى إحدى نقاط المراقبة بهذا الحيّ، لفت انتباهنا تركيز عناصر الشرطة على توقيف أصحاب الدراجات النارية ومراقبة وثائقهم، فأغلب أصحاب الدراجات يسوقون دون وثائق ودون شهادات التأمين، خاصة أن البعض منهم أصبحوا يستعملون الدراجة نظرا لسرعتها وخفتها في عمليات السرقة بالنشل ونقل الممنوعات، التي تفطنت لها عناصر الأمن. غادرنا المكان متوجهين إلى مقر أمن الدائرة بعد نهاية العملية في الساعة الثامنة مساء، حيث أسفرت العملية عن اقتياد 28 شخصا إلى مقر الشرطة للتحقيق في هويتهم باعتبار أنهم كانوا يتنقلون دون وثائق. وبعد التأكد من عدم تورطهم في قضايا إجرامية تم إخلاء سبيلهم مع حجز دراجتين ناريتين دون وثائق وتسجيل مخالفة استعمال الهاتف النقال أثناء السياقة.