تعددت جنسياتهم من مالي والنيجر والتشاد ودول إفريقية أخرى عديدة لم يسعفهم الحظ ربما لركوب قوارب الموت باتجاه أوروبا بما أنهم في الجزائر كمحطة للعبور حسب العارفين بحركة هؤلاء الحراقة الأفارقة، تتزايد أعدادهم من وقت لآخر لتصل إلى أعداد كبيرة احتضنها الحي القصديري المعروف باسم كوكا التابع للقطاع الحضري بوعمامة، أسفل الحي بالمنطقة المعروفة لدى سكان الجهة بالوادي، انتصبت خيم وأكواخ جنب أحواش وبنايات فوضوية أصبحت مقرا لإقامة هؤلاء، هذه المساكن الفوضوية لأصحابها من سكان الحي الذي يؤجرونها لأطفال ونساء إفريقيات اندمجن مع سكان هذه الجهة لتتكون عائلات إفريقية بالوادي،فاقت أعدادهم ال 200 عائلة حاولن الولوج معهم ومعرفة بعض النقاط الخاصة بوضعيتهم لكنهم كانوا أكثر تحفظا ولم نستطع التجاذب معهم لإمتناعهم عن ذلك وبلكنة إفريقية خالصة كان رفض إحدى السيدات رفقة طفلها الصغير. عن وضعية هؤلاء أوضح سكان الحي المجاورين أنهم يلجأون هنا بعد استئجار أحواش ويجلبون من حين لآخر أفراد آخرين ليتكاثر عددهم وحسب هؤلاء السكان فإنهم أكثر عدوانية خاصة ضد الذين يحاولون الاقتراب من هذه المنطقة التي أصبحت حكرا عليهم كما أن ظروف الإقامة لهؤلاء صعبة جدا حسب ما عايناه إذ لا توجد أي شروط صحية وملائمة للسكن ويتمونون بالماء من الحي الأعلى من طرف أصحاب الصهاريج، كما تم نصب بعض الأكواخ جنب هذه السكنات في أسفل الوادي ويقيم فيها خاصة الأفارقة الشباب بدون عائلات وهنا يتم الالتقاء بين الجميع، ويتم تدبير كل أمورهم سواء لكسب لقمة العيش أو تنظيم رحلات نحو الحدود الغربية للهجرة نحو الفضاء الآخر عبر مليلية بالمغرب، أو حتى إبرام الصفقات ومختلف العمليات التي يبرز بها هؤلاء كتزوير الأوراق المالية أو ترويج بعض العقاقير الخاصة بالتزوير وبعض الأمراض وكل طقوس الشعوذة. لكن أغلب هؤلاء حراقة وبدون وثائق إقامة شرعية أو بالأحرى خارج المراقبة خاصة الصحية منها وهو ما يهددهم ويهدد السكان المجاورين لأن بعضهم ينقل معه أوبئة وأمراضا من بلده الأصلي، وخلال ولوجنا أسفل الوادي كانت الروائح الكريهة في كل جزء وفي كل مكان وهو ما يسهل انتقال الأوبئة في غياب أي تحرك من الجهات المختصة للوقوف على ذلك. ويف الكثير من الأحيان تحدث حالات شجار تتطور إلى مواجهات دموية بينهم وبين بعض سكان الحي الذين يتوجسون من تصرفات هؤلاء خاصة في التصرفات المشبوهة كممارسة الدعارة وممارسات أخرى لم يتعود عليها سكان حي كوكا الذي يبقى مهددا بتزايد أعداد هؤلاء الحراقة الأفارقة وخطر انتشار أمراض معدية على سكان باقي الحي، في ظل صمت وغياب مندوبي القطاع الذين اكتفوا بالجلوس في المكاتب دون علم لهم بما يجري.