أعلنت البحرية الإسرائيلية أنها أطلقت النيران على زورق لبناني قالت إنه دخل منطقة محظورة في البحر الأبيض المتوسط. وقال بيان أصدره الجيش الإسرائيلي إنه لم يصب أي من طاقم الزورق بأذى في الحادث الذي جرى صباح السبت الماضي. وهذا هو الحادث الثاني بين إسرائيليين ولبنانيين في أقل من أسبوع. وقتل ضابط اسرائيلي وجنديان وصحفي لبنانيون عند أطراف قرية العديسة الحدودية في مواجهة عسكرية هي الأخطر منذ حرب جويلية 2006 التي شنتها اسرائيل على لبنان، والاولى من نوعها بين الجيشين اللبناني والاسرائيلي منذ عقود. وقد دعت القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان الجيشين إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس. وأعرب مجلس الأمن الدولي عن قلقه الشديد إزاء الاشتباكات، وحث المجلس خلال جلسة طارئة كلا من اسرائيل ولبنان على تجنب مزيد من التصعيد في أعمال العنف. كما أعربت واشنطن والاتحاد الأوروبي عن قلقها الكبير بشأن الاشتباكات الدامية وطالبت الجانبين الإسرائيلي واللبناني بضبط النفس. وفي موضوع منفصل نفى الدكتور عمر عبد الرازق النائب بالمجلس التشريعي الفلسطيني عن كتلة التغيير والإصلاح المحسوبة على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ووزير المالية بحكومة حماس عام 2006، أن تكون أية لقاءات عقدت بينه وبين إسرائيليين داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948. وأكد عبد الرازق أن السياسة العامة والمعلنة للحركة هي أنها لن تجري أية لقاءات مع الإسرائيليين، ولن ولم يكن هناك اتصالات مباشرة أو غير مباشرة بين الحركة وبينهم، مشددا على أن الشعب الفلسطيني يدرك ويعلم أن حماس حينما تريد فعل شيء تفعله من فوق الطاولة، ومواقفنا معلنة بعدم الاعتراف بإسرائيل أو اللقاءات مع مسؤوليها. وقال النائب إن البعض والمعنيين يريدون أن يساووا بين جميع الفصائل والتنظيمات فيما يخص الموضوع نفسه اللقاءات والمفاوضات، لاسيما في ظل التوجه الآن لعقد مفاوضات مباشرة بين السلطة برام الله والإسرائيليين، وهم أنفسهم صرحوا بذلك ليقولوا للشعب الفلسطيني إن جميع القيادات تتفاوض مع إسرائيل وبصورة مباشرة. ولم يخف المسؤول بحماس محاولة استدراجهم للقاء إسرائيليين بطرق مباشرة أو غير مباشرة، قائلا إن حصانتهم وتصديهم لذلك يكون بتمسكهم بمبادئهم المعلنة ومواقفهم من رفض اللقاء بإسرائيليين، كما أن لدينا موقفا من الالتقاء بصحفيين وإعلاميين إسرائيليين، ومن باب أولى لقاء مسؤوليهم. وشدد على أنه ليست هناك حاجة لهذه اللقاءات طالما أن إسرائيل بهذا تتعنت بمواقفها، مبينا أن الطريق لنيل حقوقنا ليس بالتفاوض المباشر مع إسرائيل، وخاصة ليس بالأسلوب الذي تعود عليه الإسرائيليون مع الشعب أو القيادة الفلسطينية. وقال أيضا إن المطلوب إعادة الحقوق للفلسطينيين بإقامة دولتهم وإنهاء المستوطنات وإزالتها، وإعطائنا حقنا بتحكمنا بمواردنا وحدودنا وحق عودة اللاجئين، ثم قد يكون هناك ساعتها تفاوض لترتيب الملفات المستقبلية أو تفاصيل أخرى، لافتا إلى أن التفاوض في هذه المرحلة وبهذه الحالة كما يفعل الآخرون هو ضد المصلحة الوطنية. ورفض عبد الرازق توجيه أصابع الاتهام إلى أحد جراء هذه البلبلة والتشويه، وقال إن الجهة نفسها التي أعلنت الخبر رفضت ذكر المصدر وأعلنت بذلك أنها مشبوهة. وقد تم استدعاء النائب بالمجلس التشريعي عن حماس الشيخ نايف الرجوب وأسرى آخرين من فصائل فلسطينية بمن فيهم أسرى حركة فتح، للحديث عن تصوراتهم لحقبة السجن وسجانيه في تلك الفترة. ورفض الشيخ الرجوب الاستمرار بالجلوس مع الإسرائيليين بعدما تبين له عكس الهدف من اللقاء. وأكد أن اللقاء كان تطبيعيا مائة بالمائة، حيث صار حديث الإسرائيليين بأننا أصحاب وأحباب، وأن لنا ذكريات جميلة بهذا السجن، وأنهم يعيشون اليوم سوية، إلا أنه رفض ذلك وأخبرهم أنه لا يعقل مساواة الضحية بالجلاد، وانسحبت من اللقاء كله. واستبعد الشيخ أن تكون مثل هذه اللقاءات تتم بشكل عفوي وارتجالي، وأكد أنها محطة لاستدراجهم للتطبيع واللقاء بالإسرائيليين، داعيا للحذر من ذلك، كما أبرز معارضته الدعوات الإسرائيلية الكثيرة لعقد لقاءات صحفية أو غيرها. وكانت مواقع صحفية محلية فلسطينية قد نقلت يوم السبت عن مصادر قولها إن لقاءات عقدت بين المسؤول بحماس الدكتور عمر عبد الرازق الثلاثاء الماضي وإسرائيليين في مدينة نتانيا داخل الخط الأخضر.