اشتبك جنود لبنانيون مع جنود إسرائيليين أمس وتبادلوا إطلاق النار والقذائف على أطراف قرية العديسة الحدودية. مما أدى إلى مقتل ثلاثة جنود لبنانيين وصحافي وإصابة جنود إسرائيليين. وتأتي الاشتباكات بين الجانبين بعدما توعد وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك في مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست نشرت الأسبوع الماضي بأن إسرائيل ستضرب المؤسسات الحكومية اللبنانية مباشرة إذا أطلق حزب الله صواريخ على مدن إسرائيلية. بالرغم من الصواريخ الخمسة التي انطلقت امس الاول من صحراء سيناء المصرية حسب ما أكدته الأردن وهو ما يطرح تساؤلات كثيرة حول تسارع الأحداث والتصريحات كريم-ح / وكالات صرح مسؤول أمني لبناني أن ثلاثة جنود لبنانيين قتلوا وأصيب مدني في الاشتباكات. وأضاف أن صحافيا لبنانيا قتل أيضا. وذكر مصدر أمني لبناني آخر أن جنودا إسرائيليين أصيبوا في الاشتباك، وأن إصابة أحدهم خطيرة. وأعلنت قناة المنار المتحدثة باسم حزب الله أن ضابطا إسرائيليا برتبة عالية قتل في أثناء الاشتباكات، وأن الجيش الإسرائيلي يحاول سحبه من المنطقة. هذا ورفض متحدث قوة الأممالمتحدة المؤقتة في لبنان "اليونيفيل" تأكيد الإصابات. وذكر مصدر إعلامي أن الجنود الإسرائيليين أرادوا في البداية اقتلاع شجرة تحجب الرؤية عن كاميرا نصبت في المكان وتطل على القرية. وحاول الجنود اللبنانيون ومدنيون من القرية منع الجنود الإسرائيليين من اقتلاع الشجرة، ما أدى إلى انسحاب الإسرائيليين الذين قاموا بإطلاق النيران باتجاه الجانب اللبناني، الأمر الذي تطور إلى اشتباكات جرى خلالها تبادل للنيران والقذائف. وتابع بأن الوضع متوتر، وهناك دعوات للخروج من القرية. وفي إسرائيل، نفى ناطق باسم الشرطة الإسرائيلية أنباء تحدثت عن إطلاق صاروخين من لبنان على شمال إسرائيل، بينما أكد الجيش الإسرائيلي تعرض جنوده على الحدود مع لبنان لإطلاق نار. ودعا المتحدث باسم قوة الأممالمتحدة المؤقتة في لبنان "اليونيفيل" نيراج سينغ في تصريح له، الجانبين اللبناني والإسرائيلي إلى أقصى درجات ضبط النفس. وأضاف "أولويتنا في هذا الوقت هي إعادة الهدوء إلى منطقة الحادث" في العديسة، مشيرا إلى أن الجنود الدوليين يتواجدون في المنطقة ويحاولون معرفة ظروف الحادث. هذا و كانت قوات اليونيفيل من الكتيبة الاندونيسية قد حاولت في وقت سابق تهدئة الجنود الإسرائيليين ومنعهم من محاولة اقتلاع الشجرة قبل وقوع الاشتباك، إنما من دون جدوى. ودان الرئيس اللبناني ميشال سليمان في بيان له الخرق الإسرائيلي الجديد للقرار 1701 واجتياز الخط الأزرق والاعتداء على الممتلكات وقصف حاجز للجيش اللبناني في منطقة العديسة. واطلع سليمان من قائد الجيش العماد جان قهوجي على تفاصيل هذا الخرق ووجوب التصدي لأي محاولة اعتداء إسرائيلية مهما كانت التضحيات. وكما أدان رئيس الوزراء سعد الحريري الانتهاكات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية. وفي رد فعل عربي على انتهاك إسرائيل للحدود اللبنانية اتصل الرئيس السوري بشار الأسد بنظيره اللبناني ميشيل سيمان مؤكداً على دعم دمشق المطلق لبيروت، وأكد الأسد في الاتصال أن إسرائيل تستهدف الاستقرار في المنطقة مشيراً إلى استعداد سوريا تقديم كافة أشكال الدعم لبيروت ضد الانتهاكات الإسرائيلية للأجواء اللبنانية، وأعرب عن ارتيابه من التحركات الإسرائيلية، رافضا استبعاد أن تكون هذه العملية مقدمة لحرب تشنها إسرائيل على لبنان لضرب الاستقرار الذي تضافرت من أجله الجهود العربية بعد القرار الظني بشأن اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، و الذي اتهم فيه عناصر من حزب الله و هو الذي رفضه نصر الله و ألقى خطابا كشف فيه المؤامرة التي تحاك ضد حزب الله و لبنان. و حسب متتبعين فإن انتهاك إسرائيل للحدود اللبنانية مدروس و لا يستبعد أن يكون مقدمة لحرب في الحدود وذلك باستغلال الانقسامات الداخلية التي يعيشها لبنان.