ووري بعد عصر أمس الخليفة العام للطريقة التيجانية الثرى بعين ماضي بحضور عدد كبير من المسؤولين السامين وحشود كبيرة من أتباع الطريقة التجانية. وكان المرحوم سيدي الحاج أمحمد التجاني قد انتقل إلى رحمة الله بمستشفى عين النعجة العسكري عن عمر يناهز ال 77 عاما ، وهو الأمر الذي اهتز له الشارع الأغواطي على غرار أتباع و موردي الطريقة التجانية وكذا أصدقاء العائلة التجانية عبر الوطن و العالم ، حيث شد الرحال فور سماع الخبر إلى عين ماضي مهد الخلافة وموطنها الأصلي مشكلة بذلك قوافل من السيارات عبر الطريق الوطني 23 والولائي الرابط بين ذات الطريق وبين عين ماضي . ولد الفقيد سيدي أمحمد بن محمود التجاني بن الحاج محمود بن محمد البشير بن محمد الحبيب بن أبي العباس أحمد التجاني في 22 ديسمبر 1933 بعين ماضي الواقعة على بعد 85 كلم جنوب غرب الأغواط أين نشأ وترعرع ليتعلم القرآن الكريم على يد الشيخين الحاج محمد السستاني والجيلالي بن الطيب برواية ورش كما تلقى مبادئ العلوم باللغة الفرنسية على يد معلمه الشيخ علي بن الشيخ ثم راح ينهل من مبادئ الفقه والتفسير والحديث ومصطلح الحديث وعلوم القرآن الكريم و اللغة عن العلامة أحمد لعناية التجاني الماضني الدهصي ضمن حلقات العلم التي كانت تقام آنذاك بمسجد الزاوية التجانية، واشتغل في الزراعة وتربية الماشية فكان متواضعا بسيطا سافر في طلب العلم والعرفان وزيارة المشائخ بكل من المغرب ، موريتانيا، تونس، النيجر، نيجيريا، مصر والسودان وهو ما مكنه من توسيع معارفه والإلمام بكل ما تعلق بالطريقة وأتباعها فكانت داره ولا تزال محطة للزوار وزاوية مفتوحة للضيوف منذ أكثر من ثلاثين عاما ، وانخرط في صفوف جيش التحرير على غرار أترابه في أوائل عام 1956 فآلمته الانكسارات و أسعدته الانتصارات و بعد الاستقلال غاص في مكتبته العظيمة التي تحتوي على أمهات الكتب الدينية و المخطوطات النادرة، فراح يتردد بينها وبين مزرعته وبعض مشاغل الحياة اليومية ، و في عام 1976 سافر إلى بيت الله الحرام حاجا ومعتمرا ليعود بعدها إلى عهده السابق، فكان رحمة الله عليه متميزا بأخلاقه الحميدة و سيرته العطرة الطيبة، حريصا على فعل الخير ونبذ المنكرات، وكان يتصف أسلوب حياته بالالتزام و الاتزان و الصدق ، كما عرف بقوة البيان والحجة زاهدا في الدنيا بعيدا عن السياسة وما شابهها . تولى الخلافة في 09 جانفي 2006 ليكون بذلك الخليفة العاشر بعد رحيل الخليفة سيدي عبد الجبار التجاني، أصيب بمرض عضال ألزمه الفراش لعدة سنوات قبل أن يشتد عليه الألم في السنوات الأخيرة مما تطلب علاجه في عدة مصحات ومستشفيات وعيادات متخصصة عبر التراب الوطني كان آخرها مستشفى أحميدة بن عجيلة الذي لم يمكث به طويلا ليتم نقله بأمر فوقي وكفالة تامة إلى مستشفى عين النعجة العسكري أين أحيط حسب نجله محمد الحبيب بعناية طبية خاصة لكن حالته الصحية لم تكن مستقرة إلى أن أسلم الروح لباريها . وأكد ذات المتحدث على أن المرحوم سيوارى جثمانه الطاهر التراب عقب عصر يوم الأربعاء بمسقط رأسه عين ماضي بمسجد سيدي محمد الحبيب في الحي القديم بجوار جده ووالده وبعض من الأسرة الشريفة بحضور وفود رسمية رفيعة المستوى وطنية وأجنبية مدنية منها و عسكرية التي بدأت تتوافد منذ سماع الخبر على مقر الخلافة العامة و زاويتها ، حسبما لاحظناه بعين المكان و على محور الطريق الرابط بين تاجموت و عين ماضي، و معلوم أن الأسرة التجانية قد فقدت خلال السنة الجارية أحد مشايخها سيدي أحمد بن الطيب التجاني الذي كان مؤهلا للخلافة العامة بعد المرحوم سيدي الحاج أمحمد التجاني لتعود بذلك الخلافة التجانية قريبا و بعد انقضاء أربعينية الفقيد إلى الشيخ سيدي علي التجاني المدعو " بلعرابي " المولود سنة 1943 بعين ماضي عرف بالبشاشة و الحكمة وفعل الخيرات و يكفيه فخرا حسب بعض المتحدثين أنه من أحفاد أبو العباس أحمد التجاني مؤسس الطريقة التجانية التي بلغ عدد مورديها أكثر من نصف مليار شخص عبر العالم ...