الحريق ... إرهاصات لانطلاق ثورة التحرير محمد ديب (21 جوان 1920 - 2 ماي 2003) كاتب و أديب جزائري ولد في تلمسان ،كان مولد محمد ديب الأدبي عام 1952 حين صدرت له أول رواية بوسم البيت الكبير ، وقد نشرتها جريدة "لوسوي" الفرنسية، ونفذت طبعتها الأولى بعد شهر واحد ، ثم رواية الحريق التي تعلن إرهاصات الثورة الجزائرية. والغريب في الأمر أنه بعد ثلاثة أشهر من نشرها انطلقت ثورة الفاتح من نوفمبر 1954 في الجزائر . وفي عام 1957 نشر رواية "النول". ثم توالت كتاباته السردية ما بين 1970 و1977 فنشر ثلاث روايات هي "إله وسط الوحشية" عام 1970، و"سيد القنص" عام 1973، و"هابيل" عام 1977. ترك محمد ديب أكثر من 30 مؤلفا منها 18 رواية آخرها "إذا رغب الشيطان" و"الشجرة ذات القيل" عام 1998، وخمسة دواوين شعرية منها "آه لتكن الحياة" عام 1987، وأربع مجموعات قصصية منها "الليلة المتوحشة" عام 1997، وثلاث مسرحيات آخرها "ألف مرحى لمومس" عام 1980. إلى جانب ترجمته للكثير من الأعمال باللغة الفنلدية إلى الفرنسية وتحمل روايات محمد ديب طابع الجد والابتكار والتجديد وتلتصق بالهموم الشعبية وتتأثر بالتيارات الأوروبية ، وأسلوبه واقعي مليء بالعاطفة المتقدة واللمسة الإنسانية،ولغته متميزة وقريبة إلى أعماق النفس. نال محمد ديب عام 1963 جائزة الدولة التقديرية للآداب كذلك كان أول كاتب مغاربي يحصل على جائزة الفرنكفونية، وذلك عام 1994 حيث تسلمها من الأكاديمية الفرنسية تنويها بأعماله السردية والشعرية. وقد كان محمد ديب في كتاباته الصحفية مناهضا للتواجد الاستعماري الفرنسي في الجزائر فنفي بسبب ذلك .وبعد ذلك جاب محمد ديب بلدانا كثيرة ومدنا عديدة فمن باريس إلى روما، ومن هلسنكي إلى عواصم أوروبا الشرقية، وطاب له المقام بالمملكة المغربية عام 1960، ومع استقلال الجزائر عام 1962 عاد محمد ديب إلى أهله وذويه. كان محمد ديب يدعو إلى التحرر من العادات والتقاليد، ودعوته الى الحرية تنسجم مع روح الكفاح والنضال الجزائري ومع رغبات الشباب المتفتح ، وباختصار كان يريد الحرية الواسعة الشاملة. أخيرا محمد ديب صاحب الحريق هو علامة مضيئة في الرواية الجزائرية واستطاع أن يستلهم الواقع الاجتماعي والسياسي بقدرة تصويرية هادئة وبارعة ويقدم الحدث النموذجي بمهارة فنية وبصور إيحائية من غير حاجة إلى تكرارها. وبعد أن كتب الرواية والقصة والشعر والمسرحية وعاش أزيد من 80 سنة توفي الأديب الجزائري محمد ديب يوم 2 ماي 2003 بسان كلو إحدى ضواحي باريس.