كشفت، أول أمس، رئيسة مؤسسة »محمد ديب الدار الكبيرة«، صبيحة بن منصور، على هامش موعد »صدى الأقلام« بالمركز الدولي للصحافة بتلمسان، أن وزارة الثقافة وعدت بتبني طبعة 2011 لجائزة »محمد ديب للرواية« في طبعتها الرابعة، التي فتحت أبوابها للغة العربية والفرنسية، وقالت ان توزيع الجائزة سيتم يوم 14 ماي القادم على هامش افتتاح الملتقى العلمي »محمد ديب والقضية الفلسطينية«، الذي ينظم بالتعاون مع المركز الوطني لبحوث ما قبل التاريخ والإنسان. وأوضحت صبيحة بن منصور، أنه في حال ارتأت لجنة التحكيم، التي تترأسها الناقدة الدكتورة نجاة خدة، عدم توفر المقاييس الفنية والإبداعية في النصوص المشاركة، سوف يتم حجب الجائزة، فيما كشفت رئيسة مؤسسة برنامج المؤسسة برنامجه خلال تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، من ضمنها موائد مستديرة وملتقيات علمية وتركيبات شعرية. وثمنت في ذات السياق الاستثمار في المنجز الروائي الكبير لمحمد ديب الذي يقدم نموذجا للمثقف الواعي الذي أدرك مبكرا ضرورة المزاوجة بين العناصرالمحلية للثقافة الجزائرية وهويتها بكل ثرائها ومخيالها اللغوي وما تمنحه الثقافة الغربية من جهة أخرى، والذي تعكسه خصوصيات الكتابة التي تعتمد على الموروث العربي الإسلامي وتقنيات الكتابة الروائية الغربية وذلك على امتداد تجربته الروائية التي تجاوزت الستين عاما والتي أثمرت أكثر من أربعين نصا بمختلف أجناس الإبداع شعرا ورواية وقصة . ولعل خصوصية محمد ديب، حسب صبيحة بن منصور، هي تلك الاستمرارية والوتيرة والتنوع ومستويات قراءة نصوصه المعقدة والبسيطة في نفس الوقت المتسمة بالواقعية . ومن جهته، تناول المسرحي علي عبدون، جوانب أخرى من كتابات محمد ديب وارتباطها الكبير بالواقع اليومي الجزائري ومعاناة أبنائه في ظل الاحتلال الفرنسي، حيث استطاع توظيف اللغة الفرنسية لرسم نماذج إنسانية مفعمة بالألم والاغتراب، فضلا على استعراض مشاريع تعاونية العفسة في إطار برنامج المسرح لتظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، حيث سيقدم يوم 15 مارس مسرحية »معيشة كلب« المقتبسة عن نص محمد ديب مقهى الرمانة. وكانت المناسبة ليقدم للحضور قراءة نص »شجرة القول«. وتناول الحكواتي، سعيد رمضان، مشروع تحويل قصة »الراقصة الزرقاء« المقتبسة عن نص محمد ديب، ويكتشف الجمهور ما يكتنزه التراث الشفوي الجزائري من مخيال ولغة سحرية والتي مكنت الروائي محمد ديب من تقديم التراث الجزائري المحلي ضمن منظومة لتراث العالمي لكن بروح جزائرية خالصة متجذرة في التاريخ وأصيلة . وعلى هامش العدد الجديد من »صدى الأقلام« الذي ينشطه الإعلامي والشاعر عبد الرزاق بوكبة، كشف فتح النور بن ابراهيم المكلف بالإعلام على مستوى دائرة المسرح بالتظاهرة، أنه تم تخصيص ورشات تكوينية لفائدة الجمعيات والتعاونيات المسرحية بمحيط ولاية تلمسان في تخصصات السينوغرافيا والإخراج والتمثيل، يؤطرها نخبة من الأساتذة المختصين والتي ستتوج بعمل جماعي يعرض في إطار تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية كتشجيع لهذه المواهب ودفعها نحو الإبداع المسرحي، فضلا على ذلك قررت دائرة المسرح فتح تربصات وورشات في مجال النقد المسرحي وتقنياته وفنياته لصالح مراسلي وصحفيي تلمسان . للإشارة، رحل الكاتب الجزائري عميد الرواية في الثاني من ماي 2003 عن عمر يناهز 82 عاما في العاصمة الفرنسية، ولد سنة 1920 في مدينة تلمسان ويعتبر ديب من كبار كتاب الجزائر بالفرنسية. نشر روايته الأولى »البيت الكبير« التي صدرت عن دار » لو سوي« عام 1952، وحصل على عديد الجوائز بينها جائزة الفرنكوفونية عام 1994 التي تمنحها الأكاديمية الفرنسية وجائزة مالارميه عام 1998 ومن أهم مؤلفات محمد ديب »الحريق« عام 1954، و »رقصة الملك« عام 1968، ثم »هابل وحدائق اورسول« عام 1985، و »ثلوج المرمر«عام1990، كما خاض محمد ديب عالم الشعر وترك لنا دواوين عديدة.