يبقى كل سنة مشكل الإطعام المدرسي من أحد العوائق التي تواجهها السلطات المحلية بتيارت نظرا لعدة عوامل رغم الجهود الجبارة المبذولة في تحسين الوجبات و تخصيص أغلفة مالية هامة في هذا الإطار إلا أن الوضع باق على حاله في غياب استراتيجية واضحة المعالم أو رفع من مستوى الوجبة الموجهة للتلميذ القاطن بالدواوير و المداشر و كأن هذا الأخير يعيش خارج مجال اهتمام القائمين على قطاع التربية. وجهتنا كانت نحو بعض المدارس المتواجدة بالقرى و الدواوير للاطلاع عن كثب على ما يقدم للتلاميذ من غذاء و نحن على أبواب فصل الشتاء و شكاوي المتمدرسين تعددت و كثرت من تقديم خبز يابس أو وجبة غابت فيها الفيتامينات أو غالبا ما يستفيدون من وجبات باردة. وبالمقابل أكد بعض التلاميذ في بعض القرى القريبة من دائرة فرندة أنه في الغالب تقدم لهم وجبات عبارة عن حبة برتقال و عدس و يرافقهما الخبز أو في أيام أخرى تغيب الوجبات عن الطاولة دون معرفة الأسباب و يفضل البعض منهم أو يكتفون فقط بتناول الفاكهة المقدمة و العودة الى منازلهم . و بالمقابل تشير الأرقام الرسمية المقدمة تشير أن 95530 ألف تلميذ يستفيدون من الوجبات الغذائية أي بنسبة 100 بالمائة و بلغ عدد المطاعم المدرسية المنتشرة عبر ولاية تيارت 348 مطعم مدرسي و تم استلام مؤخرا 8 مطاعم جديدة و يضاف اليها انجاز 9 و هي في طريقها للاستلام. ومن جهة ثانية فقد انجزت 5 داخليات لفائدة أبناء الرحل بعد معاناة طويلة مع التنقل خلال ساعات الصباح و استفادت منها كل من الشحيمة و الفايجة و سيدي بختي و سيدي عبد الغني و زمالة الامير عبد القادر و مغيلة مع العلم أن التعليم المتوسط يضم حاليا 14 داخلية منها اثنتان جديدتان بكل من الشحيمة و الرشايقة و 33 نصف داخلية منها تم انجازها بكل من تامدة و قرطوفة أما التعليم الثانوي فيضم حاليا 9 داخليات منها واحدة في طور الانجاز بثانوية بلهواري محمد بتيارت. أما في التعليم الابتدائي فقد حقق تقدما ملحوظا يتوفر 22 نصف داخلية منها اثنان جديدتان بكل من زمالة الامير عبد القادر و عين بوشقيف و مع كل هذه الانجازات و المشاريع الا ما يبقى الشغل الوحيد هو كيفية تحسين الوجبة الغذائية المقدمة للتلميذ القاطن بالمناطق النائية أو البعيدة الامر الذي أصبح يؤرق أولياء التلاميذ كثيرا. ***لا مبالاة و غياب النظافة الهم الاكبر الذي أصبح يتخوف منه التلاميذ و اوليائهم هو انعدام عنصر النظافة داخل المطاعم المدرسية أو انتشار الروائح الكريهة نتيجة لغياب هذا العنصر الهام و الفعال خاصة الذين يستفيدون من المطاعم المدرسية خارج النسيج الحضري و قدم و اهتراء الأجهزة المستعملة في الطبخ و التي يعود أغلبها الى بداية الثمانينيات من القرن الماضي ضف إلى هذا أن حالة النسيب داخل المطاعم المدرسية أخذت الحيز الأكبر في ظل انعدام تام لروح للمسؤولية أو التخوف من وقوع كوارث من التسممات الغذائية أو غيرها و يطرح عدة أسئلة حول انعدام الرقابة أو عدم الاستعانة بتقارير مصالح الرقابة الصحية و التي غالبا ليست في صالح المسيرين لهذه المطاعم المدرسية أضف إلى هذا أن التدفئة غائبة بها و ان تصرف المبالغ مالية حتى ان المجلس الشعبي الولائي خصص قرابة 30 مليون دج فقط لاقتناء المواد الغذائية و توزيعها على المطاعم المدرسية لكن الوضع ما زال كما هو و صحة التلاميذ أصبحت في خطر و هذا ما أكدته مصادر رسمية من مديرية التربية التي ترى أن الرقابة أصبحت منعدمة بشكل كبير و حالة الاهمال ضربت في الاعماق و التلاميذ المغلوب على أمرهم تقبلوا هذا الوضع دون تحسين أو مراعاة ما قد يصيبهم من أمراض و اعتبر ذات المصدر أن أغلب المطاعم تعاني من القدم و الاهتراء و انتشار الحشرات و ما يقدم للتلاميذ لا يفي بالغرض م وجبات قد تسكت جوعه و هزيلة في أغلب الاحيان و هو ما أكده ذات المصدر مضيفا أن اعل الاختصاص في الغذاء و الاطعام غير متواجدين أصلا و لكن يمكن تدارك النقائص و رفع التحدي.