" الحطاب الصغير و الملكة مريم " آخر الإنتاجات الموجهة للأطفال أبدى مدير المسرح الجهوي " عبد القادر علولة " بوهران السيد " عزري غوثي " أسفه الكبير جراء غياب المهرجانات المسرحية بعاصمة الغرب الجزائري ، مؤكدا أن الإدارة كانت قد قدمت مشروعين هامين إلى الجهات الوصية خلال السنوات الماضية ، تطالب فيهما بتأسيس مهرجان وطني على ركحها ، يكون قبلة لعشاق الفن الرابع و فرصة لتقديم أهم العروض الفنية من مختلف ولايات الوطن ، لكن للأسف ، لم تتلق أي رد بهذا الشأن إلى يومنا هذا، ، رغم أن وهران مدينة خلابة تستوفي جميع الشروط اللازمة لإنجاح الفعالية ، كما أنها عاصمة المسرح الجزائري دون منازع – على حد تعبيره- ، وفي نفس الوقت أعرب محدثنا في الحوار الحصري الذي خص به جريدة الجمهورية عن سعادته الكبيرة بالتتويج الذي افتكته مسرحية " نوار الصبار " خلال مهرجان المسرح المحترف بالعاصمة ، مرجعا هذا النجاح إلى موهبة الفنانة الواعدة " أمينة بلحسن " و الاجتهاد الكبير للفرقة التي مثلت مسرح وهران أحسن تمثيل ، هذا إضافة إلى تصريحات أخرى حول الإنتاج الجديد لمسرح " علولة " و آراء حول مسرح الطفل تتابعونها في الحوار التالي : الجمهورية : ما هو الجديد الفني الذي سيقدمه مسرح وهران خلال الأيام القادمة ؟ عزري : في الحقيقة مسرح وهران تبنى عرضا جديدا وقعه الكاتب المسرحي " عز الدين عماري" بعنوان " الحطاب الصغير و الملكة مريم " ، وهي مسرحية موجهة للطفل باعتباره المتفرج الأبرز والأول في عالم الفن الرابع ، بدليل أنه احتل الصدارة في عدد المشاهدين خلال سنة 2013 ، وهذا أمر حفزنا أكثر على الاهتمام به ، و بذل كل ما في وسعنا لخدمته و إرضائه، وهذا بطبيعة الحال يتماشى مع اتجاه المسرح و سياسته ، لكن هذا لا يعني أننا نحرم الكبار ونقصيهم بل بالعكس.. !! ، هم أيضا لديهم قسطهم من العروض المسرحية، والفرق واضح فالكبار يملكون النضج الثقافي و الفكري حتى يكتسبوا الجماليات و المعرفة الفنية بطريقتهم الخاصة، عكس الطفل تماما الذي هو بحاجة ماسة إلى تنمية مواهبه وقدراته الإبداعية من خلال المسرح ، إضافة إلى تكوينه و تفجير طاقاته الفكرية ، وهو ما يجعل الطاقم الفني لأي عمل مسرحي يتخذ الحيطة و الحذر و يكون أكثر احتراسا في تقديم منتوجه على الخشبة ، لأنه يخاطب الطفل مباشرة و أي رسالة يقدمها ستبقى مغروسة في ذاكرته و مخيلته ..كل هذا دفع بإدارة مسرح "علولة " إلى اقتناء عرض " عز الدين عماري " بعد أن اطلعت عليه اللجنة الفنية المكونة من 10 أعضاء ، من بينهم 6 ممثلين تم انتخابهم من طرف زملائهم و 3 أعضاء من وزارة الثقافة إضافة إلى مدير المسرح ، علما أن هذه اللجنة تشرف شخصيا على اقتناء النصوص و برمجة العروض المسرحية خلال السنة ، كما أنها تعمل جاهدة على إرضاء الجمهور و تلبية رغباته . الجمهورية : توج مسرح وهران مؤخرا بجائزة أحسن دور نسائي واعد للفنانة " بلحسن أمينة " عن مسرحية " نوار الصبار " ، وذلك خلال مهرجان المسرح المحترف بالعاصمة ، ما تعليقك حول هذا التتويج الذي ربما لم تشهده وهران منذ سنوات ؟ عزري : بالطبع أنا سعيد جدا بالتتويج الذي حققته " أمينة " خلال المهرجان ، هذه الفنانة الواعدة التي التحقت بالمسرح منذ 3 سنوات فقط ، وتمكنت خلال تلك الفترة من فرض نفسها بقوة على الخشبة ونجحت في إبراز موهبتها الفنية في التمثيل و الآداء ، وبصراحة نحن نشجع هذا النوع من المواهب و نحاول دائما فتح طريق النجاح أمامهم وتجديد طاقاتهم ، وهي السياسية التي ينتهجها مسرح وهران منذ القدم ، وهو ما يجعلني أعبر عن فخري الكبير بهذه الشابة وبكامل الفرقة التي أبدعت في تقديم " نوار الصبار " ومثلت مسرح وهران أحسن تمثيل . الجمهورية : هل توجد أية مشاريع خاصة بتنظيم مهرجان مسرحي ، سواء كان جهويا أو وطنيا بعاصمة الغرب الجزائري ؟ عزري : للأسف لا توجد أية مشاريع من شأنها أن تعزز المسرح بوهران ، وهذا خارج عن مقدورنا كما يعلم الجميع ، فنحن نتمنى أن تحظى عاصمة الغرب الجزائري بشرف ترسيم مهرجان خاص بها يهتم بعالم الفن الرابع، و يستضيف على ركحه أهم العروض الفنية ، مع العلم أننا قمنا خلال السنوات الماضية بتقديم طلب مشروعين متعلقين بالمسرح ، لكن للأسف لم نحظ بأية إجابة إلى حد اليوم ، ونحن نأمل اليوم أن يلقى طلبنا قبولا من طرف الجهات الوصية ، لأن وهران هي أول مدينة احتضنت مهرجان المسرح المحترف ، و هي عاصمة المسرح الجزائري دن منازع ، فيكفي أنها ضمت عمالقة و رموز لازالوا في الذاكرة الفنية أمثال "علولة " ، " سيراط بومدين " و " عبد الرحمان كاكي " وغيرها من الأسماء اللامعة في سماء الفن الرابع ، مع العلم أن مسرح وهران الجهوي احتل الصدارة في عدد العروض المقدمة على المستوى الوطني خلا سنة 2013 ، حيث وصل عدد العروض إلى 450 عرضا ناجحا . الجمهورية : انتقد الكثير من المسرحيين مهرجان " مسرح الطفل " الذي يقام سنويا بمدينة " خنشلة "، فما رأيك حول هذا الموضوع ؟ عزري : و الله بصراحة أنا أيضا انتقدت هذا المهرجان ، لكن ليس في فعالياته و محاوره، بل في ترسيمه بمدينة تخلو من المرافق الثقافية و الفندقية ، وهو ما صعب الأمور كثيرا على ضيوف المهرجان الذين تعذر عليهم الإقامة و الاستمتاع بالعروض المقدمة، فغياب الشروط الضرورية و الملائمة لإنجاح هذا الحدث الفني غائبة تماما ، عكس مدينة وهران التي تستوفي جميع الشروط اللازمة لتنظيمه سواء كانت بشرية ، تاريخية و حضارية ، وحتى الإمكانيات الأخرى من وسائل النقل و كذا الفنادق ناهيك عن مناطقها السياحية الخلابة إنها مدينة خلابة و جميلة و مناسبة تماما لاحتضان أي مهرجان.