خيبة أمل كبيرة وصدمة قوية عصفت ب 35 مليون جزائري بعد نهاية اللقاء الذي جمع أمس بين منتخبنا الوطني ونظيره السلوفيني في أول ظهور للخضر في كأس العالم بعد غياب دام 24 سنة. ومعلوم أن الجزائر تتواجد في المجموعة الثالثة مع سلوفينيا وكذلك الولاياتالمتحدةالأمريكية وإنجلترا اللذان تعادلا أول أمس بنتيجة هدف في كل شبكة، مما فتح المجال للجزائر لإعتلاء صدارة المجموعة قبل اللقاء قمنا بجولة في شوارع وهران، الحركة كانت غير عادية ، زحمة في السير، فرار من المؤسسات العمومية قبل إنتهاء وقت الدوام، عقول شاردة وجوه شاحبة وألوان وطنية ترفرف في كل مكان، لا تجد على ألسنة النساء، الرجال، الأطفال والشيوخ إلا "يا رب نربحوا..." لكن رجفة في الأصوات تؤكد أن الناس خائفة ليس لأن سلوفينيا منتخب لا يقهر وإنما بسبب المعطيات السائدة قبل اللقاء بداية بالمواجهات الودية للمنتخب الجزائري أمام صربيا، وإيرلندا والإمارات، هزائم ثقيلة، أداء ضعيف، وقبلها مقابلتان رسميتان في كأس أمم إفريقيا بأنغولا أمام مصر ونيجيريا، زد على ذلك الإصابات التي لم تغادر معسكر المنتخب من سويسرا مرورا بألمانيا وصولا إلى جنوب إفريقيا مغني، يبدة، بوڤرة والبقية، هذه المؤشرات جعلت الشارع الرياضي الجزائري متشائما بالوجه الذي سيظهر به الخضر في المونديال. أعلن الحكم الغواتيمالي إشارة الإنطلاقة ومنذ اللحظات الأولى لاحظنا رسما تكتيكيا جديدا بتغييرات في التشكيلة قادير على الرواق الأيمن من خلفه بوڤرة، مهدي لحسن ويبدة ثنائي من ذهب في وسط الميدان أوكلت لهما مهمة استرجاع الكرات وبناء اللعب ، إذا إتجهنا يسارا كالعادة بلحاج نذير من خلفه عنتر وكقلب دفاع حليش، شاوشي في حراسة المرمى، أما قيادة الأوركسترا فكانت من إختصاص زياني مدعوما بمطمور ويتقدمهم جبور. تحركت الآلة وظهرت ثمار التغيير الذي أحدثه سعدان في التشكيلة ، ففي الدقيقة الثالثة بلحاج يوجه رسالة على المباشر للجماهير بالجزائر أننا هنا في جنوب افريقيا لا نخيبّكم حيث نفذ مخالفة بإحكام كادت تتحول إلى أسرع هدف في المونديال لولا براعة الحارس السلوفيني. "3 5 2 " تمشي "بالشعرة" كما يصفها الخضر تمريرات قصيرة ودقيقة، تحرك سريع، أداء جماعي راق، توزيع جيّد وانضباط تكتيكي، هذه هي الملاحظات التي إستخلصها الجمهور الجزائري من الشوط الأول على أننا قدنا عدة حملات هجومية بالرغم من المراقبة اللصيقة بالنجم زياني ففي الدقائق الأخيرة من المرحلة الأولى الجزائر تنفذ ضغطا رهيبا، زياني ينفذ ركنية بإحكام وحليش بضربة رأسية كاد يفتتح باب التسجيل ، مطمور يسدد لكن كرته كانت غير مركزة بعد تمريرة من القادم من الخلف نذير بلحاج بسرعته المعهودة. سلوفينيا لم نشاهد منها الشيء الكثير في المرحلة الأولى وبدت فريقا عاديا إن لم نقل بسيطا وضعيفا فبإستثناء قذفة فنيتش في اللحظات الأخيرة والتي تألق شاوشي في صدها فإن بقية الدقائق إكتفى السلوفينيون بالدفاع وبالهجمات المعاكسة. المرحلة الثانية قبل انطلاقتها لحظات لو تسأل 35 مليون جزائري فإن الجميع سيقول لك سنفوز بالنظر إلى الأداء الراقي الذي قدمه رفاق المجيك بوڤرة لكن غزال كان يخبئ لهم مفاجأة من العيار الثقيل فهو الجزا ئري الوحيد الذي رفض هذا المنطق وفي الوقت الذي كان فيه الجميع ينتظر تدعيم الخط الهجومي باللاعب الواعد بودبوز بالنظر إلى المستوى المقنع الذي قدمه في المقابلتين الوديتين إلا أن سعدان عاد إلى عناده وجدد الثقة في الصائم على طول عبد القادر غزال، أو غزال المهزلة وأدخله مكان جبور، قلنا ربما دخوله كإحتياطي سيكون فأل خير له ولنا وقبل أن يلمس الكرة أخذ بطاقة صفراء ثم بعدها بدقائق معدودة تحول إلى لاعب كرة اليد بدل كرة القدم وأخذ البطاقة الحمراء ويهدي سلوفينيا فرصة لم تكن تحلم بها وهي التي كانت تنتظر أن يهز شباكها في أي لحظة بالنظر إلى تقهقر دفاعها أمام قوة الجزائر، زياني ورفاقه وبالرغم من النقص العددي واصلوا وقاتلوا لكن يخرج عليهم شاوشي اللغز فهذا الحارس أثبت أنه يكون أو لا يكون، إما عملاقا أو قزما حيث ارتكب خطأ فادحا في مراقبة الكرة وأهدى سلوفينيا الفوز.