في نهاية السبعينيات نصحنا في مرحلة التعليم المتوسط الأستاذ نجيب بوزيدي بقراءة اليوميات الوطنية و علمنا لإثراء لغتنا الكلمات المتقاطعة ، فاكتشفنا الملحق الثقافي لجريدة الشعب، و بفضله أحببنا الجريدة بالرغم أنها كانت تصلنا متأخرة بيوم واحد، و كان يوم الاثنين موعدنا بعد ذلك مع النادي الأدبي الذي أشرف عليه الأستاذ بلقاسم بن عبد الله ( رحمة الله عليه) إذ ارتبطنا به إلى درجة الاحتفاظ ببعض أعداده لغاية اليوم،لأنه كان بمثابة صالون مي زيادة و الرافعي والعقاد. ومع الثمانينيات أثمرت هذه الروح الأدبية في الحي الجامعي منتدى الأدب بفضل الشاعر جعفر زروالي لعلنا نتجاوز ثلاثية المدرج و المطعم و الغرفة ،إذ يقول : متع فؤادك بالبيان والسحر بديع قول أو بروعة الذكر في منتدى الآداب فن سانحة إرسال نثر أو منظومة الشعر أنا الذي هلَّ بالأفكار مبتدرا مقال ذي حكمة بالفضل والبِشْر أهوى من الآثار سحر رائعة جادت بها دهرا عصارة الفِكر يا مجلسا بالأنس والكرى خجلٌ آنستنا في متعة إلى الفجر سبقتها من ليلة دنا نجمها يبغي له من بيننا سنا بدر ياصاحبي ردًد معي فإنني من فرط الهوى قد خلته شذّى عطر ليت الذي أسدى لنا عقده تمام بيت أو وشائح الشطر يشدو لنا من لحنه، فقد رقانا بريق حشو من قلادة الصدر يفوح من انغامه كما روضة قد راقصت دوحها اغرودة الطير يا صائما اما تجود بحكمة فشوقنا نحوكم أحر من جمر وبعدكم ياعراب علقم طعمه وجرحه غائر اذاب ذا الصخر ليوسف الصوفي في الهوى سكرة ذكرتنا في الورى حكايا خِدْر أيا سعيدا أن الوفاء يجمعنا يوما فذاك الوفا أقوى من العذر سلني ولا تسأل عن رفقة، إنهم أقمار كون اضاءت منتدى الطهر أكرم بهم من فتية بمنزلة صاروا بها سادة بالعز والقدر في حينا، المقياس كان وصالنا بمنتدى الآداب ملتقى الفكر فكيف أقوى على بعادكم برهة؟ وكيف لي من حيلة إلى الصبر؟ فلا و لن أنساكم ما حييت، وهل أنسى أخلّة هم مستودع السًر؟ يذكر الشاعر في هذه القصيدة منتدى الأدب الذي ساهمنا في تأسيسه في الحي الجامعي المقياسي(كيمو)، والذي كنا نتذمر من الإقامة فيه، لأنه من البنايات الجاهزة ، و لكن مع ذلك حرصت المجموعة المذكورة في النص و هم : صايم عبد الحكيم و يوسف سعيداني و سعيد عكاشة و عراب أحمد بإشراف جعفر زروالي أن تجعل المكان ملاذا للإبداع الجميل، فنجحوا في تجاوز حيرة القائل : كيمو و كيف لا أتعذب فيك الجحيم و انت جهنم الكاف كفر و الياء يّم والواو ويل و الميم مأتم إنه الزمن الجميل على حد وصف الشاعرة أم سهام،لأنه عندما التقينا بالأستاذ بلقاسم بن عبد الله في إحدى الأيام فرح و شجعنا على الكتابة ، فنشرت أول مقالة إعلامية بعنوان: هل أدركنا قيمة الزمن؟ وفي جوان 2014 تحدثت معه عن ملتقى يجمع بين" الشيخ بوعمران" و "عبد المجيد مزيان"، فأرسل لي الحوار الذي أجراه مع هذا الأخير، فقرأته نيابة عنه، لأنه تعذر عليه الحضور و مع سيظل ظله قائما في مدرسة جريدة الجمهورية بل وخالدا في جميع المؤسسات الثقافية التي اشتغل بها.