أسئلة كثيرة أطرحها على طبيبة العائلة،حتًّى صرخت في وجهي ذات يوم " كفى عن هذا الوسواس و إلاّ فقدت صوابك ... ! " كيف أتوقف ... كيف ... لا أقدر ... أنا كمن يلهث خلف سراب،أصبحت مثقفة جدا في أمور الطِّب لآخذ حذري من الأمراض ،لا لشيء إلا لأنك لا تريد امرأة مريضة ،تريد قواما رائعا لجسد غير عليل ... ! حصص رياضية لشد عضلات بطني،أقنعة لنضارة بشرتي ،أكل صحِّي ،لا أريد أن أمرض ... لأجله هو ... زوجي مستقبلا ...حتى هاتفي النقال لم يسلم من نزقك، تنبش في كل رقم،و كل رقم يحمل اسم صديقة غير معروفة لك،تحفظه دون أن تخبرني و بعد مغادرتك،تقصد أول مخدع هاتفي و تتصل عليه ... ثم تعترف لي حينما تتغنى بفطنتك و دهائك حيال النساء و كيف أني أفوز دائما كلما أخضعتني لتجاربك دون علمي و تختمها كعادتك بضحكة إخضاع امرأة لساديَتِك و مركبات نقصك و نزواتك على حساب سلامة عقلي و طمأنينة نفسيتي فوضاك الداخلية،قلبت سكون الليل داخل البيت،أصبحت بطلا لكوابيسي ،مرات تحكم قبضتك على عنقي ووجهك و ضحكتك الهستيرية تملأ المكان،و أنا بين النوم و اليقظة غارقة في همهماتي،كمن ينازع الموت ... مرات أراك تلاحقني ... فلا ألبث أن أصحو،و أنا أصرخ،فيهبّ الكل للاطمئنان عليّ ، أصحو و نفسي مقطوع و قلبي يعتصره الألم ،و الخوف ... الخوف منك أنت ... لا أعرف إلاّ الخوف سواء كنت معك أو بعيدة عنك ،الخوف أن أهرب إليك لتحتوي هذا الخوف ...لتضمد جراحا تنزف مذ طفولتي ... لتجعل العسير يسيرا،والمعقد بسيط الاحتواء، أن تفتح ذراعيك لي حينما يعتصرني الحزن و الألم ،أن تبدد ضباب أيامي ... المرأة ضلع أعوج جهة قلبك يا رجل فلما لا تكن منطقيا وتحتوي ضلعك الأعوج بمودة ورحمة قلبك ... قريبة من قلبك حتى لا تكسرني بسيف كلامك الجارح ... لا تكسرني حتى لا أزدريك بقية عمري ودونما قصد أوقعت آنية الزهر أرضا،و تبعثر الزهر والتراب و قطع الفخار في كل الأرجاء بمجرد سماع صوت الارتطام،جاءت والدتها تجري على عجل ... " ماذا حصل ... ؟! "فأجابتها بحنق والغصة تعتصر حلقها : " آنية زهر كسرت ... ماذا حصل ... مجرد آنية كسرت ... إسألي عن قلبي الموجوع بدل أن تسألي عن آنية ... ؟! " وانفجرت باكية وهرعت إلى غرفتها لتغلق على نفسها،تاركة والدتها و هي تحاول استجماع اندهاشها،و كلماتها التي تلعثمت بين شفتيها ..." ... أ... أردت أن ...أن أسألك إن أصابك مكروه ... جراء تكسر الآنية ... "وواصلت وهي تطرق باب غرفتها" ... تعالي يا ابنتي، تعالي إلى حضن أمك ... لم كل هذا البكاء لأجل آنية تكسرت ... "و قبل أن تختم كلامها، فتحت ابنتها الباب ... يتبع