أتمشى وسط هذه الجموع،هذا يكلم إحدى صديقاته عبر هاتفه النقال ... كاذب ... أجل كاذب و منافق،لأني كنت مثله أكلم العشرات دونما ملل ... و هذه تحث الخطى و تجر ابنها من ذراعه بيد، وتحمل عدة أكياس مكتنزة باليد الأخرى... إنها تهرول لتلحق بالحافلة الكلّ يجري (...)
حدّث صديقه عن نوبات هبوط و ارتفاع السكر التي تصيبه و كيف أنّه في كل مرّة يعدل من جرعات الأنسولين حتى لا يدخل في غيبوبة ،كيف أنّه يعاني و يتعذب ولا ينام الليل خوفا من ذلك ، كيف أنّه و كيف أنّه عذاب طيلة ليله و نهاره ،نصحه صديقه باتباع حمية في أكله و (...)
موجوعة يا أمي ... موجوعة ... سامحيني ... بدل أن أقبل رأسك ... سأقبل قدميك ... " وانطرحت أرضا،و طفقت تقبل قدمي والدتها وهي تشهق من شدة البكاء و الانكسار والضياع ولم تنتبه إلاّ بعد أن طوقتها والدتها بكلتا يديها وسألتها وهي تمسح دموعها وتمشط شعرها و (...)
أسئلة كثيرة أطرحها على طبيبة العائلة،حتًّى صرخت في وجهي ذات يوم " كفى عن هذا الوسواس و إلاّ فقدت صوابك ... ! " كيف أتوقف ... كيف ... لا أقدر ... أنا كمن يلهث خلف سراب،أصبحت مثقفة جدا في أمور الطِّب لآخذ حذري من الأمراض ،لا لشيء إلا لأنك لا تريد (...)
" ستتكسر أمنياتك ... قطعة ... قطعة ... كجليد بائس على بلاط بارد بصقيع شتاء طويل ... لا البعض منه يدفئ البعض الآخر ... كلاكما سيان ... أنا ... و لا أحد غيري قادر على إشاعة الفرح في قلبك الوحيد ... اليتيم ... المتشرد ... العاري من الدفء
و الأمان ... (...)