يؤكد جلطي محمد اللاعب السابق للوداد والمدرب الحالي لفئة اقل من ثمانية عشرة سنة أن تراجع مستوى الفئات الصغرى للفريق يعود إلى قلة الملاعب حيث تقسم أربعة أصناف أرضية الميدان فيما بينها إضافة إلى نقص حب ألوان الفريق والذي عوضه الجري وراء الجانب المادي وذلك من خلال هذا الحوار" بصفتك لاعب سابق بالوداد ومشرف حاليا على تدريب فئة الأقل من ثمانية عشرة سنة كيف تقيم المستوى الفني للفئات الصغرى لهذا النادي الذي كان إلى وقت قريب يعتبر إحدى المدارس الكروية على مستوى الوطن؟ عندما نلاحظ جميع الفئات الصغرى للوداد من المدرسة إلى غاية فئة الآمال وكذا العمل الذي يقوم به المشرفون على هذه الفئات نلمس حجم العمل الذي يقوم به هؤلاء على أرضية الميدان الأمر الذي يؤكد على أن نية العمل موجودة هذا من جهة ومن جهة أخرى وبالنظر إلى المواهب الشابة الموجودة بتلمسان نجد أنها متوفرة لكن هؤلاء يحتاجون إلى تكفل تام . لكن أعود وأسألك كيف تقيم المستوى التقني لهذه الفئات ؟ المستوى على العموم يعتبر مقبولا، فلا هو بالضعيف ولا هو بالجيد ولو أن الوداد تعود في المواسم الماضية على التتويج بأحد الألقاب على الأقل لفي فئة من هذه الفئات الصغرى وهو ما غاب عنا منذ حوالي أربع أو خمسة مواسم. وحسب رأيك إلى ماذا يعود ذلك؟ السبب الأول يتمثل في قلة الملاعب حيث أننا نجد أربعة فرق تتدرب على أرضية واحدة وفي نفس التوقيت حيث تقسمها فيما بينها وبالتالي لا يمكن لأي أحد منها الاستفادة لذا فإن توفير الملاعب ووسائل التدريب تساعد أولا المدربين على القيام بمهامهم على أحسن وجه وتدفع باللاعب إلى العمل أكثر للوصول إلى هدفه . اضافة إلى قلة الملاعب ما هو المشكل الآخر الذي يعيقكم في العمل؟ اضافة إلى ما قلت يجب التكفل باللاعبين من حيث الألبسة والوسائل وما شابه ذلك لأنه في سن يحتاج فيه إلى الاهتمام . نلاحظ أن هذه الفئات ورغم صغر سنها وتمدرسها تشرع في التدريب على الساعة السابعة مساء ألا يشكل ذلك عائقا إضافيا لكم ولهم على حد سواء؟ المشكل هنا يطرح بالنسبة للاعبين الذين يقطنون بعيدا والذين كثيرا ما يكون حضورهم متذبذبا خاصة في فصل الشتاء أين تسوء الأحوال الجوية وتقل وسائل النقل فيكون غيابهم قائما وبالتالي لا يسمح لنا كمدربين من انجاز عملنا مثلما نريد . بكل صراحة برمجت الحصص التدريبية في هذا التوقيت المتأخر فرضته عليكم قلة الملاعب أم هو راجع لتمدرس معظم اللاعبين؟ السبب يعود إلى عدم وجود الملاعب لأنه لو توفرت هذه الأخيرة لكنا قادرين على التوفيق بين توقيت الدراسة والتدريب أي يمكن برمجة الحصص التدريبية ما بين منتصف النهار والثانية زوالا أو تبدأ التدريبات على الخامسة مساء كأقصى تقدير وبذلك يكون عندنا وقت كاف لتدريب اللاعبين وصرفهم إلى منازلهم مبكرا . في الكثير من الأندية نجد مدربي الفئات الصغرى يشتغلون كمتطوعين فقط أي دون مقابل هل ينطبق عليكم هذا في الوداد؟ اولا وقبل الحديث عن المقابل المادي أريد أن أشير إلى نقطة هامة وهي أن غلب مدربي الفئات الصغرى الذين مروا بالوداد سواء في أوقات سابقة أو الآن هم لاعبون سابقون بالفريق أي أن حبهم لفريقهم هو الذي دفعهم بالدرجة الأولى للاشتغال بتدريب الفئات الصغرى له وتحضيرها من الجانب التقني أو البدني الخ هذا من جهة و من جهة أخرى نسعى إلى غرس حب الفريق فيهم من الصغر وجعل اللاعبين القدامى قدوة لهم . هل هذا يعني أن مدربي الفئات هذه يشتغلون بدون مقابل ؟ طبعا لا فهم أرباب اسر والتدريب مهنتهم لكن حب الفريق قادهم إلى العمل مع هذه الفئات وبالتالي يأخذون أجرا مقابل ذلك. لو نعود إلى سنوات خلت وبالضبط إلى العصر الذهبي للوداد والذين تعتبر أنت احد لاعبيه في تلك الفترة الأكيد أنكم كلكم تخرجتم من مدرسة الفريق فلماذا لا نرى الآن لاعبين في مستوى دحلب، خريص، جلطي، ابراهيمي، بتاج ومزاير والقائمة طويلة؟ في ذلك الوقت كان التنقيب عن اللاعبين يتم على مستوى المدارس والاكماليات أين يتم انتقاء العصافير النادرة والتي تدرجت مع بعض على مستوى جميع الفئات رغم أن الوسائل لم تكن متوفرة لنا لكن حب الفريق كان يعوض هذه النقائص . :هذا يعني أن الجيل الحالي افتقد إلى هذه الخاصية ؟ هذا أكيد ذلك لأن المادة طغت على كل شيء وحتى الأولياء ساهموا في ذلك فالأب الآن يرى في موهبة ابنه صفقة مربحة يجب استغلالها فينتقل ذلك إلى الأبناء وهكذا، زد على ذلك فالتقنيون لهم دور في تراجع مستوى الفئات الصغرى للوداد لأنه في السابق كان هؤلاء حتى وإن لم يكونوا يشتغلون بالفريق عندما يكتشفون موهبة جديدة يحضرونها للوداد . لكن لا يجب أن ننكر بأن اغلب اللاعبين الذين يتم ترقيتهم في الوقت الراهن من الفئات الصغرى إلى فريق الأكابر لا يستطيعون النجاح عكس ما كان عليه الأمر في وقتكم مثلا ،أليس كذلك؟ هذا صحيح والسبب راجع إلى نقص العمل على المستوى القاعدي. وهذا ما جعل الوداد يستقدم هذا الموسم أربعة عشرة لاعبا ؟ طبعا والعيب يعود دائما إلى نقص التكوين على المستوى القاعدي.