لاحظ العديد من المتجولين بأحياء وشوارع الباهية هذه الأيام انخفاضا كبيرا للأفارقة الذين كان عددهم بالأمس القريب يفوق المئات، الأمر الذي أدى ببعض المارة إلى طرح العديد من الأسئلة ، وفي مقدمتها "هل هذا الانخفاض يرجع إلى عملية الترحيل التي أشرفت عليها المصالح الولائية مؤخرا ، والتي مست النيجريين لا غير ، أو هاجس الخوف و الهلع هو الذي دفع بالأفارقة من جنسيات أخرى مختلفة إلى الهروب أو الاختباء بولايات مجاورة أخرى؟" وحسب الأرقام والإحصائيات الأخيرة فقد عرفت ولاية وهران ومنذ تقريبا سنة نزوحا حقيقيا لعدد كبير من الأفارقة ومن كل الجنسيات وعلى رأسها الماليين والنيجريين و من إفريقيا الوسطى والكاميرون وساحل العاج والسينغال ونيجريا وهذا هروبا من الظروف المعيشية القاسية والحروب الأهلية ليتخذوا من وهران و غيرها من ولايات الوطن مناطق للجوء والعبور المؤقت من أجل معاودة الهجرة نحو أوروبا، وقد لجأ العديد منهم للتسول كمصدر للاسترزاق واتخاذ مساحات العديد من أحياء الولاية على غرار حي العثمانية والمدينة الجديدة، وحي يغموراسن، و كذا عين البيضاء وكوشة الجير، وغيرها كملاجئ لهم، وعلى حسب الإحصائيات الأخيرة التي قامت بها مديرية النشاط الإجتماعي فقد بلغ عدد الأفارقة بالولاية 1341 رعية ، من جنسيات مختلفة، وكما ذكر سابقا امتهنوا التسول كطريقة وحيدة للرزق لتأتي عمليات الترحيل التي عرفتها معظم الولايات الجزائرية منها وهران التي شهدت خلال الأسبوع الفارط ترحيل ما يقارب 201 رعية من جنسية نيجرية فقط ، منهم 10 رجال و33 امرأة و61 طفلا ،وهذا بطلب من الحكومة النيجرية بعد تحسن الأوضاع بالمنطقة وعليه تم تسخير جميع الوسائل والإمكانيات المادية من أجل إنجاح عملية الترحيل من نقل وإيواء وإطعام. وفي هذا الصدد أكد مصدر من اللجنة التي أشرفت على عمليات الترحيل أنه تم التنسيق بين العديد من الهيئات منها الحماية المدنية والشرطة و مصالح الدرك إلى جانب مديرية النشاط الاجتماعي والنقل والصحة والهلال الأحمر وغيرها من الجهات الفاعلة، وهذا لتوفير الوسط الملائم لعملية الترحيل التي سخر لها 10 حافلات والعديد من الشاحنات، مع العلم أن مركز الإيواء الذي تم فتحه بولاية تمنراست بأقصى الجنوب و قد استقبل المرحلين النيجريين وفرت فيه جميع ضروريات الإقامة. ومن جهة أخرى امتنع مصدرنا عن ذكر سبب انخفاض عدد الأفارقة بصفة عامة بشوارع وهران ،لأنه يجهل الإجابة مؤكدا أنه فى حال تزايد و تدفق المهاجرين فانه سيتم تنظيم عمليات مماثلة. لكن لحد الساعة العملية تقتصر على اللاجئين النيجريين وهذا بطلب من حكومتهم .