بالرغم من التقارير الموجهة من قبل مديرية التربية بتيارت الدورية منها إلى مصالح الولاية حول التجهيزات المتعلقة بالمدارس إلا أن الواقع يكذب ذلك وإن توغلنا إلى المناطق النائية والبعيدة عن عاصمة الولاية فنجد أن المدارس والتي يلتحق بها التلاميذ القاطنون بالقرى والمداشر قد حرموا من التدفئة ومن المفروض أن توفرها مصالح التربية لولاية تيارت إلا أن الواقع يؤكد أن المتمدرسين حرموا من التدفئة كما ذكرنا ذلك أن المؤسسات التربوية ومنها الابتدائية والبعيدة والواقعة في مناطق معزولة لا تتوفر على تدفئة داخل الأقسام مما يؤكد أن قضاء يوم داخل قسم ليس بالأمر السهل وسط درجات حرارة منخفضة تصل إلى تحت الصفر ما يؤدي لا محالة لبرودة إضافية تقلص من درجة استيعاب الدروس داخل هذه الأقسام الباردة. و أشارت الأرقام أن أغلب المدارس الواقعة بالأرياف والقرى لا تتوفر على التدفئة فيما حظيت أخرى بمدفأة تعمل بمادة المازوت، وفي حال نفاذ الكمية وفي انتظار الحصول عليها فإن التلاميذ يدرسون داخل ثلاجة كما ذكر أحد المعلمين ويأخذ ذلك أياما طويلة وهذا ما يعبر عن الحلول الترقيعية دون إيجاد حل نهائي لهذا المشكل الذي تعرفه مدارس المناطق النائية ومنذ الاستقلال بالرغم من الأموال التي تصرفها الدولة من أجل النهوض بالهضاب العليا وتوفير كامل الامكانيات المادية من التجهيزات وهذا ما يعبر جليا عن تأخر مشاريع ربط البلديات بالغاز الطبيعي. تلاميذ دوار قلعة بني سلامة بفرندة يشتكون حالهم ويشتكي التلاميذ المتمدرسون بالمؤسسة التربية الوحيدة بالمنطقة المعزولة والخارجة عن مجال التنمية من نقص في التدفئة فالمنطقة تعرف بالبرودة في فصل الشتاء، الأمر الذي استاء له التلاميذ خصوصا أن الوضع الذي لا يعرف له نهاية دون التكفل بهم فقد يضطر تلاميذ القرية إلى قضاء يومهم وسط برودة شديدة قد حرموا من التدفئة وإن يتكفل بهم إلا أن ما أكده المتمدرسون أن مدفأة المازوت بقيت الحل البديل وغالبا ما تتعطل أو تنتظر إدارة المدرسة التزود بالوقود ليجد تلاميذ القرى أنفسهم في وضع لا يحسدون عليه مقارنة بالمتمدرسين من قرائنهم بعاصمة الولاية و الذين ينعمون بالدفء الدائم وغالبا ما يطرح هذا المشكل ليس فقط بهذه المنطقة وإنما بكامل القرى والبلديات النائية التي تفتقر مدارسها إلى أدنى الشروط المعمول بها من توفير الجو الملائم للتلاميذ من التدفئة. ****مديرية النشاط الاجتماعي تتبرع بمائة مدفأة والدليل على أن مديرية التربية وجدت نفسها في عجز تام عن التكفل بالمدارس هو تبرع مديرية النشاط الاجتماعي بتيارت وفي وقفة تضامنية بمائة مدفأة بالمدارس الواقعة بالأرياف والمحرومة أيضاء لعلها تساهم في تدفئة أجسام التلاميذ النحيلة خلال فصل بارد تعرفه تيارت لمدة ستة اشهر كاملة غير أن هذا العدد غير كاف واستعمال المدفآت المشغلة بالوقود يشكل خطرا على صحة المتمدرسين لاستنشاقهم لمادة حارقة وكذا خطر الانفجار الذي قد يحدث في أية لحظة كما أن كما أن درجة الحرارة المنبعثة من المدفأة لا تفي بالغرض وزيادة الوقود معناه ارتفاع في السموم المنبعثة منها.