اختتمت أول أمس بقاعة الميدياتيك بوهران فعاليات مهرجان السنة الأمازيغية 2965 وسط أجواء احتفالية بهيجة صنعتها الفرق الفلكلورية الشعبية والعارضين الذين جاؤوا من كل حدب وصوب حتى يوقعوا حضورهم في هذا الموعد الأمازيغي الذي نظمته جمعية نوميديا الثقافية بوهران،حيث عرف اليوم الأخير من التظاهرة العديد من الأنشطة الفنية والفكرية التي أظهرت بجلاء تنوع الثقافات الامازيغية والعادات الشعبية المتوارثة أبا عن جد،فبعد الجولة السياحية التي قادت الضيوف إلى عدد من المناطق السياحية والتاريخية بعاصمة الغرب الجزائري على غرار" قصر الباي "و"قصبة سيدي الهواري"،قدم العارضون الذين يمثلون 24 ولاية جزائرية كرنفالا فنيا منوعا تخللته تهليلات شعبية مستوحاة من التراث الامازيغي ورقصات فلكلورية معبرة زينتها الأزياء التقليدية التي تعكس حضارة أبناء المنطقة،حيث اتجه الكرنفال نحو جامعة محمد بوضياف ب"ايسطو"من أجل التعريف أكثر بالتراث الأمازيغي وإتاحة الفرصة أمام الطلبة للإطلاع على هذا الإرث الثقافي و الشعبي الهام . من جهة أخرى تم تنظيم العديد من الندوات الفكرية والموائد المستديرة التي نشطها أساتذة وباحثون مختصون في التراث الأمازيغي،حيث كانت احتفاليات "يناير"من أهم المواضيع التي تم طرحها على طاولة النقاش،فكان الحديث عن أهميتها في المجتمع الجزائري ودورها في حماية هذا الإرث الثقافي من الزوال والاندثار من أهم المحطات التي تطرق إليها المتدخلون على غرار رئيس جمعية نوميديا السيد "سعيد زعموش "والسيد "سعيد شماخ "من معهد اللغات الأجنبية بجامعة تيزي وزو،والشاعر" حامان عبد الله" إضافة إلى أساتذة وحرفيين،يأتي هذا في الوقت الذي عرفت فيه أروقة المعارض التقليدية إقبالا منقطع النظير من قبل الجمهور الوهراني الذي كان وفيا لهذه الاحتفالات منذ يومها الأول،لاسيما معرض الصناعات التقليدية والحرف اليدوية وكذا معارض الكتب واللوحات التشكيلية،دون أن ننسى معارض اللباس الأمازيغي والتحف الفضية الثمينة،وكذا الأكلات الشعبية والأواني المصنوعة من الخشب التي شكلت بدورها فسيفساء حضارية،ليختتم المهرجان بسهرة فنية جميلة جمعت بين الغناء والموسيقى،المسرح والرقص الشعبي الذي عكس بصورة جميلة الموروث الأمازيغي والتاريخ العريق لهذه المنطقة .