دعا رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة كل الغيورين في هذا الوطن الى الاستلهام من 19 مارس 1962 واعتبار هذا التاريخ محطة من المحطات النيّرة في تاريخ الأمة الجزائرية وأنّه ثمرة نضال طويل . أثبت عبقرية هذا الشعب التواق الى العيش في طلاقة وحرية ، وذكر السيد الرئيس أن خيرة أبناء هذا الوطن رسموا أروع صور البطولة والاستبسال وواجهوا العدوّ بأخلاقيات وتماسك ينمّ عن اعتزازهم وتشبثهم بهذا الوطن الغالي. ولذا - قال رئيس الجمهورية - أن الجزائر متمسكة بمواصلة رسالة الشهيد بترسيخ المواطنة وتكريس السلم والمصالحة وتجسيد طموحات الشعب وكتابة التاريخ ورواية وقائعه من قبل الذين صنعوه أو عايشوه دون تأخير ... وأضاف السيد عبد العزيز بوتفليقة أن هذه القاعدة التاريخية تستلزم الاستمرار في التجنّد والتكتل من أجل رصّ الجبهة الداخلية بغية التصدي للمخاطر الناتجة عن الاضطرابات التي تشهدها المنطقة ولن يتأتى هذا إلاّ بتوحيد المواقف والكلمة باستغلال الفرص المتاحة للحوار الذي يتوجب قبوله حتى مع من يخالفنا في الرأي والتصور السياسي ، وهذا كلّه مكرّس من خلال إرادة الشعب وبمقتضى الدستور. وحذر السيد عبد العزيز بوتفليقة من الذين يبثون الخوف والتشكيك - صباح مساء - في نفوس أبناء هذا الشعب وبناته بأن أراجيفهم لن تنطلي على هذا الشعب الأبي الذي يمقت الشرّ ومن يتعاطاه. هؤلاء - يقول السيد الرئيس - اعترتهم نزعة خطيرة فاعتمدوا سياسة الأرض المحروقة للدخول الى الحكم. وذكّر في نفس السياق أنّنا أمام حالة اضطرار الى استعمال الحزم والصرامة للدفاع عن هذه الدولة بشكل سريع لا يقبل التأخير لأن ديمومة الدولة تقتضي الردّ بالأسلوب الملائم لأدعياء السياسة الذين أصابهم السقوط الأخلاقي والحضاري المتنافي مع كل مقومات المواطنة الصادقة والمسؤولة. وبشأن الوضع بغرداية ذكر الرئيس أن الدولة مستمرة في بذل قصارى جهودها كي يعود الهدوء الى منطقة غرداية ، وأنها سترصد كافة الوسائل والامكانيات لتعميم التطور عبر كافة ربوع الوطن. وخاطب الرئيس سكان المنطقة من خلال رحابة صدورهم ورجاحة عقولهم بأن يكونوا يداً واحدة ضدّ الفرقة والتناحر والتخلّف وهذا لإكمال المسيرة في كنف الوئام والوفاق ،وعلى المنطقة أن تعود الى سابق عهدها من الأمن والآمان والطمأنينة ، وهي التي كانت على مرّ العصور والعهود مهداً للتعايش والتآلف ورمزاً للتوافق والتثاقف. كما اغتنم الرئيس هذه المناسبة لدعوة أبناء عين صالح الى ترجيح الحكمة وتحكيم العقل إثر معارضتهم لاستغلال الغاز الصخري مؤكدا أن الحفاظ على صحة المواطنين وعلى البيئة خطّ أحمر لا يمكن لأي كان تجاوزه. وأكد أن كل ما يجري حاليا ينحسر في عمليات استكشاف وتقييم لاغير ، وأن الأشغال ستتواصل ولذا لا يجب الجنوح الى تصرفات على نحو تضرّ بمصالح المواطنين وبالبيئة والسلامة الجيوليوجية. وفي هذا الخصوص أوضح الرئيس أنه لا يمكن التخطيط للمراحل المقبلة للتنمية الوطنية إذا لم نكن على دراية كاملة بمكونات باطن الأرض من الغاز والبترول ومن الغاز الصخري. و طمأن السيد بوتفليقة سكان عين صالح بأن الدولة لا يمكنها التفريط فيهم ولا الإضرار بمصالحهم لأن هذه المنطقة من الصحراء لن تبخل على الجزائر بخيرات أرضها وتضن عليها بخيرة أبنائها وأمدتها بالثروة الغازية وبثروة الرجال فكانت أهلا لامتنانها وعرفانها ولتخصيصها بالاجراءات والمخططات الكفيلة بتحسين ظروف معيشة أهلها. وفي شقّ آخر عاد السيد عبد العزيز بوتفليقة للكلام عن التقسيم الاداري موضحا أنه سينفّذ فور الانتهاء من الاجراءات التنظيمية ، إذ تعكف كل القطاعات المعنية على تأمين الظروف التقينة وتوفير مختلف الوسائل اللازمة لإنجاح العملية. وفي الأخير حيّا السيد الرئيس أفراد الجيش الوطني الشعبي وكافة أسلاك الأمن الذين يدافعون عن الجزائر وهم جديرون بالشكر والامتنان وقدم تحيته كذلك الى كل أعوان الدولة في جميع القطاعات الذين يسهرون على بنائها وترقية اقتصادها ومصلحة شعبها.