وجه رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة اليوم رسالة قوية لسكان الجنوب داعيا إياهم إلى التكتل من أجل رص بنيان الجبهة الداخلية والحفاظ على وحدة الأمة والتجند حول الدولة الوطنية "الحريصة كل الحرص على مصالح" جميع الجزائريين بدون أي تمييز. وأتاح الاحتفال بعيد النصر بغرداية هذا العام للرئيس بوتفليقة فرصة التطرق إلى الوضع الداخلي لاسيما في الجنوب الذي شهد -كما قال- شأنه في ذلك شأن مناطق أخرى من الوطن "صعوبات نجمت عن تضافر وضعين تولد أولهما عن المشاكل المترتبة عن إدارة مختلف الجبهات من أجل تسريع وتيرة تنمية البلاد وترتب ثانيهما عن التوتر الذي تسببت فيه في الآن نفسه تلك الأحداث التي شهدتها المنطقة والقيود التي فرضتها عولمة كاسحة". وتعد الآلام التي نالت مدينة غرداية واستمرار الاحتجاجات بعين صالح ضد الغاز الصخري "رغم كل ما تلقوه من تطمينات" ومحاولات التفرقة والتهجم على الدولة وتهديد وحدة الأمة من بين الانشغالات بل التوجسات التي أفضى بها رئيس الجمهورية بكل صراحة. وأشار الرئيس بوتفليقة إلى أنه بعد ما ناب غرداية من الأيام ونالها من الآلام ما نالها ل"تعود إلى سابق عهدها من الأمن والأمان و الطمأنينة" ظهرت بعين صالح محاولات للتفرقة. واعتبر رئيس الدولة أن هذه المحاولات ترمي إلى جعل البعض ينساق إلى الوقوف موقف الإرتياب والتشكيك بهدف الكيد إلى دولة بلاده. وقال الرئيس بوتفليقة أنه "يعز" عليه أن يرى "البعض من أبناء المنطقة يستدرج إلى الكيد إلى دولة بلاده" و "البعض الآخر ينساق إلى الوقوف موقف الإرتياب والتشكيك في إخلاص قادة دولتهم ونزاهتهم" داعيا سكان عين صالح "ترجيح الحكمة وتحكيم العقل"فالحفاظ على صحة المواطنين وعلى البيئة التي يعيشون فيها -كما قال- "خط أحمر لا يمكن للدولة أو غيرها تجاوزه". سياسة الأرض المحروقة للوصول إلى السلطة
وبعد أن أكد تمسكه "بالحفاظ على الوحدة الوطنية" أمام مخاطر الإنقسام التي تهدد البلد أبرز الرئيس بوتفليقة رهانات و أهداف الذين يخاطرون باتباع سياسة الأرض المحروقة أولئك كما قال "اعترتهم نزعة خطيرة إلى اعتماد سياسة الأرض المحروقة في مسعاهم إلى الوصول إلى حكم البلاد حتى ولو كان ذلك على أنقاض دولتنا وأشلاء شعبنا". و بعد أن وصف هؤلاء بأدعياء السياسة المدعومين من صحافة لا تحترم أخلاقيات المهنة قال رئيس الجمهورية أن هذه الفئة من السياسيين تعمد إلى بث الخوف والإحباط في نفوس أبناء هذا الشعب وبناته و إلى هد ثقتهم في الحاضر والمستقبل إلا أن "أراجيفهم يضيف رئيس الدولة لم تنطل و لن تنطلي على هذا الشعب مؤكدا أن الدولة ستتصرف ب"حزم وصرامة" لوضع حد لهذه التجاوزات. و أعرب رئيس الجمهورية على الرغم من هذه الإمتحانات عن "ثقته" في تجاوز و في كنف الأخوة "كافة الصعوبات التي قد تعترض سبيل مسيرتنا المشتركة صوب التقدم و الرفاه الذي يعم نفعه المجموعة الوطنية قاطبة". و في الأخير وضح رئيس الجمهورية الإجراءات المتعلقة بالتقسيم الإداري الجديد الذي أعلن عنه لصالح مناطق الجنوب و الهضاب العليا مطمئنا سكان هذه المناطق بأن "ما تم إعلانه من الإجراءات سينفذ فور الفراغ قبليا من الإجراءات التنظيمية".