^عين صالح في أعيننا.. وصحة سكانها خط أحمر» ^ عمليات الإستكشاف تمت من دون المساس بمصالح المواطنين وبالبيئة ^ بعض أدعياء السياسة يعمدون إلى بث الخوف والإحباط في نفوس الجزائريين قال رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، إن صحة سكان عين صالح والبيئة التي يعيشون فيها خط أحمر لا يمكن للدولة أو غيرها تجاوزه، داعيا إياهم إلى ترجيح الحكمة وتحكيم العقل وعدم الإنسياق وراء مخططات الفتنة، مشيرا في الوقت ذاته إلى التعامل بحزم والتصدي لكل من يهدد أمن الجزائر من أدعياء السياسة، في إشارة إلى بعض الأحزاب السياسية التي تعمل على التحريض، والذين قال فيهم «إنني متوجس خيفة مما قد يُقْدِمُ عليه، من منكرات، أناس من بني جلدتنا اعترتهم نزعة خطيرة إلى اعتماد سياسة الأرض المحروقة في مسعاهم إلى الوصول إلى حكم البلاد حتى ولو كان ذلك على أنقاض دولتنا وأشلاء شعبنا». وقال بوتفليقة في رسالة وجهها للأمة بمناسة عيد النصر قرأها نيابة عنه المستشار لدى رئيس الجمهورية، محمد بن عمر زرهوني، إنه لا يحق لأي كان المساس بالبيئة أو الطبيعة الجيولوجية لأية منطقة من ربوع الوطن، مؤكدا أن الحفاظ على صحة المواطنين وعلى البيئة التي يعيشون فيها خط أحمر لا يمكن للدولة أو غيرها تجاوزه، مضيفا أنه يعز عليه أن يرى البعض من أبناء المنطقة يستدرج للكيد لدولته وبلاده. وأضاف بوتفليقة أنه متخوف مما قد يقدم عليه بعض أدعياء السياسة، إلى بث الخوف والإحباط في نفوس الجزائريين، وهو ما سيجعلنا نضطر إلى التعامل بحزم والتصدي لكل من يهدد أمن الجزائر، مشيرا إلى أنه لن يسمح بتنفيذ هذه المخططات التي ستعصف بأمن الجزائر واستقرارها، مضيفا بالقول «إنه يعز عليّ أيضا أن أرى البعض الآخر ينساق إلى الوقوف موقف الإرتياب والتشكيك في إخلاص قادة دولتهم ونزاهتهم وإلى الطعن في سلامة وجدوى تدابيرهم وقراراتهم ومخططاتهم الرامية إلى تنمية البلاد برمتها». وقال رئيس الجمهورية «لقد آلت الدولة على نفسها أن تكون في خدمة أبنائها في كافة ربوع الوطن، فلا يمكنها التفريط فيهم ولا الإضرار بمصالحهم، وإنها الدولة الحامية الرؤوم التي يسوؤها جنوح بعض أبنائها إلى عدم الثقة فيها وفي تعهداتها والتزاماتها»، مضيفا «إن عين صالح في أعيننا، وإنها لم تبخل على الجزائر بخير أرضها ولم تضن عليها بخيرة أبنائها، أمدتها بثروة الغاز وبثروة الرجال فكانت أهلا لامتنانها وعرفانها ولتخصيصها بالإجراءات والمخططات الكفيلة بتحسين ظروف معيشة أهلها، بل وبتحقيق نقلة نوعية ترتقي بهم إلى مستوى من التطور يضاهي ذلكم السائد في شمال البلاد». وفي هذا الشأن، قال بوتفليقة في رسالته «إنه يحز في نفسي ما رأيته وما لا زلت أراه من فتن رعناء تثبط عزائم أولئك العاملين ليل نهار من أجل سعادة الشعب كله وعزة الجزائر وسؤدها»، حيث خاطب سكان المنطقة قائلا: «إن فيكم نخوة تأبى على الوطن الضيم وإباء لا يرضى الهوان ولا الوقوع في براثن من يتربصون بها»، وأضاف «إنه ليحدوني عميق اليقين من أننا سنتخطى كلنا جميعا في كنف الأخوة التي لم نتنكر لها أبدا والتي تزداد قوة يوما بعد يوم، وكافة الصعوبات التي قد تعترض سبيل مسيرتنا المشتركة صوب التقدم والرفاه الذي يعم نفعه المجموعة الوطنية قاطبة». وأكد عبد العزيز بوتفليقة، أن عمليات استكشاف قدرات البلاد من الغاز الصخري تمت على نحو لا يضر بمصالح المواطنين وبالبيئة وبالسلامة الجيولوجية لأية منطقة من مناطق البلاد، مضيفا «إننا قد أقدمنا على مباشرة عمليات استكشاف قدرات البلاد من الغاز الصخري، وكل ما يجري حاليا ينحصر في عمليات الاستكشاف والتقييم لا غير، من دون أن يغيب عنا ولو للحظة أنه لا يحق ولا يمكن لأحد أن يجنح إلى التصرف على نحو يضر بمصالح المواطنين وبالبيئة وبالسلامة الجيولوجية لأية منطقة من مناطق البلاد، وانطلاقا من قناعات ثابتة ومؤكدة لا يمكن نقضها، وسنلتزم بهذا النهج حتى يبلغ مبلغه». وأشار بوتفليقة إلى أنه يتعين علينا الإقرار بأنه لا سبيل إلى التخطيط للمراحل المقبلة لتنميتنا الوطنية إن لم نكن على إلمام كاف بمكونات باطن أرضنا من الغاز والبترول ومن الغاز الصخري، مشيرا إلى أن جنوبالجزائر منها وهي منه لا محيد ولا بديل لأحدهما عن الآخر، بل هما جسد واحد «إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى».