ضرورة الاعتماد على سيناريست لأفلمة الرواية أكّد الرّوائي والسّيناريست العراقي " برهان شاوي " أنّ القطيعة المسجّلة بين الرّوائيين والسّينمائيين غير مقصودة ، الأمر الذي يستدعي ضرورة وجود وسيط بينهم وهو "السّيناريست" الذي يتكفّل بتحويل النص الروائي إلى عمل سينمائي ويُشرف على " أفلمة " الرّواية بشكل صحيح ، كما أوضح في التصريح الحصري الذي خصّ به جريدة الجمهورية أنّ الرواية العربية باتت تواجه اليوم إشكالات كثيرة لاسيما تلك التي تغوص في الطّابوهات الاجتماعية ، حيث تواجه صعوبات في النشر والتوزيع بسبب عادات المجتمع وضوابطه السّياسية والدّينية – على حد تعبيره - ، وعن تكفل بعض المخرجين بكتابة نصوصهم بدل الاعتماد على مؤلفين قال " برهان شاوي " أن الأمر يُسبّب خللا وضعفا في الفيلم السينمائي ، ضافة إلى تصريحات أخرى تتابعونها في الحوار التالي : الجمهورية : في بداية الأمر كيف تُقيّمون ملتقى الرّواية والسّينما ؟ برهان : أعتقد أن الملتقى مبادرة فريدة من نوعها تمّ طرحها لأوّل مرّة في تاريخ الرّواية العربية ودراساتها أو في تاريخ السينما ، حيث أنه كان متميزا بكل محاوره سواء فيما يخصّ الرواية أو السّيناريو، الكلمة والصورة، عملية الاقتباس وكلّ المحاور الأخرى التي كانت متميزة وعميقة على مدار ثلاثة أيام كاملة ، لكن الملاحظة الوحيدة التي أُخذت على هذا الموعد الأدبي أنه يحتاج إلى أكثر من ثلاثة أيام لتغطيته بشكل حقيقي ومتكامل ، فكل محور في اعتقادي يحتاج إلى ملتقى خاص به، وبالمناسبة أحيّي القائمين على هذا المهرجان الذين أعطى دفعا قويّا للرّواية العربيّة وللسّينما. الجمهورية : ما هي في نظركم أهم الملاحظات التي سجّلتموها بخصوص المداخلات التي أُثيرت في الملتقى على مدار ثلاثة أيام ؟ برهان : صحيح ، لقد أُثيرت الكثيرمن المفاهيم والأسئلة والمّداخلات المتنوعة في هذا الملتقى القيّم ، وقد لاحظت أن هناك وجهات نظر مُختلفة ومتباينة، خصوصا أن معظم المتدخلين هم من حقل الإبداع الأدبي ، سواء كانوا روائييّن أو أساتذة، لكن للأسف لم يكن هناك بينهم مخرجين سينمائيّين أو كتّاب سيناريو من شأنهم التّحدث عن رؤيتهم للرّواية وكيف ينظرون للأدب من الناحية الإخراجية . الجمهورية : هل تعتقدون أن هناك قطيعة بين الرّوائيين والسّينمائيين في العالم العربي ؟ برهان : بالفعل هناك قطيعة بين الرّوائيين والسّينمائيين لكنها ليسن مقصودة ، فالرواية فن قائم بذاته والسينما أيضا ، الأمر الذي يستدعي وجود وسيط بينهما وهو كاتب السيناريو، فمن غير المعقول أن نحول عمل روائي مباشرة إلى فيلم سينمائي ، بل يجب الاعتماد على " سيناريست " حقيقي الذي أثار غيابه الكثير من الجدل في المشهد السينمائي العربي ، ما تسبب في ظهور فجوة كبيرة بين السينمائي والروائي ، وما نلاحظه بكثرة في الآونة الأخيرة كتابة بعض المخرجين لنُصوص أفلامهم بدل الاعتماد على كتاب سيناريو مختصين وهذا أحيانا يسبب خلل وضعف في الفيلم السينمائي. الجمهورية : في رأيكم ما هي المعوّقات التي باتت تواجهها اليوم الرّواية العربية ؟ برهان : ليست هناك أي معوّقات بل بالعكس هناك طفرة وقفزة نوعية للرواية العربية ،بدليل عدد الروايات الهائلة التي تلقتها لجنة الرواية العربيّة " كتارا " والبالغ عددها 750 رواية من بينها أكثر من 250 رواية نسويّة ، لكن لا يخفى عنكم أنّه رغم هذا الكمّ الهائل من الإنتاج الغزير، إلا أنّ الرّواية تُواجه اليوم إشكالات مُثيرة خصوصا تلك التي تغُوصُ في الطّابوهات الاجتماعية و أقصد بها ثُلاثيّة الجنس والدّين والسّياسة ، ورغم هذا أجد أن الروائي يملك حرية أكبر في كتاباته عكس الفيلم السّينمائي العربي الذي بات مقيّدا بضوابط المجتمع الدّينية والسّياسية وكذا أعرافه وتقاليده ، فالروائي في اعتقادي عاجز عن تحويل نصّه الأدبي إلى فيلم ، وهو ما حدّ من رواج السّينما العربيّة في المشهد العالمي .