قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح عند الإمام البخاري برواية أنس بن مالك " ثلاثٌ من كنَّ فيه وجد حلاوةَ الإيمانِ : أن يكونَ اللهُ ورسولُه أحبَّ إليه مما سواهُما ، وأن يُحِبَّ المرءَ لا يُحِبُّهُ إلا للهِ ، وأن يكرهَ أن يعودَ في الكفرِ كما يكرهُ أن يُقْذَفَ في النارِ " ب. بناءاً على ذلك فإن طاعة الله عز وجل بأداء الفرائض ، العمل الصالح واجتناب المعاصي هي ركن أساسي لتحقيق لذة الإيمان وسكينة القلوب. يقول الله سبحانه وتعالى في سياق توصيته لسيدنا آدم بعد إخراجه من الجنة وبعد أن قام الله عز وجل بتحذيره مسبقاً من الشيطان الرجيم: "قالَ اهبِطا مِنها جَميعًا بَعضُكُم لِبَعضٍ عَدُوٌّ فَإِمّا يَأتِيَنَّكُم مِنّى هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُداىَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشقىٰ ﴿123﴾ وَمَن أَعرَضَ عَن ذِكرى فَإِنَّ لَهُ مَعيشَةً ضَنكًا وَنَحشُرُهُ يَومَ القِيٰمَةِ أَعمىٰ ﴿124﴾. انتبه إلى أن الطاعة تشرح الصدر وتزيل الهم وبأن المعصية تحجب الطمأنينة عن الصدر. فكلما وضعت الله عز وجل ورضاه نصب عينيك ، وضعك الله سبحانه وتعالى نصب عينيه وأمددك بالطمأنينة والراحة الروحية التي لا تعدلها كنوز الأرض جميعاً من المال والذهب والمساكن. وهذا الأمر واضح وجلي فيما يقوله الله عز وجل في الحديث القدسي الصحيح الذي رواه أبو هريرة واصفاً ثواب المتقربين إليه: "يقولُ اللهُ تعالى : من عادى لي وليًا فقد بارزني بالمحاربةِ ، وما تقرب إليّ عبدي بمثلِ أداءِ ما افترضته عليه ، ولا يزالُ عبدي يتقربُ إليّ بالنوافلِ حتى أحبَّه ، فإذا أحببتُه كنتُ سمعَه الذي يسمعُ به وبصرَه الذي يُبصِرُ به ويدَه التي يَبطشُ بها ورجلَه التي يمشي بها ، فبي يسمعُ وبي يُبصرُ وبي يَبطشُ وبي يمشي ، ولئن سألني لأُعطينه ولئن استعاذني لأُعيذنه ، وما ترددت في شيءٍ أنا فاعلُه ترددي في قبضِ نفسِ عبدي المؤمنِ يكرهُ الموتَ وأكرهُ مساءتَه ولابدَّ له منه " وإن أصابك الشيطان بنزغ وأوقعك في معصية فاعلم أن الله تعالى يحب التوابين فما عليك إلا أن تستغفره سبحانه وتعالى. فالندم على المعصية كفاره. وتذكر دوماً اسمه سبحانه وتعالى " الغفور" ، فلو كنا منزهين عن الخطأ لما حثنا الله عز وجل على طلب المغفرة. وبهذا فأن السعادة والسكينة تتحقق باتصال القلب بالخالق جل في علاه وذلك بالإمداد الروحي والمعنوي الذي يبثه الله عز وجل في قلب عبده المؤمن وكذلك عبر الفوائد المباشرة المنبعثة عن الامتثال لأوامر الله عز وجل وفي اجتناب المعاصي .