وجه فني متميز أحبه الجمهور الجزائري لخفة دم فتيحة باربار التي كانت تطل على الشاشة رفقة مجموعة من المبدعين باعمال لازالت خالدة في أوراق الذاكرة الفنية ، فقلد ولدت الممثلة فتيحة بربار عام 1945 في حي القصبة بالعاصمة، وبدأت مشوارها الفني كمغنية قبل أن يكتشفها محيي الدين بشطارزي أيضاً ويدخلها المسرح، لكن السينما خطفتها فشاركت في أعمال مميزة كثيرة لتنال بها شهرة واسعة. كما شكلت مع الممثل "رويشد" ثنائيا مميزا مبدعا، خصوصا في الأدوار الكوميدية. وتقمصت الراحلة، الأدوار الجدية، من خلال مختلف الأعمال التلفزيونية والسينمائية التي أثرت بها الساحة الفنية الوطنيةّ، منذ بداية مشوارها الفني سنة 1959، حيث كان الجزائريون يعيشون تحت وطأة الاستعمار الفرنسي، وبالرغم من ذلك؛ إلا أن الأمر لم يحد من عزيمتها في خوض المغامرة رغم المعارضة الشديدة التي لقيتها من عائلتها في ذلك الوقت. والتحقت بالمعهد البلدي لتدرس فن المسرح، بعد أن غادرت مقاعد الدراسة، وكانت في ذلك الوقت تدرس على غرار بقية الجزائريين في المدارس الفرنسية، حيث كانت بدايتها لأول مرة في حقل الفن مع الغناء، أين غنت مع فضيلة دزيرية، غير أنها قررت احتراف التمثيل رغم كل الصعاب التي اعترضت طريقها، خاصة أنها من أسرة محافظة عارضت بشدة فكرة دخولها إلى الوسط الفني من الأساس. وكانت وهي طفلة صغيرة تحرص على محاربة الاستعمار، وعملت على توفير الدواء للمجاهدين، حيث كانت تجمعه من بيوت المواطنين وتسلمه لامرأة أخرى وهي تتكفل بنقله لهم إلى الجبال. وبدأت قصة فتيحة بربار مع الفن وهي طفلة صغيرة، حيث كانت تعانق مسرح "محيي الدين بشطارزي"، وهي طفلة لم يتجاوز عمرها الرابعة عشرة، ومثلت في أول الأعمال المسرحية التي شاركت فيها إلى جانب سيدة المسرح الجزائري الراحلة عائشة عجوري "كلثوم"، ونورية وغيرهن. كما وقفت مع عمالقة التمثيل من أمثال المرحوم رويشد، مصطفى كاتب، علي عبدون، يحيى بن مبروك، العربي زكال وآخرون. من ناحية أخرى، مثلت فتيحة في عدة أعمال مسرحية وتلفزيونية وسينمائية، ومن أفلامها "عيش بثناش" عام 1976، وفيلم "عايلة كي الناس" العام 1990 مع الممثل عثمان عريوات، ويعتبر هذان الفيلمان من أشهر كلاسيكيات السينما الجزائرية. كما اشتهرت في التلفزيون الجزائري عبر مسلسلات رمضانية هي "الغزالة" و"المصير" و"البذرة 1 و2′′ وغيرها. وكان الدور الذي يراهن عليه كل المخرجون لها هو دور الزوجة الشريرة أو الأم الحنونة.وتوفيت بسبب أزمة قلبية مفاجئة في العاصمة الفرنسية باريس أثناء زيارتها لبناتها الجمعة 16 يناير 2015 عن سن يناهز 70 عامًا.