انتشرت عدوى أعطاب أجهزة "السكانير" عبر المؤسسات الإستشفائية الموزعة عبر ولاية وهران، الأمر الذي انعكس سلبا على المرضى بالدرجة الأولى لاسيما منهم ضعيفي الدخل الذين أضحوا يطرقون أبواب العيادات الخاصة التي بدورها يسيل لعاب بعضها بفعل تضاعف عدد الزبائن لديها، خصوصا وانّ أبسط فحص بجهاز السكانير يكلّف المريض الواحد 7 آلاف دينار جزائري ليصل إلى 15 ألف دينار بالنسبة لبعض الحالات وذلك حسب طبيعة المرض، أما عن المتضرر الثاني من هذا المشكل فيتمثل في المركز الإستشفائي الجامعي الدكتور "بن زرجب" الذي بقي الرئة الوحيدة الذي يتنفس بها قطاع الصحة عبر الولاية في ظل الأعطاب التقنية التي شهدتها مختلف أجهزة السكانير الموزعة عبر الولاية، حيث أصبح الجهازان اللذان يعتمد عليهما هذا الصرح الصحي يستقبلان أكبر عدد ممكن من المرضى، وهو الأمر الذي سيؤثر على هذين الجهازين في حالة عدم تكفل باقي المستشفيات الأخرى بإصلاح هذه الأعطاب التقنية في أقرب وقت ممكن، حيث لو استمر الوضع على هذه الحالة خلال الأسبوعين القادمين فقط، فإنّ هذين الجهازين سينضمان كذلك إلى قائمة الأجهزة المعطلة. لاسيما وأنّ الواحد منهما يقوم بفحص ما بين 60 و 80 مريضا في اليوم ، ولايتعلق الأمر بالمرضى المقيمين بولاية وهران فقط وإنما حتى أولئك الذين يقطنون بمختلف ولايات الجهة الغربية من الوطن. علما أن هذا المرفق الإستشفائي يعتمد على جهازين يتوّزعان على كل من مصلحة الأشعة المركزية ومصلحة الاستعجالات الطبية والجراحية. وبغية التأكد من هذا المشكل اتصلنا بمدير المؤسسة الإستشفائية المتخصصة في طب وجراحة الأطفال "عبد القادر بوخروفة" المتواجدة بمنطقة "كناستيل" السيد" بن سهلة مصطفى" الذي أكد لنا بأنّ جهاز السكانير الخاص بمؤسسته معطل منذ حوالي شهرين نتيجة عطب تقني، موضحا في الشأن نفسه أنه تم تسجيل الطلب للحصول على قطع الغيار بالمؤسسة المموّلة المتواجدة بهولندا، على أن يستأنف هذا الجهاز نشاطه مجددا -حسب مصدرنا - خلال الأسبوعين المقبلين. فيما أبرز في الشأن نفسه أن مؤسسته قامت بإعداد دفتر شروط بغية اقتناء جهاز سكانير ذو نوعية جديدة وخدمات حديثة تبلغ قدرة استيعابه ب 64 مريضا في اليوم الواحد. أما عن المؤسسة الإستشفائية أوّل نوفمبر المتواجدة ب "إيسطو" فتعاني هي الأخرى من نفس المشكل بعد العطب التقني الذي أصاب جهازا السكانير اللذان تعتمد عليهما وذلك حسبما أكدته المكلّفة بالإعلام على مستوى مديرية الصحة والسكان لولاية وهران. وفي ذات السياق تجدر الإشارة إلى أنّ المؤسسة الإستشفائية "مجبر تامي " المتواجدة ببلدية "عين الترك" تشهد هي الأخرى نفس الظاهرة حيث لا يزال جهاز السكانير الخاص بها متوقف منذ قرابة 4 أشهر، ينتظر من يلتفت إليه ليغطي حاجيات سكان الكورنيش الغربي. وبين هذا وذاك تبقى الضحية الأولى والأخيرة هي المريض الذي تظل كل الأبواب موصدة في وجهه على مستوى المؤسسات الإستشفائية التابعة للقطاع العمومي والتي بالرغم من النقائص التي تتوفر عليها إلا أنّها تبقى الوجهة المفضلة للمريض باختلاف مستواه المعيشي باعتبارها تعد مرجعا هاما بالنسبة للمرضى. ضف إلى ذلك فإن هذه الأعطاب ألقت بالعديد من المرضى إلى أحضان العيادات الخاصة التي يغتنم بعضها الفرصة بهدف تحقيق الربح السريع على حساب المرضى...هذا فيما يبقى بعض المرضى الآخرين الذين لاتسمح لهم ظروفهم الاجتماعية بالتوّجه إلى الخواص ينتظرون الوقت الذي تستأنف فيه أجهزة السكانير نشاطها، علّهم يحظون بفحص يشخصون من خلاله مرضهم.