بعد أزيد من 40 سنة من العطاء لازالت الفنانة صونيا تقدم الكثير لخشبة المسرح الجزائري من اعمال فنية اسمها الحقيقي سكينة ميكيو، المعروفة في الوسط الفني بصونيا هي من مواليد 1956 بالميلية ولاية جيجل، خريجة معهد التكوين الدرامي ببرج الكيفان دفعة 1973.وقد دخلت ميدان التمثيل في سن مبكر لا يتعدى ال 17 سنة، وواجهت جملة من الصعوبات واعتراض الأهل على ذلك بحكم واقع المجتمع آنذاك. غير أنها كسّرت ذلك القيد والتحقت بالمعهد رفقة أربع ممثلات أخريات. وفي تلك المرحلة كان المسرح يفتقر للعنصر النسوي بحكم عادات وتقاليد المجتمع الجزائري، عكس ما أصبح عليه في الوقت الحاضر.شاركت في عمل جماعي إلى جانب كل من محمد فلاق وحميد رماص بعنوان لنعبر للعالم الذي عبرنا وهي مسرحية عن انحراف الشباب، وقد مثلت صونيا في هذه المسرحية وعمرها لا يتجاوز ال 20 سنة، لتجمع في رصيدها الفني العديد من المسرحيات الجماعية والفردية التي تفوق ال 50 عرضا من بينها مسرحية حضرية والحواس، وهو عمل جماعي لمصطفى عياد، يعالج ظروف المأساة التي عاشها الجزائري، في شرح للوضع الذي ساد الجزائر في تلك السنوات الحمراء التي ضربت كل شيء ولم يخرج منها المسرح سليما، حيث فقد الكثير من عمالقة الخشبة، وهي تعتبر بأن هذا العمل هو في خانة الأعمال النادرة، بحكم نصه وطريقة المعالجة التي تم بها من قبل الممثلين الذين وظفوا خبرتهم في هذه المسرحية بالكثير من الشجاعة، لتبقى هذه المسرحية من بين العروض المهمة إلى جانب مسرحية الصرخة.عملت صونيا كممثلة إلى جانب كل من المرحومين عز الدين مجوبي وعلولة كما عملت مع سيد أحمد أقومي، وامحمد بن قطاف وزياني الشريف عياد، في تلك المرحلة اشتغلت على عدد من الأعمال التي زادتها شجاعة وقوة على غرار مسرحية " الصرخة "و مسرحية "حضرية و الحواس" ، كان المسرح حيا بالرغم من العنف الذي كان هنا وهناك ، لكن إرادة الحياة انتصرت على الموت، و ظهورها على الخشبة رفقة زملاء آخرين في قاعات تغص بالجمهور، كانت أكبر دليل على الصمود.وعملت كمخرجة مسرحية، وقد كانت لها محاولة في الإخراج السينمائي لكنها لم تدم طويلا، وعادت إلى المسرح لما عُينت مديرة لمعهد التكوين لبرج الكيفان، لتترأس حاليا المسرح الجهوي لولاية سكيكدة.