مصطفى كاتب واحد من عمالقة الفن الجزائري، الذي اختار أن يهب كل حياته للفن دون أن يفكر في أي سبب يمكن أن يشغله عنه، حتى أنه عاش وحيدا رافضا الانضمام إلى منظومة الزواج. كان مصطفى كاتب المولود عام 1920 بمدينة سوق أهراس، مسرحيا كبيرا وسينمائيا قديرا، وهو المؤسس لفرقة المسرح العربي بقاعة الأوبرا عام 1947 برفقة محيي الدين باشطارزي، وشارك في فيلم "ريح الأوراس" و"الليل يخاف من الشمس" عام 1965 للمخرج مصطفى بديع، كما أخرج مصطفى كاتب فيلما بعنوان "الغولة" عام 1972، وفي عام 1951 شكّل فرقة المسرح الجزائري التي أحزرت على مجموعة من الجوائز في الكثير من المهرجانات الدولية. في 1958 عين رئيسا للفرقة الفنية التي أنشأتها جبهة التحرير الوطني في تونس، حيث لعبت هذه الفرقة دورا رائدا في مجال التعريف بالقضية الجزائرية للرأي العام العربي والدولي حياته في فرنسا كانت صعبة والمضايقات استمرت هناك أيضا، ولم يهدأ له بال حتى جاء نداء جبهة التحرير الوطني، حيث سيلتحق برفقة مجموعة من الفنانين إلى تونس ويكونوا فرقة فنية جزائرية تعبر رسميا عن الجزائر وعن جبهة التحرير، تقدم للرأي العام أفكارها بكل حرية وتركز على هويتها العربية الجزائرية الإسلامية، وهكذا كان ميلاد بعد الاستقلال يقطع مصطفى كاتب على نفسه وعدا بالتشييد، فالجزائر والمسرح هو المرأة التي أحبها ولابد أن يكون مهرها غاليا. في هذه الفترة المتقدمة من الاستقلال أين كان الأشقاء يتقاتلون في الولاية الرابعة وضع مصطفى كاتب خطته الأولى، والتي كانت تتعلق بإنشاء معهد الفنون الدرامية ومجلة تابعة للمسرح بعنوان "الحلقة وعين مديرا للمسرح الوطني الجزائري، وأنشأ مدرسة للفنون الدرامية والرقص الشعبي. وفي 1973 عين مستشارا ثقافيا بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وساهم في بعث الحركة الثقافية والمسرحية في الأوساط الجامعية. وتوفي هذا الممثل البارز في تاريخ السينما الجزائرية يوم 28 أكتوبر 1989 بفرنسا بعد أن أعيد تنصيبه مديرا للمسرح الوطني الجزائري.