الحديث عن عمار رويعي لا يختلف عن الأحاديث التي تسرد مسيرة باقي لاعبي منتخب الأفلان فلقد كان هؤلاء النجوم على إرادة قلب رجل واحد فتشابهت خطواتهم وتحركاتهم بل وطريقة لعبهم في الميادين، فعمار رواي أو رويعي كما يحلو للبعض تسميته وكغيره من النجوم الأخرى سارع إلى تلبية نداء الواجب مباشرة بعدما إتصل به المرحوم بن تيفور وهو محترف في فريق أنجي الفرنسي، إذ حاول في بداية الأمر كتمان الخبر على زملائه في النادي خاصة بعد تجدّد الإصلاحات بينه وبين المكلّف باستدعاء اللاعبين المرحوم بومزراق وخرج خائفا يترقّب من »أنجي« إلى أن غادر الحدود الفرنسية واللحاق بإيطاليا برفقة لاعب موناكو مصطفى زيتوني الذي حصل إتفاقا على هامش المباراة الأخيرة التي دارت بين فريق »أنجي« و»موناكو« حيث كان راوي قد سجل لفريقه، وقد تعرض لهذه المقابلة إلى تدخل خشن لمصطفى زيتوني لم تكن إلا خطة محكمة طبقها الإثنان من أجل تبرير غيابهما بعد المباراة، واستغلال هذه الفرصة للتوجه إلى تونس. وكم كانت سعادة رويعي كبيرة وهو يجتمع بزملائه بعاصمة قرطاج. الأندية الجزائرية التي دربها وآخرها فريق مولودية وهران الذي قاده للحصول على لقب البطولة الجزائرية سنة 1988 بتعداد ثري من اللاعبين الذين كانت تملكهم تشكيلة المولودية نذكر منهم الأسطورة بلومي والحارس الدولي دريد نصر الدين، والثنائي المعسكري بوط وشعبان والهداف التاريخي للحمراوة بن ميمون الحبيب والقلب النابض للفريق سباح بن يعقوب ووسط الميدان البارع شريف الوزاني سي الطاهر والمدافعين المرحوم وناس وبلعباس وبن عرماس. هذه التركيبة أوصلها عمار رواي إلى نهائي كأس إفريقيا للأندية البطلة سنة 1989 لأول مرة في تاريخ المولودية ولسوء الحظ خسرت الكأس بملعب زبانا أمام الرجاء البيضاوي المغربي الذي كان يدرّبه آنذاك الناخب الوطني رابح سعدان ومنذ ذلك الحين اعتزل عمار رواي عالم التدريب وكرة القدم وأصبح يهتم بأمور أخرى غير الرياضة التي طلقها بالثلاث ولم يعد إليها، إلا للمشاركة في دورات الكهول. هذا النجم الذي لم يأفل يحظى باحترام كبير من الأوساط الرياضية التي لا تعد تتذكره إلا عندما يحتفل منتخب حزب جبهة التحرير أين كان من صانعي اللبنات الأولى لمنتخب »الأفلان« ويعتبر عمار رواي من اللاعبين القلائل الذين كانوا يمتازون بمهارات فنية خارقة للعادة، يحث لم يتأثر أبدا بقصر قامته ونحافة جسمه، إذ إمتاز بسرعة الحركة. وقد استطاع أن يمضي العديد من الأهداف للنخبة الوطنية خلال مسيرتها المظفّرة في مختلف ملاعب بقاع المعمورة، كما يعتبر من اللاعبين القلائل أيضا الذين قرروا العودة إلى فرنسا بعد الإستقلال. حيث مكث هناك لفترة زمنية قبل أن يعود وبصفة رسمية إلى الجزائر وبالضبط إلى مدينة سطيف حيث جذوره من هناك، رغم أنه يقطن حاليا ببلدية عين الترك بضواحي بوزفيل بوهران وهو كثير الترحال إلى فرنسا لقضاء بعض مآربه هناك. عمار رواي إضافة إلى امتلاكه لحس التهديف فهو أيضا إنسان متواضع ومحبّ لبلده وساهم بأخرى من ذهب في رفع راية البلاد خارجيا، غير آبه بتهديدات الفرنسيين الحاقدين على كل ما هو جزائري آنذاك، حيث لم يتوان في وضع خبرته تحت تصرّف الوطني بذكرى تأسيسه الموافقة لشهر أفريل من عام 1958 بما أنه لا يحب الأضواء ولا الشهرة ويريد دائما أن يعيش في الظل بدليل رفضه، أن يتولى العديد من المناصب في الأندية رغم إلحاح رؤسائه عليه. فيبقى إسم عمار رواي أحد أركان وركائز منتخب »الأفلان« الذين صنعوا مجد كرة القدم الجزائرية إبان الثورة التحريرية المجيدة وقد حاولت »الجمهورية« أن تحاور هذا الرجل الفذّ حتى تنفض شيء من الغبار عليه إلا أنه تعذر عليها ذلك بسب تواجده بفرنسا في الوقت الحالي.