تنقلنا إلى المسلخ البلدي بتيارت حيث التقينا أطباء بياطرة أكدوا أنه يعاني من عدة نقائص والأكيد حسب ما أفاد به القائمون عليه أنه يعد أول مسلخ بلدي على المستوى الإفريقي الذي يعود بناؤه إلى سنة 1955 من القرن الماضي أي أثناء الحقبة الاستعمارية حتى أن آخر ذباح من الحقبة الاستعمارية توفي العام الماضي فقد شُيد بمواصفات عالمية مما أهله أن يكون الأول على المستوى الإفريقي بدون منازع بالرغم من تدهوره مع الزمن. المسلخ البلدي بتيارت يعمل به 14 بيطريا ومفتشين بياطرة (02) يشرفون على عمليات ذبح المواشي والأبقار غير أن ما يقلق البياطرة الآن هو انعدام غرف التبريد ومن المفروض أن تكون موجودة داخل المسلخ للحفاظ عليها تحت درجة برودة مناسبة تفاديا لتنقل الأمراض خاصة خلال موسم الصيف فالذبح يتم في ساعات مبكرة وإلى حدود منتصف النهار والقانون يلزم على أصحاب القصابات بذبح الحيوان من الغنم أو البقر داخل المسلخ تفاديا للذبح غير الشرعي وحفاظا على صحة المستهلك فالبيطري وبعد معاينة الشاه المذبوحة مثلا يضع عليها علامة بالأزرق أي بمعنى أنه يمكن للجزار أن يقوم ببيعها فيما يبقى الميزان الوحيد معطلا منذ عدة سنوات. وعن مسألة غرف التبريد المنعدمة فقد أفاد البياطرة أنها كانت متواجدة بالجهة الأخرى من المبنى وخلال التسعينيات تم بيعها بمؤسسة التبريد التابعة للقطاع العام المتواجدة بولاية مستغانم مما حرم البياطرة من استعماله مطالبين بتوفيره في الآجال القريبة كما أن آلة تجفيف اللحوم غير موجودة هي الأخرى مما ستوجب توفيرها داخل المسلخ حتى أن الخطوط الموضوعة التي تنقل عليها اللحوم هي معطلة بالرغم من أنه تم بناؤه بكل المواصفات المطلوبة. ومن جهة اخرى فمشكل انعدام النظافة متوفر حاليا داخل المسلخ البلدي بدليل أن التخلص من الأحشاء كان يتم في السابق بطريقة منظمة عبر مجار خاصة وحاليا تم التخلي عنها ورميها بطريقة عشوائية فالمطابقة في النظافة حسب القانون المعمول به مطلوبة أكثر. ما صرح به البياطرة أنه في اليوم الواحد حاليا يتم ذبح 130 رأس من الغنم داخل المسلخ البلدي وقد يتجاوز مع أيام العيد ال300 رأس وسجل خلال رمضان الفارط ذبح 30 بقرة يوميا لكن ما أشار إليه البياطرة أيضا أن فترة الصيف تعرف انتشارا لفيروس التهاب الكبد يصيب الماشية نتيجة ارتفاع درجات الحرارة أو أن الكلأ المقدم للحيوان يتسبب في هذا الفيروس ولذا فإن الذبح غير القانوني من أحد المسببات في إصابة المواطنين بأمراض مختلفة. وخلال زيارتنا وقفنا على عمل الذباحة فهم من أفراد عائلة واحدة توارثوا هذه المهنة من الأجداد فمعرفتهم بخبايا المهنة جد دقيقة والطلب عليهم متزايد وباستمرار مع المناسبات كالأعراس وعيد الأضحى فذبح شاة واحدة يتجاوز الألفي دج.