تضارب آراء البياطرة حول انتقال المرض إليها اكتشفت، مساء أول أمس، مديرية المصالح الفلاحية بالبويرة أول بؤرة للحمى القلاعية مست الأغنام بقرية شعبة براهم الواقعة في الضاحية الشرقية لعاصمة الولاية، بعدما عثروا لدى أحد المربين على أربعة رؤوس نفقت بسبب المرض وخروف مصاب تقرر ذبحه. انتقلنا، صباح أمس، إلى المسلخ الواقع في مدينة البويرة، والتقينا بصاحب الأغنام المصابة، حيث وجدناه قد ذبح الخروف المريض، وأكد لنا بأنه أبلغ المصالح الفلاحية فور نفوق أربعة أغنام من القطيع الذي يملكه، فتنقلت إليه على الفور إحدى الفرق البيطرية، وأكد له أفرادها أن كل القطيع المشكل من 70 رئسا مصاب، وطلبوا منه حملها إلى المسلخ للقضاء عليها، وبعد ساعات قليلة زارت مزرعته لجنة ثانية وأكدوا له بأنه وسط القطيع يوجد خروف واحد فقط مصاب وطلبوا منه نقله إلى المذبح. وبشأن مثل هذه الحالات، أكد لنا أحد البياطرة الخواص أن الإجراءات الوقائية المتخذة تقتضي، في حالة العثور على حالات من المرض وسط قطيع ما غير ملقح ضد المرض، التخلص منه فورا، حتى تتم محاصرة العدوى، وهو ما لم يحدث مع الحالة المذكورة، علما أن صاحب القطيع فقد ست أبقار بسبب المرض، ويرجح أن تكون العدوى قد انتقلت من الأبقار إلى قطيع الأغنام. من جهة أخرى، سألت "الخبر" بيطريا آخر، رفض الكشف عن هويته، وأكد لنا أن الفيروس الحالي للحمى القلاعية لا ينتقل إلى الأغنام، فمن نصدق؟ وحسب المكلف بالإعلام بوزارة الفلاحة، فإنه لم يتم تسجيل أي حالة انتقال للعدوى إلى أغنام، وأضاف أن ذبح قطعان الأغنام في حالة وجودها بالقرب من أبقار مصابة إجراء احترازي. وبشأن انتشار الداء في الولاية، أكد مصدر من مديرية المصالح الفلاحية أن العدد المسجل وصل إلى 350 رأس من الأبقار تم القضاء عليها، بينما يؤكد المربون أن العدد الفعلي يفوق ذلك بكثير، بدليل أنه أثناء وجودنا في المسلخ كانت تصل الأبقار المصابة بين الفينة والأخرى، وقد أكد لنا الموالون والمربون أن الداء انتشر بشكل رهيب في مختلف أرجاء الولاية، وهناك عدد كبير من المربين لم يبلغوا عن الحالات المصابة خوفا من عدم تعويضهم. أحد المربين أحضر إلى المسلخ عجلين وبقرة على وشك الوضع، قال: "هناك من ساومني في لحم العجلين ب 100 دينار للكيلوغرام، لذا سأتبرع بلحمهما إلى دار العجزة"، في حين أكد لنا بعض العاملين في المسلخ أن لحم الثيران انخفض إلى أقل من 700 دينار للكيلوغرام، في حين لا يتعدى ثمن الأبقار 500 دينار جزائري. وأجمع كل من كانوا داخل المسلخ على أنه في حالة استمرار الوضع على حاله سيفقد كل المربين مواشيهم وحينها ستلتهب أسعار اللحوم بشكل لم تعرفه الجزائر من قبل.