تشهد أسعار الأدوات المدرسية هذه الأيام، بكل أصنافها وأنواعها، ارتفاعا مفاجئا، يتزامن هذا والدخول المدرسي المقرر يوم 13 سبتمبر الجاري. وصرح بعض تجار التجزئة وأصحاب المكتبات بالعاصمة ممن التقت بهم "الفجر" أمس، أن الأسعار زادت لدى تجار الجملة والمستوردين ما بين 15 و20 بالمائة مقارنة بالسنة الماضية، تلك الزيادات تقع على عاتق المواطن المغلوب على أمره. قادتنا جولتنا الاستطلاعية، صباح أمس، إلى بعض الأسواق اليومية بالعاصمة وبعض المكتبات والوراقات المتخصصة في بيع الأدوات المدرسية، وكم كانت دهشتنا كبيرة لدى وقوفنا عن قرب للاستفسار عن الأسعار والأثمان التي ارتفعت بنسبة كبيرة مقارنة بأسعار السنة الماضية، وحتى وإن اختلفت مبررات وحجج البائعين فإن الفاتورة الباهظة تحال على المواطن الذي يدفعها مكرها نقدا أو عن طريق الاستدانة، خاصة ممن لديه 4 أو6 أطفال متمدرسين. مقلمة "فلة" تساوي 4 كلغ من البطاطا وممحاة "سبيدرمان" تعادل كيسا من الحليب الساعة العاشرة وخمس دقائق. وجهتنا الأولى كانت "سوق 12" أو ما يعرف بالعامية "مارشي 12" الواقع ببلدية بلكور.. اكتظاظ وازدحام من كلا الجنسين وحتى الأطفال الصغار المتمدرسين أمام بائعي الأدوات المدرسية، هذا يطلب من البائع مده مقلمة علبة أقلام ملونة من الحجمين الصغير والكبير، وآخر يسأل عن سعر المحافظ سواء كانت يدوية أو ظهرية، وامرأة برفقة ولدين وبنت تصيح مستفسرة عن ثمن الكراريس والأغلفة، وبجانبها امرأة أخرى بدت على ملامحها دهشة وحيرة، راحت تخاطب بعض النساء ممن كن بالقرب منها "واش تدير الشهرية قدام هاذوا لي بري" أي "ماذا تعمل الأجرة أمام أسعار مرتفعة كهذه" لترد عليها إحدى المغلوبات على أمرها " الشدة في ربي" وبنبرة التحسر والأسف قال أحد الرجال الذي كان يتسوق رفقة زوجته مقلمة "فلة" تعادل قيمتها قيمة 4 كلغ من مادة البطاطا وممحاة "سبيدرمان" تعادل كيسا من الحليب. بعد هذا جاء دور البائع الذي شرع في الإعلان عن الأسعار كونها غير موضوعة على الأدوات المدرسية المعروضة فوق الطاولات وبدأ يعدد المقلمات على اختلافها بين 60 دج للوحدة خاصة بالمقلمة العادية إلى 100 دج لمقلمة الدمية "فلة" وشخصية "باتمان" و"سبيدرمان"، مبراة على أشكال مختلفة، تنوعت بين شكل فأر، سيارة، وحتى زلاجات، تراوحت أسعارها ما بين 15 دج إلى 40 دج للوحدة، ممحاة "فلة" و"باتمان" و"سبيدرمان" وأخرى في شكل ولاعة ثمنها بين 15 دج إلى 30 دج. محافظ ظهرية بحجم علب الأحذية ب 300 دينار وأخرى حتى 1500 دينار شاب آخر يبيع الأدوات المدرسية، رحنا نسأله عن سعر المحافظ بكل أنواعها، اليدوية منها والظهرية، هذا الأخير فاجأنا بسعر إحدى المحافظ الظهرية التي لا يزيد حجمها على علبة "قلب اللوز" المتوسطة الحجم أن ثمنها يتراوح ما بين 250 و300 دج أو العلب المخصصة للأحذية، لتبدأ الأسعار في الارتفاع من واحدة إلى أخرى تبعا للحجم من 500 دينار إلى 1500 دينار، وكأن بهؤلاء الباعة مثل ذلك الشاب يريدون تمرير بضاعتهم وسلعتهم تلك رغم أنها مصنوعة من مادة البلاستيك الخفيف. والملفت للانتباه فيها هو الرسومات والأشكال والألوان الزاهية جعلت الأطفال الصغار الذين التقيناهم بصحبة أوليائهم متلهفين عليها وتمسكوا بها لدرجة أن إحدى الفتيات الصغيرات أجهشت بالبكاء لما رفضت أمها اقتناءها. وعلق بعض المواطنين على أسعار المحافظ بنوعيها بأنها باهظة الثمن وليست في متناول الموظف البسيط. زيادات في الكراريس ما بين 4 إلى 7 دنانير لارتفاع سعر الورق في الأسواق العالمية جولتنا في "مارشي 12" سمحت لنا كذلك بالتعرف على أسعار بعض الكراريس من مختلف الأحجام والأنواع: كراس 96 صفحة، من 25 إلى 30 دج، كراس 120 صفحة ب 35 دج بعد أن كان العام الماضي في حدود 27 دج، كراس 288 صفحة من 70 إلى 80 دج، كراس أعمال تطبيقية حجم صغير ب 25 دج، كراس أعمال تطبيقية من الحجم الكبير ب 40 دج بعدما كان السنة الماضية ب 32 دج. وأرجع أحد الباعة الذي يمارس تجارة بيع الأدوات المدرسية على مدار العام وهذا منذ سنوات إلى أن ارتفاع سعر الكراريس راجع إلى ارتفاع سعر الورق في الأسواق العالمية، حيث وصل إلى ما يقارب 1300 دولار للطن الواحد بعدما كان العام المنصرم في حدود 900 دولار، وهو ما جعل الزيادة تصل في الكراس الواحد ما بين 4 دج إلى 7 دج. تقارب بين أسعار الأدوات المدرسية في الأسواق والمكتبات والمواطن هو الضحية إقبال الأولياء رفقة أبنائهم لم يقتصر فقط على الأسواق اليومية، بل تعداه إلى المكتبات والوراقات، حيث قصدنا إحداها بشارع حسيبة بن بوعلي بساحة أول ماي لجس نبض اقتناء المواطنين للأدوات المدرسية، حيث لاحظنا أنها متقاربة مع تلك الموجودة في الأسواق اليومية، لكن تأسف صاحب مكتبة من شيء وهو أن مديريات التربية كانت في وقت مضى توزع قوائم الأدوات المدرسية لكل الأطوار التعليمية من التعليم الابتدائي إلى الثانوي وهذا حتى يتسنى للأولياء أو التلاميذ التعرف على الأدوات الواجب اقتناؤها، لكن هذا العام لم يبق على الدخول المدرسي سوى 3 أيام ولم يحدث شيء من هذا القبيل.