بعد مرور حوالي أسبوع من افتتاح الصالون الدولي للكتاب في طبعته الخامسة عشر، أكد محافظ الصالون، إسماعيل امزيان، أن الأمور تسير بشكل جيد وأن الطبعة هذا العام حاولت تدارك أخطاء وهفوات الطبعة الماضية خاصة ما تعلق بمشكل الرطوبة التي اشتكى منها الزوار حيث تم تزويد الصالون بأجهزة لتخليصه من الرطوبة بالإضافة إلى مسألة ضيق الأروقة المخصّصة لتنقل الجمهور بين دور العرض، حيث خُصّصت لها هذا العام 5 أمتار، أي بزيادة مترين، وهو ما سمح للزوار بالتنقل بين أروقة العرض براحة، كما نفى إسماعيل مزيان، أن يكون لتنظيم الصالون بمركب 5 جويلية بدلا من قصر المعارض الصنوبر البحري، أثرا على الزوار ومرتديه، مستدلا في ذلك بكون الطبعة الماضية والمنظمة بمركب 5 جويلية، قد شهدت توافد 150 ألف زائر يوميا وهذا مقارنة بالطبعات السابقة والمنظمة بالسافكس والتي عرفت توافد حوالي 20 ألف زائر يوميا، مؤكدا أن تنظيم تظاهرة بوزن الصالون الدولي للكتاب بمنطقة يتواجد بها حوالي 60 ألف طالب في إشارة منه إلى جامعة بن عكنون للحقوق، كلية الصحافة، معهد العلوم السياسية، معهد التخطيط، بالإضافة إلى قربها من العديد من البلديات، سيساهم أكثر من تقريب الكتاب للقارئ، فيما رفض امزيان في هذا الحوار الذي جمعه مع "الجمهورية" الخوض في مسألة مصر مكتفيا بالقول أنها "مسألة تجاوزناها وأفضل الحديث عن المشاركات العربية والأجنبية وعن البرنامج الثقافي المصاحب للصالون". الجمهورية: بعد مرور ستة أيام من افتتاح الصالون الدولي للكتاب في طبعته الخامسة عشر، كيف تجري الأمور بأجنحة الصالون بمركب 5 جويلية؟ - إ. مزيان: في الحقيقة مثلما لاحظت خلال هذه الأيام، الأمور تجري بشكل جيد، برنامج المحاضرات يسير مثلما كان مبرمجا وعرفت توافدا كبيرا للزوار والمشاركين خاصة محاضرات عضو الكنيست الإسرائيلي سابقا والوجه المثير للجدل عزمي بشارة الذي ناقش الوضع العربي فكريا وسياسيا، ومحاضرة جورج قرم حول خلفيات التفرقة والوهن لدى العرب في العالم المعاصر بالإضافة إلى كتاب ومفكرين وكذا شخصيات سياسية من أمثال المحاضرة التي قدمها رئيس الحكومة الأسبق رضا مالك تحت عنوان "الجزائر تأسيس أمة"، والتي برمجت في اليوم الأول للصالون، كما نشط أيضا الوزير الفرنسي الأسبق من أصول جزائرية عزوز بقاق إلى جانب عبير أسبير وليدا قيدي ندوة حول "الأدب والسينما.. من الكتابة إلى السينما"، كما تم تكريم بعض الوجوه التي رحلت عن الساحة الأدبية مثل الروائي الراحل الطاهر وطار، الذي قام بإحياء ذكراه مجموعة من أصدقائه ورفقائه، على غرار كل من محمد الميلي، واسيني الأعرج، أحمد منور .... وغيرهم من رفقاء الدرب، كما خصص الصالون أمسية للمفكر الراحل عبد الله شريط، أما الوقفة التكريمية الثالثة فكانت للسوسيولوجي الراحل عبد القادر جغلول، إضافة إلى هذه الوجوه الثقافية، خصّص الصالون وقفة للمجاهد المعروف الذي رحل مؤخرا المرحوم لخضر بن طوبال نشطها رئيس الحكومة الأسبق رضا مالك، كما سيحظى الروائي الشهير خوسيه ساراماغو بالتكريم هو الآخر خلال الأيام الأخيرة للصالون، لهذا فأنا أؤكد مرة أخرى أن كل شيء يسير بطريقة جيدة، فضاءات خصصت للأطفال لاقت إعجاب الحضور خاصة منهم فئة النساء، حضور فاق التصور وننتظر حضور أكبر خلال الأيام القليلة القادمة. الجمهورية: لامسنا خلال الأيام الأولى من الصالون ارتياحا كبيرا لدى الزوار مقارنة بالطبعة السابقة، هل هذا راجع لتدارك أخطاء الطبعة الرابعة عشر؟ - إ. مزيان: هذا صحيح، في طبعة 2010 حاولنا تدارك الأخطاء التي سجلناها العام الماضي، ففيما يتعلق بمشكل الرطوبة التي اشتكى منها الزوار، تم تزويد الصالون بأجهزة لتخليصه من الرطوبة ومضاعفة سقف جميع الخيم لتحسيس الزوار والجمهور الذي توافد على الصالون براحة أكبر، أما مسألة ضيق الأروقة المخصّصة لتنقل الجمهور بين دور العرض، فقد وصل عرض الأروقة إلى 3 أمتار في طبعة 2009، وطبعة هذا العام خُصّصت لها 5 أمتار للأروقة، أي بزيادة مترين، وهو ما سمح للزوار بالتنقل بين أروقة العرض براحة وما خلق توازنا بالصالون بشكل كبير، كما ارتأت إدارة الصالون استحداث فضاء خاص بالأطفال شبيه بدور الحضانة، وتم تزويده بألعاب للأطفال الصغار وحراسة، لتسهيل زيارة الصالون أمام ربات البيوت اللّواتي يصحبن معهن أطفالهن الصغار، ولتفادي الازدحام والتدافع، فكّر القائمون على تنظيم الصالون في تخصيص العديد من المداخل أمام الجمهور، وهذا ما من شأنه أن يجعل أيضا العارضين على قدم المساواة خاصة وأنّ بعضهم أبدى تذمره العام الماضي، لكون مساحة عرضه بعيدة عن البوابة الرئيسية، ما حرمهم من الجمهور وفرصة تحقيق مبيعات أكبر. ومن خصوصيات طبعة الصالون لهذا العام كذلك هو أننا حرصنا قبل بدء الصالون أن تكون جميع الكتب القادمة من مختلف الدول العربية والأجنبية برفوف أجنحة المعرض، على خلاف السنوات السابقة التي كانت فيها الكتب تتخلّف في الميناء بسبب طول إجراءات الجمركة، ومعنى هذا أنّ الكتب أخذت أماكنها في الرفوف، حتى قبل أن يصل ممثلو دور النشر المشاركة، وأنّ صالون 2010 كان جاهزا لاستقبال الجمهور أربعة أيام قبل موعد الافتتاح. الجمهورية: تحدثتم قبل إفتتاح الصالون الدولي للكتاب عن حضور 400 دار نشر، ويجري الحديث حاليا حول قرابة 460 ناشر، كيف حدث ذلك؟ - إ. مزيان: بالفعل الحديث في البداية كان يدور حول حضور 400 ناشر، ولكن أظن أن هذا شيء جيد يليق بسمعة الجزائر الطيبة في الخارج، حضور 460 دار نشر تابعة لأكثر من 30 دولة تتوزع على القارات الأربع بممثليها وكتبها دليل على نجاح الطبعة وعلى التوافد العربي والأجنبي على الصالون، كما أن العدد ارتفع بسبب دور النشر التي وصلت متأخرة للصالون لسبب أو لآخر، مثلما حدث مع دور النشر الفرنسية التي وصلت الكتب وتأخر ممثلوها بسبب موجة الإضرابات التي عرفتها فرنسا في الأيام الأخيرة، ومع ذلك قامت دور النشر الفرنسية بإرسال دفعة أولى من الكتب عن طريق الخطوط الجوية الفرنسية، ووصلت شحنات الكتب إلى الجزائر، ليصل بعدها ممثلو دور النشر المشاركين، ولكن ارتفاع عدد دور النشر المشاركة اعتبره شخصيا شيئا إيجابيا للصالون، فالظروف والهياكل وفّرت للجميع، والكل راض بالعمل والمجهود المقدم من طرف إدارة ومحافظة الصالون. الجمهورية: إختار صالون 2010 سويسرا كضيف شرف، لماذا هذا الاختيار وما هي أهم الدول التي تشارك لأول مرة في الصالون الدولي للكتاب؟ - إ. مزيان: بالفعل الطبعة الخامسة عشر للصالون الدولي للكتاب اختارت سويسرا كضيف شرف، باعتبارها البلد الغربي الوحيد الذي كرم واختار الجزائر كضيف شرف في صالونه الدولي للكتاب، كما تحضر سويسرا معرض الجزائر بعشرين من ناشريها يعرضون حوالي 800 عنوان تخص مجالات الأدب والعلوم الدقيقة والتاريخ والسياسة والاقتصاد، كما ستتسم المشاركة السويسرية بتنظيم ندوات فكرية وأدبية. من جهة أخرى، تلقت محافظة الصالون طلبات من الكثير من العارضين من مختلف الدول التي شاركت العام الماضي تطلب زيادة مساحة العرض المخصّصة لها، أما بالنسبة للدول المشاركة في الصالون لأول مرة فنجد كل من الهند، بولونيا، الأرجنتين، غيرها من الدول التي ارتأت المشاركة في فعاليات الصالون وكان لها ذلك. بالإضافة إلى مشاركة ما يربو عن الأربعمائة ناشر يمثلون 31 بلدا من القارات الأربع، ويشهد الموعد حضورا قويا لأكبر دور النشر العربية، إضافة إلى دور نشر لها قيمتها من الولاياتالمتحدةالأمريكية، فرنسا، إيطاليا، اسبانيا، بلجيكا، ألمانيا، كما حاولنا إلزام العارضين على جلب أحدث المطبوعات. من جهته، الحضور الجزائري كان مكثفا، بحوالي 140 عارض، ناهيك عن المحاضرات وسلسلة من البيع بالإهداء التي يوقعها كتاب جزائريون لروايات وكتب ودراسات صدرت حديثا. الجمهورية: جرى الحديث قبل تنظيم هذه الطبعة والطبعة الماضية حول مسألة تنظيم الصالون الدولي للكتاب بمركب 5 جويلية بدلا من قصر المعارض الصنوبر البحري، باعتبار هذا الأخير هو الذي اعتاد عليه الجمهور والزوار على حد سواء؟ - إ. مزيان: الإجابة تكمن في السؤال بحد ذاته، هي مجرد مسألة اعتياد، الجمهور اعتاد على تنظيم الصالون الدولي للكتاب بقصر المعارض الصنوبر البحري بالعاصمة بدلا من مركب 5 جويلية، رغم أن تنظيمه بخيم مركب 5 جويلية ولا أظن أن هذا أثر على الطبعة الماضية أو على هذه الطبعة، باعتبار أن الطبعة الماضية والمنظمة بمركب 5 جويلية، شهدت توافد 150 ألف زائر يوميا وهذا مقارنة بالطبعات السابقة والمنظمة بالسافكس والتي عرفت توافد حوالي 20 ألف زائر يوميا. وأظن أن تنظيم تظاهرة بوزن الصالون الدولي للكتاب بمنطقة يتواجد بها حوالي 60 ألف طالب إذا حسبنا طلبة كل من جامعة بن عكنون للحقوق، كلية الصحافة، معهد العلوم السياسية، معهد التخطيط، بالإضافة إلى قربها من العديد من البلديات وكذا توفر النقل، سيساهم أكثر من تقريب الكتاب للقارئ. كما أن حظيرة السيارات بمركب محمد بوضياف بالعاصمة لديها طاقة استيعاب ضخمة وكبيرة جدا مقارنة بحظيرة السيارات بالسافاكس، ومساحة العرض هذا العام بلغت 20 ألف متر مربع وزعت على العديد من الخيم الضخمة والمجهزة بكل ما يلزم لاستقبال الجمهور في أحسن الظروف. الجمهورية: ماذا عن المشاركة المصرية في الصالون والتي أسالت الكثير من الحبر؟ - إ. مزيان: أفضل عدم الخوض في هذه المسألة لأن مسألة مصر تجاوزناها، وأظن أن الحديث عن النشاطات الثقافية المبرمجة في الصالون وكذا المشاركات العربية والأجنبية والتوافد الكبير للزوار والجمهور العريض الذي نشهده ونسجله يوميّا أنفع بكثير من الخوض في مسألة مصر.