يعيش أغلب المتمدرسين بالمؤسسات التربوية بمختلف المناطق بوهران ظاهرة اكتظاظ الأقسام و هم في الواقع يعانون جراء ذلك و إن كانوا لا يشتكون و قد لا يبالون أيضا و لكن ما التمسناه من خلال استطلاعنا بين أوساط التلاميذ بضواحي المدينة أنهم يعتقدون أن احتواء القسم الواحد أكثر من 40 تلميذا أمر عادي و طبيعي بكل المؤسسات التربوية في العالم، فطبيعي أن يعتقد ذلك طفل من دخل المدرسة سنته الأولى و هو يدرس في قسم مكتظ و غير الطبيعي بالنسبة إليه أن يجد نفسه في قسم بعدد نموذجي لا يتجاوز عدد التلاميذ فيه 25 تلميذ على سبيل المثال فالأمر بالنسبة إليه سيكون غريبا هذا ما بدا من بعض التلاميذ في الطور المتوسط حينما طرحنا عليهم السؤال. و أكد بعض التلاميذ من متوسطة بوعمامة أن عدد التلاميذ في أقسام السنة الثانية متوسط يصل إلى 40 تلميذا و قد يتجاوزه، و قال التلميذ حميد الذي كان يبدو عليه الانضباط أن جو القسم أصبح مرهقا و متعبا بسبب الفوضى و الروائح الكريهة و تدافع التلاميذ فور سماع الجرس، و أضاف أنه غالبا لا يتمكن من متابعة كل تفاصيل الدرس مع الأستاذ بسبب التشويش، و حسب التلميذ الياس في السنة الرابعة متوسط فان 38 تلميذا في قسمه عدد معقول في نظره، و عن أجواء التدريس اعترف الياس أنه من التلاميذ المشاغبين لان قسمه لا يخلو من الفوضى و المناوشات بين التلاميذ و ذلك ما يحفزه على الاستهتار و عدم متابعة الدروس في القسم، و بالموازاة تفاجآنا بمحمد و هو تلميذ في الثالثة متوسط بنفس المؤسسة عندما أكد أن عدد التلاميذ في صفه 28 تلميذا فقط و يدرس في أجواء مريحة و هذا ما يعكس أن العد المعقول يمكن المدرس من التحكم في الوضع و السيطرة على التلميذ و كسب مودته أيضا حسب ما ذكرته إحدى ممارسات المهنة، في حين أن القسم الذي يتجاوز 30 تلميذا يصعب التحكم فيه و بالتالي يجد المتمدرس مبتغاه في خلق الفوضى و التشويش طيلة ساعات الدراسة دون كلل أو ملل الأمر الذي يتعب الأستاذ و يضعف قواه. و بدورهم استاء الأوليات من حالة الاكتظاظ التي يعيشها أبناءهم في المدرسة و التي تنعكس سلبا على قدرات الاستيعاب داخل الفصل و هذا ما ذكرته السيدة نعيمة التي قالت أن عدد التلاميذ في القسم الذي يدرس فيه ابنها في السنة الخامسة ابتدائي بإحدى مدارس حي محمد خميستي 45 تلميذا، و أضافت أنها من تقوم بدور المعلمة فتعيد تدريس طفلها المقرر بأمله بسبب عدم فهمه و كأنه كان غائبا عن الفصل، و ذكرت إحدى الأمهات أيضا أن بعض الأقسام في إحدى المدارس الابتدائية بالحي المذكور و صلت إلى اللجوء إلى وضع الأسرة آخر القسم مع جلوس 3 تلاميذ في الطاولة خلال السنة الماضية. و يطالب أولياء التلاميذ بإنشاء أقسام في الفضاءات الفارغة داخل المؤسسات التربوية على الأقل لتخفيف الضغط على الأقسام.