ما تمر به تيارت حاليا من تقلبات جوية منذ أكثر من شهرين قد ينذر بالجفاف إن استمر الوضع إلى غاية فيفري من السنة المقبلة أو أكثر تقدير بداية مارس وحسب ما أكدته لنا السيدة صابو بختة وهي مستشارة للإرشاد الفلاحي بمديرية الفلاحة بتيارت فإن الآن ما تمر به الولاية يعرف بالإجهاد المائي أي بمعنى نقص في الأمطار ذلك أنه خلال أكتوبر الماضي عرفت الولاية تساقطات للأمطار لكن هذه الفترة تعتبر بالحرجة للفلاحين الذين تأخروا في حملة البذر والحرث مما يستوجب عليهم أن يتدبروا أمورهم وتوفير الماء أكثر مما يسمح بإعادة قلب الأرض من جديد لتفادي الجيوب المعروفة بجيوب الهواء تحت الأرض لتتمكن للبذرة بطريقة سهلة. وبالمقابل أيضا فإن الجهة الجنوبية من الولاية هي الأكثر تضررا من نقص الأمطار حاليا فأراضيها الموجهة لإنتاج الشعير الواقعة بعين كرمس ومهدية تتضرر ما بين 30% إلى 40% وبهذا تقضي على المحاصيل الزراعية أضف إلى هذا أن هذه المنطقة تعرف بمياه قليلة وإن تم حاليا حفر 17 حاجزا مائيا لكن لم تستغل منها إلا حاجزين فقط . والسقي التكميلي يعتبر الآن الحل الوحيد لإنقاذ الموقف فعبر مراسلة رسمية من الجهة الوصية فإن الفلاح مطالب الآن بتعويض ما يعادل 20مم خلال فترة شح السماء قد تمتد أو توزع على أيام طيلة أسبوعين كاملين قد تكفي لتعويض مياه الأمطار وبالتالي "إنتاش" البذرة أولا أي خروجها من الأرض ثم تأتي عملية الإشطاء أو التفرع وتعمد حاليا مديرية الفلاحية على حث الفلاحين وأكبر المنتجين للحبوب وأنواعه على استخدام تقنيات السقي التكميلي المعوضة لنقص الأمطار كما نشير أن 7 آلاف من الأراضي الفلاحية الخصبة تستخدم حاليا فيها تقنية السقي التكميلي ليتوقع أن ترتفع العام المقبل إلى 10 آلاف هكتار أي باستخدام آلات الرش في مساحات محددة أو آلات الرش اللفاف ويمكن للفلاحين اقتناء هذه الآلات من التعاونيات الفلاحية أو المستثمرات فيما تم إعذار العام الماضي 20 فلاحا ممن استفادوا من الدعم مباشرة لاقتناء هذه الآلات بعد أن قامت لجنة من مديرية الفلاحة بمراقبتهم مع العلم أن المساحة المزروعة الآن للحبوب تقدر ب340 هكتار ووصلت نسبة البذر والحرث إلى 95 %والإعذارات والتي وجهت إلى الفلاحين هم الناشطين بالقرب من سد الدحموني. وتسعى مديرية الفلاحة إلى عملية تكثيف استغلال المياه من السدين المعروفين بسد الدحموني وبن خدة والحواجز المائية مع العلم أن تيارت تتوفر على 3 آلاف بئر على مستوى الأراضي الفلاحية لكن المشكل هو وتراجع المياه الجوفية كما يحدث حاليا بالرشايقة فالفلاحون قد امتصوا المياه على عمق 40م تحت الأرض مما تسبب في تراجع المياه الجوفية. ومع الجليد وموجة الصقيع التي تعرفها الولاية منذ شهر وما صاحبه من نقص في الأمطار فإنه يؤثر على الأشجار المثمرة والخضر بشكل كبير الذي "يحرق" الأوراق وبالتالي نقص المردود بشكل كبير قد يقضي على الإنتاج لكن حسبما فهمناه من الجهات المختصة فإن الجليد لا يؤثر على الحبوب لأن في الفترة الصباحية وبعد سقي الأراضي يقضي على البرد إلا أنه وفي حال استمرار الوضع كما هو ونقص درجات الحرارة التي تجاوزت خلال الأيام القليلة الماضية 3 درجات تحت الصفر بالليل قد تقضي نهائيا على إنتاج الأشجار المثمرة وبأنواعها .