يتم إبراز نماذج من الثروات الغابية والصناعة التقليدية الريفية لتلمسان خلال معرض منظم بدار الحظيرة الوطنية للولاية على هامش أشغال الدورة ال 22 لهيئة الغابات و المراعي في الشرق الأدنى التي تستضيفها تلمسان من 14 إلى 17 ديسمبر الحالي. ويقدم هذا المعرض الذي أشرفت على تنظيمه محافظة الغابات صورة حية عن بعض الأنشطة المهنية التي يمارسها سكان الريف ومجاورو الغابات بفضل استغلالهم العقلاني للموارد الطبيعية التي تجود بها الغابة والمناطق السهبية مثل الخشب و الفلين و الحلفاء و العسل و الفواكه البرية المتنوعة. وفي هذا الصدد تم عرض أنواع من العسل الذي ينتج بالمنطقة وزيت الزيتون التي تشتهر بها ناحية صبرة وبني سنوس وأصناف من الفواكه البرية المصبرة أو المجففة كالتين والزيتون و"اللنج" والبلوط. كما قدمت نماذج من الصناعة التقليدية الريفية مثل صناعة الأطباق بمادة الحلفاء و صناعة الجلود و المنتوجات اليدوية التي تعتمد على استغلال عناصر طبيعية من الغابة دون أن تسيئ إلى المحيط الطبيعي و تساهم في خلق الثروات بالريف ومناصب شغل فضلا عن تثبيث سكان الريف بأراضيهم. ومن جهة أخرى تم عرض بعض المواد الغابية مثل مادة الفلين المستخرجة من شجر البلوط مع تقديم بيانات وشروحات حول طريقة انتاجه و الأخطار التي تهدده مثل الاستغلال المفرط وتقادم الغابة وعدم استخلافها و معالجتها في الوقت المناسب حسب مسؤول بمحافظة المغابات الذي أكد أن هذه الثروة الغابية تتوزع محليا على عدة مساحات بغابات "أحفير" منها "تزاريفت" ب 625 هكتار وفروانة (58 هكتار) و"عين مرجان" ب 305 هكتار. يذكر أن هذه الغابات المطلة على مدينة تلمسان تنتج من أجود مادة الفلين عالميا وقد استفادت في السنوات الأخيرة من دراسات لإعادة تأهيلها وتنميتها مع حمايتها من الاستغلال المفرط الذي يضر بتوازنها الإيكولوجي. هذا وقد خصصت أشغال اليوم الأربعاء من الدورة الثانية والعشرين لهيئة الغابات و المراعي التي تنظمها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) بالتنسيق مع وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري لزيارة ميدانية لغابة "أحفير" ومحميتها "موتاس" بهدف منح المشاركين فرصة الاطلاع على بعض المنجزات التي تحققت محليا في إدارة الغابات والمراعي كما أبرز لوأج عبد القادر يطو المدير العام للغابات.