يحتفل اليوم الجزائريون بذكرى المولد النبوي الشريف، وهي السانحة التي تسمح للعديد من العائلات عبر القطر الوطني، من أجل تحضير مختلف الأكلات التقليدية، وختان الأطفال، وحفظ مختلف الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة، كما قامت مختلف المساجد بتنظيم حلقات وندوات ومجالس علم، للتذكير وتنوير عامة المصلين، بشمائل نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، حيث أن ذكرى المولد النبوي الطاهرة، تمثل محطة هامة لإبراز دوره ومكانته الكبيرة، في إخراج أمته من الجهل والانحلال ومختلف العادات والسلوكات المشينة التي كانت منتشرة وقتذاك، هذا فضلا عن تنظيم مسابقات في المديح النبوي، لأفضل الفرق الإنشادية التي تسمو بأصواتها الشجية العطرة، متغنية بحبيبنا وقرة أعيننا محمد عليه الصلاة والسلام، فهذه الاحتفالات المخلدة لذكرى مولد خير الأنام دليل آخر، على تشبث الجزائريين بعقيدتهم الوسطية السمحاء، ونبذهم لكل ما يشوّه رسالته العالمية الخالدة، لاسيما في ظل الحملات التي تقوم بها الكثير من الجماعات الدينية المتشددة في مختلف الدول العربية، وتحريض بعض السياسيين في الدول الغربية على المسلمين والتضييق عليهم، ومن ثمة فإن هذه المناسبة هي فرصة، للجزائريين وحتى مختلف شعوب أقطار العالم الإسلامي، أن لا تتوانى في الاحتفاء بذكراه العزيزة علينا، لأن الرد على الإساءات التي تستهدفه، يجب أن يكون حضاريا عقلانيا وبطرق جميلة وبديعة، مثلما دأبت عليه عائلاتنا هنا في أرض الشهداء، التي لا تزال إلى اليوم محافظة على عادات وتقاليد أجدادنا الضاربة في أعماق ثقافتنا المتنوعة والحميدة، فمن الأسرة ما تحضر الأكلات الشهية، وتشعل الشموع وتزين جلساتها بالذكر الحكيم وقراءة الأحاديث النبوية الصحيحة، وتزيين الأبناء والبنين بالحناء، والإكثار من الصلاة على نبي الأمة محمد عليه الصلاة والسلام، كما انتشرت كذلك عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي لاسيما "فايسبوك" و"تويتر" مختلف الصور والتبريكات بقدوم ذكرى المولد النبوي الشريف، حيث سارع "الفايسبوكيين" في تقديم التهاني للأمة الإسلامية وإبراز أجمل وأنصع المحطات التي صنعها "الرحمة المهداة" للبشرية جمعاء، إذ وبفضل رسالته النورانية العالمية الربانية، استطاع أن محمد صلى الله عليه وسلم إنارة الدرب، وتبسيط الرؤى وتوضيح سماحة الإسلام والتأكيد على عظمته وشموليته ودوره في إخراج الأمم من الظلمات إلى النور.