يعيش سكان قرية سيدي يوسف التابعة لبلدية المعمورة و التي تبعد عن مقر الولاية بحوالي 60كلم في عزلة نظرا لجملة النقائص التي يتخبط بها سكان القرية والانشغالات التي طرحها قاطنوها المتعلقة بالتنمية في شتى المجالات ، على غرار النقل ،و غياب الماء الشروب عن حنفياتهم منذ سنوات وغياب التهيئة ومرافق الصحة والترفيه والتي أثرت بشكل كبير على حياتهم اليومية ، يعيشون على أمل تدخل الجهات المعنية لانتشالهم من الجمود التنموي الذي طال عبر عقود من الزمن. تنقلنا إلى هذه القرية كان الهدوء يعم أحياءها و التي ارتأينا تسليط الضوء على معاناة سكانها ولم يخطر ببالنا ان تكون العزلة بتلك الحدة ، ونحن نلج مدخل القرية اقتربنا من بعض السكان بغية استقصاء أرائهم عن واقع التنمية في منطقتهم ، و ما إن عرفوا هويتنا بدا كل واحد منهم يسرد لنا ما يعانون من تهميش و معاناة خاصة من الشباب من حيث التشغيل و غياب جميع مظاهر التنمية **حنفيات بدون ماء منذ أكثر من 5 سنوات أمنيتي هي رؤية الماء في الحنفية هذا حلم أحد شباب المنطقة الذي صادفناهم في القرية أهم انشغالهم إذ لم ينعموا طيلة سنوات بالمياه الصالحة للشرب و مازالوا ينتظرون إيجاد حل لهذه المشكلة ، حيث أكدوا على غياب المياه عن حنفياتهم منذ أكثر من 5 سنوات رغم تقديمهم شكاوى عديدة إلى السلطات المعنية ما جعلهم يكابدون مشقة جلب الماء من مناطق مجاورة وسعر حمل الصهاريج إلى منازلهم كل يومين بمبالغ أثقلت كاهلهم أو يشربون من بعض العيون التي أصبحت مياهها ملطخة كما عبر لنا عنه قاطنو الحي فضلا عن المتاعب التي يتحملها صغارهم لملء الدلاء من مصادر المياه القريبة منهم فالماء الشروب هو مطلبهم الذي طال أمده وطالت معه معاناتهم، و طلب السكان في هذه القرية هو المياه الصالحة للشرب و لأغراض السقي خاصة وأن المنطقة ذات طابع فلاحي كما أكد السكان أنهم يعيشون هذه الوضعية المزرية منذ ما يزيد عن 5 سنوات في ظل غياب أهم متطلبات العيش الكريم حيث أجمع هؤلاء على مطلب رئيسي هو إيصال حنفياتهم بالماء الشروب ناهيك عن انعدام التهيئة الحضرية ، اهتراء الطرق و الأرصفة بأغلبية الأحياء و المطبات المنتشرة على طول الطرقات و التي تتفاقم فيها الأوضاع بسقوط الأمطار وتصبح الطرقات عبارة عن برك يصعب تخطيها خاصة التلاميذ الذين يجدون صعوبة يومية في الوصول إلى مقاعد دراستهم ، بالإضافة إلى انعدام النقل ما ضرب عليهم عزلة قاتلة وكذا انعدام الإنارة العمومية ببعض الأحياء وما لفت انتباهنا خلال تجولنا في أحيائها انعدام سوق جوارية . **قاعة علاج لا تفي بالغرض وتتضاعف معاناة سكان قرية سيدي يوسف مع قاعة العلاج الوحيدة التي أكد السكان أنها تشهد ضعفا كبيرا في تقديمها للخدمات وتقتصر على الخدمات السطحية وكذا غياب الاسعاف و انها لا تتوفر إلا على ممرضة و طبيب يأتي مرة في الأسبوع والنقص الفادح في الخدمات الصحية مطالبين بتدعيمها بطواقم بشرية وتجهيزات طبية أصبح أكثر من ضروري كونه المنقذ الوحيد لمرضاهم خاصة أنهم في هذه المنطقة المعزولة إلى جانب تخليصهم من ميزيرية التنقلات اليومية إلى المصحات المتواجدة بالبلديات المجاورة خاصة للنساء الحوامل ، حيث أبدى محدثونا تذمرهم من تواجد قاعة متعددة النشاطات شيدت منذ 2002 و لم تفتح لحد الساعة حتى اهترأت جدرانها و هي هيكل بلا روح وكذا الملعب عبارة عن جدران فقط لا تتوفر فيه أي شروط الملعب بفعل الإهمال وتهميش القرية من مختلف مرافق الترفيه و الفضاءات الرياضية حيث ألح الشباب الغارق في البطالة الذين يواجهون فراغا وواقعا مؤلما بسبب النقص الفادح في غياب فرص العمل حيث يناشد شباب سيدي يوسف السلطات المحلية بإنجاز مراكز رياضية و ثقافية لقضاء وقت فراغهم الذي يقضونه تسكعا في الشوارع حيث لا يزال حلم العديد منهم الظفر بمناصب عمل بضرورة بعث مشاريع تنموية من شأنها تحسين المستوى المعيشي لهم . **لا متوسطة و لا ثانوية و التلاميذ يقطعون 15 كلم للالتحاق بالدراسة
فالقرية تشهد نقصا كبيرا في الهياكل التربوية فلا توجد متوسطة وثانوية رغم النسبة المرتفعة للتلاميذ المتمدرسين ما يضطرهم إلى التنقل إلى مؤسسات الواقعة ببلدية المعمورة على بعد 15 كلم لمواصلة مشوارهم الدراسي خاصة إذا علمنا بوجود مدرسة واحدة و ملحق بسبب الاكتظاظ الذي عرفته المدرسة و التي كل جدرانها هشة لم تستفد من أي عملية ترميم حسب تأكيد السكان و مطعم مغلق في حالة كارثية رغم توفره بكل الإمكانيات خاصة مع حلول فصل الشتاء حيث يحتاج التلميذ إلى وجبة ساخنة وأشار محدثونا أن التلاميذ يضطرون لتناول وجبات باردة خاصة الذين يقطنون بعيدا عن المدرسة ويستغرقون للوصل إليها ساعة من الزمن أو أكثر تضطرهم للبقاء من الصباح و المغادرة مساء كما يتوفر النقل المدرسي على أربع حافلات تحمل 28 تلميذا و في حين يتعدى هذا العدد إلى 60 تلميذا في الحافلة الواحدة حيث أكد محدثونا أن الوضع غير المستقر جعل التلاميذ يدرسون في ظروف صعبة أما بالنسبة للفتيات معظمهم يتوقفون على الدراسة بسبب بعد المسافة و الذي زاد الطين بلة عدم توفر مركز ثقافي أو مكتبة أو مساحات للعب الأطفال ليجد هؤلاء أنفسهم بين شوارع وطرقات القرية.
رئيس بلدية المعمورة صيفي خالد يرد على انشغالات المواطنين تزويد القرية بالمياه الصالحة مع نهاية أفريل أو جوان القادم وفي هذا السياق كشف رئيس بلدية المعمورة صيفي خالد أنه يوجد بعض النقائص في قرية سيدي يوسف لكن لا نستطيع أن ننكر المجهودات التي قامت بها الدولة في مجالات التنمية ،منذ تنصيبي على رئس المجلس الشعبي البلدي سجلت كثيرا من المشاريع في هذه القرية منذ 2013 منها تعبيد طريق بلدي على مسافة 13 كلم يربط هذه القرية و يفك العزلة ما بين اتجاه مدينة الحساسنة وصولا إلى قرية تامسنة وقمنا بتهيئة الطرقات الداخلية و إنجاز الطريق الولائي في إطار المشاريع القطاعية الذي يربط ما بين سيدي يوسف حتى مفترق الطرق تيرسين نحو حدود ولاية تيارت على مسافة 10 كلم و العملية في نهاية الأشغال ،قمنا كذلك بإنجاز خزان مائي كان ينقص القرية والعملية انتهت ،و قام الوالي مؤخرا بتدعيم القرية بمشروع ضخم أسميه مشروع القرن استفادت منه بلدية المعمورة بمبلغ 18 مليارا سنتم قام والي الولاية في أول زيارة له و في أول تنصيب له على مستوى الولاية بتدعيم القرية بهذا المشروع الضخم ، يربط مياه عين السخونة ابتداء من محطة الرئيسية بحاسي عمر على مسافة 16 كلم إلى بلدية المعمورة حتى نزود السكان بالمياه الصالحة للشرب 24 ساعة على 24 ساعة و كل المناطق المجاورة للقرية وتراب بلدية المعمورة و البلدية كانت حصتها ثلاثة ملايير و خمسة مائة تحصلت عليه مقاولة من ولاية وهران وهو في طور الانطلاق في إطار تتميم الإجراءات الإدارية كما سجلت على مستوى مديرية مصالح الموارد المائية بولاية سعيدة في إطار المشاريع القطاعية و ستتم الإجراءات الإدارية خلال الأيام القادمة طبقا لتعليمة الوالي المشروع سيتم إنجازه بصفة كلية مع نهاية شهر أفريل أو شهر جوان القادم بالنسبة للمدارس فأشار المير وجدناها في وضعية كارثية و نحن من الحين للأخر نحاول تصليح ما فات و قمنا امس مع رئيس الدائرة بزيارة هذه المدارس و سنتكفل بها كليا خلال هذه العطلة الشتوية سنقضي على كل النقائص المسجلة على مستوى المدرسة و النقل المدرسي و البلدية مسخرة أربع حافلات للنقل المدرسي بكل الأطوار و سجلت عملية أخرى إبرام اتفاقية مع أحد الخواص لحافلة تتسع ل 60 مقعدا و ستنطلق هذه الحافلة في العمل على الخط الرابط بين سيدي يوسف و المعمورة بعد العطلة الشتوية هذه القرية التي يبلغ سكانها 1500 مواطن استفادت منذ 2013 إلى يومنا هذا بمشاريع عديدة إلى يومنا هذا رغم أن هذه القرية عانت العزلة منذ سنوات لم تعرف التنمية إطلاقا و لكنها تشهد تحسنا يوما بعد يوم أما القاعة المتعددة النشاطات هي بدون وسائل وبدون تدعيم،و بموجب مداولة سابقة في مجالس سابقة قد تم التنازل عنها سنة 2002 وتم بقرار تحويلها إلى مصالح مديرية الشباب و الرياضة وهي التي تتكفل به ماديا و معنويا هي المكلفة بتأطير و بالتجهيز و البلدية لا علاقة لها حاليا بهذه القاعة المتعددة الخدمات يبقى من اختصاص مديرية الشباب و الرياضة فعليها أن تتدارك النقائص و تدعم هذه المرفق الثقافي الهام بهذه القرية وذكر المير أن القطاع الصحي على مستوى سيدي يوسف به نقائص سيسعى مع مدير الصحة على مستوى الولاية و الدائرة من أجل تخصيص طبيب مقيم بالمنطقة.