كللت تجربة غمر الشعاب الاصطناعية في الوسط البحري بوهران التي تعد الأولى من نوعها على مستوى الوطن بالنجاح حسبما استفيد أمس الاثنين لدى الباحث بلعجين بومدين من قسم الهندسة البحرية لجامعة العلوم والتكنولوجية "محمد بوضياف" لوهران الذي شارك في هذه العملية. وفي تصريح ل (واج) أكد الأستاذ بلعجين أن نتائج هذه التجربة التي جسدت السنة الماضية بمنطقة بوسفر (عين الترك) كانت "مذهلة جدا" علاوة على أن هذه الشعاب الاصطناعية المغمورة الرامية الى إعادة إحياء الثروة النباتية والسمكية في الوسط البحري كانت جد مقاومة مؤكدا أنها جزائرية الصنع مائة بالمائة. وسمحت هذه العملية التي أطلق عليها إسم "آر وهران 1" بتقوية النظام الايكولوجي البحري من خلال توافد لبعض الأسماك في ظرف شهرين التي جاءت لاعادة الحياة للوسط البحري والتكاثر حيث وصل عدد أصناف الأسماك إلى 34 صنف في ديسمبر الماضي يضيف ذات الباحث. ومن بين هذه الأصناف التي وجدت بفضل هذه الشعاب مواقع لها للعيش والتكاثر "الكالمار" و"راسكاس" و"سيلون" وغيرها من الأسماك التي استطاعت أن تتكيف مع هذه الوسط الجديد. وقد تم غمر شعاب اصطناعية واحدة في عمق يصل إلى حوالي 35 متر حيث أنها تتشكل من عدة قطع إسمنتية يبلغ ارتفاعها 80ر1 وتغطي مساحة 9 أمتار مربع وفق الأستاذ بلعجين مصمم هذه الوسيلة بمعية زميله سعيدي فتحي مبرزا أن "هذه الشعاب مصنوعة من مواد طبيعية ومحلية وغير مكلفة". وقد جاء تجسيد هذه التجربة الرامية إلى حماية الثروة السمكية وتطوير الصيد البحري و توفير مواقع مناسبة لأصحاب الحرف الصغيرة بمبادرة من مديرية الصيد البحري والموارد الصيدية لوهران وجمعية "بربروس" لحماية البيئة البحرية بالتعاون مع قسم الهندسة البحرية لجامعة العلوم والتكنولوجيا "محمد بوضياف" لوهران. كما أكد الأستاذ بلعجين بومدين أن قسم الهندسة البحرية مستعد لتصميم شعاب اصطناعية لتعميمها عبر باقي سواحل البلاد بغية حماية الثروة السمكية وتطوير الصيد البحري بطرق علمية وباستغلال عقلاني للثروة مثلما يطمح اليه برنامج "أكوا باش 2020" للوزارة الوصية.