بعض اللجان لا تقرأ النصوص و لا تملك الوقت لاكتشاف المواهب صلاح الدين ميلاط كاتب و مخرج مسرحي ، يملك في رصيده 8 أعمال فنية أهمها رسالة إنسان، قمر ، قصة بشر ، ومأدبة اللئام التي أنتجت في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية بمعدل 30 عرضا عبر كامل التراب الوطني ، حصدت أعماله 6 جوائز وطنية و جائزة دولية بالأردن ، كانت بمهرجان فيلاديلفيا ال11 للمسرح الجامعي العربي عن عمله " رسالة إنسان " ، ومن أجل التعرف أكثر على صلاح الدين ميلاط اقتربنا منه و أجربنا معه الحوار التالي : الجمهورية : حدثنا عن آخر أعمالك المسرحية " مأدبة اللئام " ؟ صلاح الدين : " مأدبة اللئام " مسرحية تاريخية رصدت اللحظات الأخيرة للقائد " يوغورطة " ، الحمد لله حققت خلال العرض الأول بقسنطينة نجاحا كبيرا و إقبالا منقطع النظير من لدن عشاق فن الخشبة ، بدليل أنه تم بيع أكثر من 400 تذكرة ، أما باقي الولايات الجزائرية ، فهناك من اهتمّ بالعرض ، وهناك ومع الأسف الشديد من لا يملك ثقافة مسرحية . الجمهورية : كيف تقيم واقع المسرح الجزائري اليوم ؟ صلاح الدين : واقعه كواقع أي قطاع آخر ، فالمسرح الجزائري يضم الكثير من المبدعين و الموهوبين الذين يستطيعون أن يسمو بفنهم و أعمالهم إلى العالمية ، لكن للأسف بعض إدارات المسارح ترفض تسليم المشعل للجيل جديد من أجل إعطاء نفس آخر للفن الركحي ، وفتح الأبواب أمام المواهب التي يمكنها أن تتألق في دول أخرى و تسافر بالفن الرابع إلى فضاء دولي ناجح ، وما يمكن الإشارة إليه أيضا أنه ليس عندنا صناعة خاصة بالمسرح، لأننا ببساطة نفتقد للتسويق الذي تنجم عنه الفوائد المادية ، وكي يسوّق المسرح ،لابد من وجود جمهور يشاهد الأعمال الفنية و يدفع مقابل دخوله القاعات ، فإذا توقف دعم الدولة ، فإن هذه المسارح ستغلق أبوابها بكل تأكيد . الجمهورية : وماذا عن الحركة النقدية ؟ صلاح الدين : أعتقد أننا لا نملك حركة نقدية في جميع الفنون الإبداعية و ليس المسرح فقط ، فحن لا نملك مجلة فنية واحدة ، فمن أين سيأتي النقد ..؟ ، ومن هم النقاد ؟ ، و ما هي وظيفتهم ، ومتى يمارسون مهامهم ؟ ، فجل الموجودين ما هم إلا خريجي أدب عربي و ليس نقد مسرحي.. الجمهورية : لما يتم اللجوء إلى الاقتباس بدلا من الإبداع ؟ صلاح الدين : في الحقيقة هذا الأمر يعود لسياسة المسارح الجهوية ، وكذا للجان بعض المسارح التي لا تقرأ أصلا ، ولا وقت لها لتكتشف إبداعات كتاب جدد ، فتكتفي بالأسماء المعروفة ، لهذا أصبح الكتاب يلجؤون للاقتباس كي تقبل نصوصهم .. الجمهورية: ما هي الصعوبات التي تواجهك كمخرج مسرحي ؟ صلاح الدين : تجاوزت الحمد لله الكثير من الصعوبات ، فمن خلال مسرح قسنطينة الجهوي نلمس نية حسنة من قبل مدير المسرح السيد " أحمد زتيلي " الذي يسعى إلى دعم الشباب ، لكن هذا لا يمنعني من القول أن المسرح ليس بخير، فمازال الكثير من المبدعين عبر مختلف ولايات الوطن يحتاجون للدعم ، والقضية اليوم لا تتعلق بالدعم المادي فحسب بل أيضا بالتسهيلات التي من شأنها أن تساهم في إبراز هذه الطاقات الإبداعية التي تزخر بها بلادنا في مجال فن الخشبة . الجمهورية :هل كانت لك تجربة في مسرح الطفل ؟ ، وما هو الفرق بينه و بين مسرح الكبار ؟ صلاح الدين : في الحقيقة قدمت عملين في مسرح الطفل ، وهناك مشروع آخر سيرى النور قريبا على ركح قسنطينة الجهوي ، أما فيما يخص الفرق بينه و بين مسرح الكبار ، فلا يمكن الإنكار أن لكلّ مجال عمل خصائصه ، و السر يكمن بطبيعة الحال في الإتقان مهما كان نوع العرض .