ينتابك سؤال غريب عندما ترى السواح الأجانب يصرون على التوجه إلى جزيرة جربة عن طريق بن غردان و ليس زرزيس مع أنّ المسافة بحرا تعادل بقليل 90 كلم برا ، و عندما تسأل أولئك عن السبب و أنت تحدو حدوهم يقولون لك أن : من يذهب إلى الجزيرة للتمتع بشمسها عليه أن يغتسل بمياه بن غردان الدافئة و يختلط بناسها الذين تكاد تنساهم تونس العاصمة. بن غردان مدينة تنام على ضفاف المتوسط و سكانها الكرماء لا يزالون يذكرون أنه في يوم من الأيام زارهم الجنرال ، سألنا عن الجنرال فقيل لنا أنهم يقصدون ديغول إبّان الاحتلال . اليوم لا سياحة و لا تجارة و لا تهريب سجائر من ليبيا و لا " كلوندستان" يوصلك إلى رأس جدير ، رأس صار مخ كل العمليات الارهابية فالمتطرفون يعبرونه قادمين مكن ليبيا، ليبيا التي رفصت الجدار التونسي فالعشرة أكبر من أن يخترقها خندق و الليبيون يقولون أن لحم أكتاف التونسيين من ضرع لبن أرض المختار. و التونسيون يقولون أن ارهابييهم رضعوا التطرف هناك و أتوا لنفث السم في البلاد ؟ ؟ مّن نصدق ؟؟ أهل بن غردان ينسبون إلى أنفسهم الثورة على نظام بن علي قبل أن يحرق البوعزيزي نفسه بالنّار و ذلك خلال انتفاضتهم على أحوالهم الاجتماعية في رمضان 2010 و بالتالي يرفضون أن تكون أجسادهم قشة في حمل البعير. و هم من يحمون المنطقة لأن وصول داعش إلى هناك معناه الوصول إلى العاصمة و السؤال : لماذا هذه المنطقة هي المستهدفة و لماذا يريدون انشاء إمارة يبيع الارهاب فيها وهما اسمه : دولة الخلافة ، سؤال لا يحبه أهل بن غردان و يحيلونك على سؤال آخر : مّن التفت إلينا عندما كنا نأكل من أوراق الشجر و نشرب من ماء المتوسط زمن " الطرابلسية ؟ و لا ينتظرون منك جوابا ، فقد رحل بن علي و بن غردان لا تزال تأكل من فتات الجيران و تتيه في دخان سجائر مصراته .