الكرة الصفراء تبكي زمن وردة بوشابو و حمر العين و لمين وهاب.. سعر المضرب ب 3 ملايين سنتيم و كرة واحدة تباع ب 1200 دج فقدت رياضة التنس بريقها على مستوى ولاية وهران على وجه الخصوص و لم تعد في الاونة الاخيرة تحظى بنفس الاهتمام الذي كانت تستفيد منه في سنوات السبعينات و بداية الالفية ، و ذلك لأسباب عدة يمكن حصرها في فيروس التهميش الذي اصاب الرياضات الجماعية و الفردية بفعل قلة الموارد المالية المخصصة لمختلف الرابطات المشرفة على كل الرياضات ماعدا كرة القدم .و التنس واحدة من تلك الالعاب التي دفعت هذه الضريبة حتى اصبحت في هذه الفترة من الرياضات التي اصابها الخمول ، و لولا بعض الدورات الدولية المنظمة من سنة لأخرى بمركب حي السلام و التي تعد كمتنفس لعشاق هذا النوع من الالعاب ، لقرانا الفاتحة على الكرة الصفراء بوهران .فبالأمس بلغ النشاط ذروته في هذه الرياضة ، حيث كان مركبا البريد و المواصلات بحي الحمري و عبد السلام قبلة لعشاق التنس سواء من الممارسين او المتتبعين ، بل كانت هناك ملاعب للتنس قرب ملعب الراي سنوات الثمانينات قبل ان تندثر ، و هو ما جعل رحم وهران يلد عددا كبيرا من اللاعبين ذاع صيتهم في انحاء الجزائر ، و زاحموا اكبر الرياضيين انذاك في صورة وردة بوشابو و حمر العين ...رغم قلة الامكانيات المادية التي كانت تحت تصرف اللاعبين في تلك الفترة. كما ان الفئات الصغرى الممارسة للتنس كانت تحظى بعناية خاصة من اجل اعطاء نفس جديد لهذا النوع من الرياضة و ضمان خلف جيد.لكن دوام الحال من المحال ، فكل شيء تغير في هذا الوقت بالذات ، حيث اصبحت التنس حكرا على فئة من المجتمع في ظل عزوف شبه كلي للشباب الذي يفضل ممارسة كرة القدم ليس إلا .و هو ما اثر سلبا على الكرة الصفراء التي تدهورت احوالها اكثر نظير عدم استفادتها من استراتيجية فعالة للنهوض بها .فكرة المضرب بحاجة الى نظام جديد يعيد لها الاعتبار و اولى فقراته تتمثل في التكفل الفعلي بالفئات الصغرى و تاطيرها بشكل جيد حتى تتمكن من تمثيل الجزائر خلال المنافسات الدولية و على الرابطة الولائية تسطير برنامجا خاصا يهتم بأحسن الرياضيين على مستوى الاصناف الشابة عن طريق تنظيم تربصات مغلقة خلال كل عطلة مدرسية مع استفادتها من تجمعات و تكوينات مكثفة حتى يتلقى الاطفال دروسا خاصة ، و يتدربون على مهارات و تقنيات فردية متنوعة تؤهلهم لخوض منافسات ذات المستوى العالي مع وضع في متناولهم كل التجهيزات و الوسائل الرياضية اللازمة قبل مساعدتهم على المشاركة في شتى الدورات بالخارج. و من اجل النهوض بالتنس ، يتوجب على الاتحادية الجزائرية للعبة العمل على تعميم ممارسة هذه الرياضة في الاوساط الشبان مع اعطاء اولوية لإنشاء مدارس التكوين على مستوى كل الاندية بالجزائر و بحث على تشجيع الاطفال على ممارسة هذه الرياضة بالولايات و البلديات بهدف توسيع دائرة الممارسين لرياضة المضرب بالجزائر التي تحصي 2000 رياضي فقط في الوقت الحالي ، و هو رقم ضعيف مقارنة بالطاقات الشبابية الهائلة التي تتوفر عليها البلاد .هذا مع التركيز على الاهمية التي تكتسيها علمية تكوين المدربين و الحكام الذين لهم دور هام و حساس في تطوير رياضة التنس. علما ان الوسائل البيداغوجية الضرورية لممارسة التنس ليست في متناول جميع الرياضيين نظرا لغلائها الفاحش فمثلا قيمة المضرب من النوع الرفيع تقدر ب 3 ملايين سنتيم اما مبلغ كرة واحدة للتنس فيصل الى 1200 دج و معلوم ان الرياضي بحاجة الى عدد معتبر من الكرات من اجل التدرب .