كمال شاب في 35 سنة من عمره ابن مدينة وهران لم تنعه تنشئة والديه المثقفين من دخول غياهب المجون حيث انغمس في ملذات الحياة منذ سن المراهقة أين كان يقصد رفقة أترابه من أبناء الحي الذي كان يقيم به مكان معزولا عن بعيدا عن الانظار للترفيه عن النفس .. فكان بداية المغامرة بتدخين سجارة ليجد نفسه يمارس كل طقوس المجون من شرب الخمر الى استنشاق الغراء و مادة الديليون مرورا بتناول الأقراص المهلوسة . لم يكن من السهل أن نقنع كمال على الحديث إلينا عن مغامراته في عالم المخدرات وهو يعرف هويتنا لكننا في آخر المطاف وصل معه الى حل يرضيه وهو ألا نذكر اسمه الحقيقي ولا مكان إقامته القديمة والحالية لأن هدفنا ليس التشهير بالمدمنين وإنما التحذير من الإدمان و اتخاذ العبرة مما جرى حصل للكثيرين من هؤلاء الذين أصبحوا سجناء الأدوية الموجهة لمرضى الأعصاب والتي وجدوا فيها ضالتهم للهروب من عالم يعج بالمشاكل وواقع مرّ لم يستطيعوا مواجهته للآسف . ولم يخف كمال ممارسته لكل طقوس المجنون حتى وإن حدثنا عن الأمر ب'حشمة' قائلا:' لقد دخلت هذا العالم بغير قصد كانت لقاءاتي مع أصدقائي بالحي في حديقة بعيدة عن الأنظار ندخن فيها سجارة لكن الامر تطور لنجرب مرة الخمر ومرة أخرى الأقراص المهدئة التي كان سعرها منخفض والوصول إليها لم يكن صعبا .'.مضيفا أن التجربة سرعان ما تحولت الى ممارسة بعد ان وجد كمال ورفائه ضالته خاصة و ان ابتعاده عن المدرسة زاد من حدة الطلب على هذه الادوية التي تجعل متناوليها يعيشون في العالم الذي طالم حلموا به .. عالم التخيلات والأوهام واحلام اليقضة التي سرعان ماتزول بزوال اثير هذه الاقراص ليجدوا أنقسهم مجيرين عن البحث عنها وتناولها مجددا لهروب من الواقع المرّ. 12 سنة كاملة يقول كمال قضاها في تناول المخدرات والاقراص المهلوسة لكن ليس بانتظام وإنما بفترات متقطعة و هو الأمر ربما الذي جعله لا يدخل علم الإدمان يقول هذا الشاب الذي امتنع عن تناول الأقراص المهدئة بعد زواجه لكنه لم يتوقف عن شرب الخمر والتردد على الحانات والملاهي إلا بعد ما رزق بطفل وبدأ يراقب تصرفات والده الذي كان يدخل البيت متأخرا وثملا و في إحدى الليالي دخل كمال بيته كالعادة وهو يميل ذات الشمال و ذات اليمين وأينه ينظر إليه بتعجب وحيرة الامر الذي لم تهضمه والدته التي دخلت غرفة نوم ابنها كمال و قالت له ' أنظر الى ابنك الذي يحاول تقليدك هل تريد أن يقوم بما تقوم به من منكرات ، إذا أردت أن تكون مثالا سيئا له فواصل في إدمانك .' من ذلك الوقت قررت أن أتوقف نهائيا عن هذه التصرفات وقد ساعدتني مواظبتي على الصلاة .