مما لا شك فيه أن الرياضة بصفة عامة تعتبر من المحاور الهامة في حياة الإنسان وتتمثل أهميتها في الحركة اليومية كالمشي أو الجري أو حمل الأشياء وتعتبر الرياضة نوعا من أنواع الترفيه عن النفس من ضغوط الحياة اليومية والحفاظ على قوام السليم والتربية البدنية لها دور في رفع مستوى أداء وظائف الجسم فهناك فرق بين شخص رياضي وغير رياضي . وقد شهدت رياضة المعاقين في الفترة الأخيرة نشاطا ملحوظا من خلال مشاركتها في مختلف المسابقات المحلية والدولية من خلال الجهود التي تبذلها السلطات بإعتبارها الجهة المسؤولة عن هذه الفئة من ذوي الإحتياجات الخاصة وإيمانا منها بضرورة مشاركة المعاقين ودمجهم في الحياة العامة حيث تعد الرياضة واحدة من الواجهات التي توجد التقارب والتعاون فيما بينهم وعلى الرغم من الإمكانيات المحدودة التي تحظى بها رياضة المعاقين لكن مشاركاتها في العديد من المناسبات أصبح لها وجود خاصة في ألعاب القوى أين برزت النخبة الوطنية بقوة بفضل كوكبة من العدائين يتقدمهم البطل العالمي محمد علاڤ ونادية مجمع والبطل الأولمبي كرجنة كمال وغيرهم من العدائين الذين رفعوا راية البلاد في الوقت الذي خيب فيه الأسوياء والثقة الموضوعية فيهم ومع هذا فإن للمعاقين الأثر الكبير في قلوب الجزائريين لأنهم هم أيضا ضحوا بدمائهم دفاعا عن الوطن لذا وجب على المجتمع الجزائري أن يكون لهم عونا وسندا لأن ديننا الحنيف حثنا على رعايتهم والإهتمام بهم . غير أن الواقع يؤكد العكس فالمعوقون حاليا يلجؤون إلى العزلة والإنطواء وما يحدث ذلك من تأثيرات سلبية على سلوكياتهم لأن الإحساس بالعجز يتزايد ويتفاقم ويتضاعف ونظرة الغالبية منهم للحياة هي نظرة ضيقة يلفها اليأس والقنوط والكآبة إلا أن البعض منهم إستطاع أن يقضي على هذه النظرة ويحطم سوار اليأس متبوئا مكان الصدارة على صفحات التاريخ الرياضي للمعاقين وينتزع نظرات الإعجاب والتقدير من الجميع وتولي الدولة الجزائرية أهمية خاصة لفئة المعاقين لما يشكله من ثروة يمكن إستثمارها للمساهمة في تنمية المجتمع وقد تم لهذا الغرض إشتراك المعاقين في مختلف الأعمار في أنواع عديدة من الألعاب الرياضية وتكييف تلك النشاطات لملائمة نوع الإعاقة. غير أن الوضع بالنسبة إلى المعاقين في الجزائر عامة وبوهران خاصة قد تكون دون المستوى المطلوب حتى في مجال الرياضة حيث أن المعوق الذي جسمه ليس سليما إذا كان بدنه رياضيا يستطيع أن يتحرك ويتفاعل في المجتمعات بطريقة فاعلة وجيدة فالرياضة تساعد المعاق على الإبتعاد عن الإنزواء والشعور بالعبء على المجتمع وهي تساعده على التأهيل الجسماني وكثيرا من المعاقين بوهران يمارسونها من أجل إكتساب صحة جسمانية تساعدهم على التخفيف من مؤثرات الإعاقة لأن ما هو أكيد أن رياضة ذوي الإحتياجات الخاصة لا تجد إهتماما واسعا كشأن منافسات الأسوياء وإن كانت في المدة الأخيرة بدأ المسؤولون يولوهم بعض الإهتمام فبدأنا نجد أندية خاصة بهذه الفئة وإشراكهم في البطولات التنافسية سواء المحلية أو الجهوية أو الوطنية وحتى الدولية وفي هذا الشأن نظمت بلادنا سنة 2003 الطبقة الثانية للدورة العربية لرياضة المعاقين. كما أن رياضة المعاقين وحتى تساير الركب فإنها هي الأخرى بحاجة إلى تكنولوجيا وأدوات معينة هذه الأخيرة يجب أن تكون من أحدث ما يكون في التكنولوجيا فالكرسي المتحرك كان وزنه سابقا 14 كلغ والآن أصبح يزن 4 كلغ فالتعامل مع المعوقين يجب أن يكون تعامل مع أحدث تكنولوجيا وهذا يتطلب تمويل كبير هذا التمويل يجب أن يتم فيه طرفين إثنين مسؤولي النوادي والدولة إلا أن الواقع يؤكد أن مسيري الجمعيات الرياضية ليس لهم من القدرة سوى طرق الأبواب من أجل البحث عن الموارد المالية والدعائم والوسائل المادية وكثيرا ما تقابل طلباتهم ليس بالتهميش فحسب وإنما الرفض في أحايين كثيرة لالشئ سوى لأن رياضة المعاقين لا تلقى نفس الإهتمام والرعاية التي يحضى بها الأسوياء على الرغم من نتائجها الباهرة التي رافقت لواء الرياضة الجزائرية في مختلف المحافل العالمية وعلى الرغم من أن رياضة الأسوياء »بهدلت« الجزائر في شتى أنواع الرياضات . والحقيقة المرة هي أن المعاق يعاني الويلات في مجتمعه فالإضافة إلى مشاكله الإجتماعية التي يتخبط فيها بسبب نظرة المجتمع إليه فإن رياضيا ليس بأحسن حال فهو يتدرب في غياب الإمكانيات والوسائل ويخوض المنافسات في غياب التحفيز المالي وينال النتائج الباهرة دون أن يتلقى كلمة شكر أو تشجيع وهو العامل الذي ساهم في تدني رياضة المعاقين لا سيما على مستوى ولاية وهران التي لم تنجب أبطالا على مدار السنين كما فعله باقي الولايات وذلك كله بفعل عدم إيلاء القائمين على شؤون الرياضة بهذه الولاية بفئة المعاقين التي لا تطلب الشيء الكثير وإنما ما تريده هو قليل من الوسائل والإمكانيات تمزح بإرادتهم الفولاذية فيحققون حينذاك المستحيل فهل من مجيب؟!