يعود عبد الكريم تازاروت في كتابه الجديد "السينما الجزائرية أفلام و تكريمات " الصادر مؤخرا عن منشورات رافار إلى ذاكرة السينما الجزائرية بنظرة استعادية لأهم الأعمال السينمائية التي ميزت هذه السينما بعد الاستقلال ،حيث يقدم المؤلف في هذا الكتاب الواقع عبر 237 صفحة نظرة حنينية لكلاسيكيات السينما الجزائرية مدعمة ببورتريهات لوجوه فنية جزائرية و أجنبية تركت بصماتها في ذلك المنظر السينمائي ، إذ يسلط الكتاب في الجز الأول الأضواء على الأفلام القديمة مثل "معركة الجزائر " للايطالي جيلو بورتيكورفو ، وهو من الأفلام الأولى التي خلدت بالصورة السينما الجزائرية، و أيضا أفلام أخرى مثل "الأفيون و العصا"لأحمد راشدي ، "ريح الأوراس" ، وقائع سنين الجمر ، و "حسن طيرو " و هي كلها من إخراج محمد لخضر حمينا . ويعطي تازاروت في هذا المؤلف المدعم بصور الأفلام والمصحوب بملخصات عن تلك الأفلام تقديما موجزا عن هذه الأعمال التي تركت أثرها في السينما وفي قلوب المشاهدين الجزائريين من عشاق الفن السابع ، و تثير هذه العودة المدغدغة للذاكرة في نفوس عشاق السينما حنينا و رغبة في إعادة مشاهدة هذه الأفلام التي تذكرها بالمرحلة الذهبية لتلك السينما. ويذكر المؤلف أيضا أفلام أنتجت لاحقا مثل "الطاكسي المخفي " لبن عمر بختي و "جبل باية" لعز الدين مدور ، كما يوجد في الكتاب أيضا معلومات عن أفلام حديثة مثل "مسخرة" لإلياس سالم ، "بن بلعيد لأحمد راشدي و"البئر" للطفي بوشوشي. و يقدم المؤلف في الجز الثاني بورتريهات حية و مقتضبة لسينمائيين و ممثلين تركوا بصمات بارزة في عالم السينما وأيضا في المسرح على غرار الإيقونة كلثوم التي تألقت في أعمال خالدة للسينما الجزائرية مثل "ريح الاوراس "وعمالقة آخرين على غرار رويشد ، سيد علي كويرات و رشيد فارس إلى جانب بورتري للمخرج المناهض للاستعمار روني فوتيي .